البيان الختامي للمؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الجبهة القومية للصمود والتصدي16/ 1/ 1980

الناشر: الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1980

تاريخ نشر المقال: 1980-01-16

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

البيان الختامي للمؤتمر الطارئ لوزراء خارجية الجبهة القومية للصمود والتصدي، حول طلب تأجيل المؤتمر الإسلامي، وإدراج موضوع البحث في التهديدات الأميركية في جدول أعماله.

بدعوة من حكومة الجمهورية العربية السورية عقد وزراء خارجية الجبهة القومية للصمود والتصدي مؤتمرا في دمشق يوم 28 صفر 1400 هـ الموافق 16 كانون الثاني [ يناير] 1980.

          بحث المؤتمر الوضع الدولي العام والتطورات التي يشهدها الوطن العربي والبلدان الإسلامية وبخاصة تلك التي تجري في إطار استمرار أطراف حلف كامب ديفيد في التآمر على أمن شعوب الأمة العربية والإسلامية ومستقبلها وعلى الحقوق الوطنية الثابتة للشعب العربي الفلسطيني والأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة.

          وتدارس المؤتمر أيضا دور القوى الإمبريالية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية في توتير العلاقات الدولية وعرقلة سياسة الانفراج الدولي وإحياء الحرب الباردة وإقامة قواعد عسكرية عدوانية والسعي إلى إنشاء أحلاف ومحاور وتكتلات عسكرية بهدف إخضاع شعوب الدول النامية وحركات التحرر الوطني لإرادتها من خلال محاولات استغلالها الأحداث التي وقعت مؤخرا في إيران وأفغانستان للتغطية على مخططاتها الإمبريالية وأهدافها العدوانية المبيتة.

          لاحظ المؤتمر بقلق بالغ المناورات الخطيرة لسياسة الولايات المتحدة لتفتيت وحدة حركة عدم الانحياز وحرفها عن مبادئها وأهدافها التي أكدتها في مؤتمراتها المختلفة وبخاصة في مؤتمر القمة السادس.

          استعرض المؤتمر الدور الخطير الذي تقوم به أطراف كامب ديفيد لتشكيل حلف عدواني وبخاصة من خلال التعاون العسكري فيما بينها وضلوع النظام المصري في هذا التآمر وفي فتح أبواب مصر الشقيقة للنفوذ والوجود العسكري الأميركي كمقدمة لوضع المنطقة بأسرها تحت السيطرة الأميركية واستخدامها لصالح الصهيونية والإمبريالية العالمية وإقامة قواعد جديدة في المحيط الهندي ومنطقة البحر الأحمر والوطن العربي مشرقه ومغربه.

         وأكد المؤتمر أن المناورات العسكرية التي يجريها النظام المصري بالاشتراك مع العدو الصهيوني والولايات المتحدة موجهة ضد الأمة العربية.

          ان موقف النظام المصري من أحداث إيران وأفغانستان يؤكد من جديد تصميم هذا النظام منذ ان انشق عن الأمة العربية وخان أهدافها على التعاون مع الإمبريالية الأميركية والصهيونية ومساعدتهما على السيطرة والتوسع في المنطقة عسكريا واقتصاديا فسخر من اجل ذلك نظامه وأرض مصر الشقيقة لتكون معبرا للإمبريالية الأميركية الصهيونية إلى التوسع والعودة إلى سياسة المحاور والتكتلات العسكرية واحياء الحرب الباردة التي لم تجلب للعالم وبخاصة البلدان النامية سوى التبعية والتخلف والدمار.

          وتأكد للمؤتمر ان الإثارة المفتعلة التي عمدت إليها الإمبريالية العالمية بقيادة الولايات المتحدة بالتواطؤ مع إسرائيل والنظام المصري حول أحداث إيران وأفغانستان إنما تستهدف حرف شعوب الأمة العربية والإسلامية عن خطها النضالي ضد الخطر الرئيسي المتمثل بالعدو الصهيوني واحتلاله وتمزيق التضامن العربي والإسلامي وإخراج اتفاقيتي كامب ديفيد من مأزقها الذي تواجهه ومحاولة إحداث الوقيعة بين الأمة العربية وأصدقائها وخاصة الاتحاد السوفياتي وسائر البلدان الاشتراكية.

          وتحاول الولايات المتحدة من اجل تحقيق هذه الأهداف ان تدعي الدفاع عن الإسلام والمسلمين في الوقت الذي كانت وما تزال تتآمر على الثورة الإيرانية وتمد العدو الصهيوني بأحدث الأسلحة ليمعن في العدوان والتوسع واستمرار الاحتلال وضم الأراضي الفلسطينية والعربية وخاصة القدس الشريف والاعتداء على المقدسات الإسلامية وتدنيسها.

          وهكذا كشفت أطراف كامب ديفيد عن مخططها الأساسي في محاولة ضرب الأهداف العربية والشعوب الإسلامية وتمزيق التضامن العربي والإسلامي وفك العزلة عن النظام المصري وإشغال العرب والمسلمين بأخطار مفتعلة بعيدا عن الخط الحقيقي الذي يتمثل في العدوان الصهيوني وحليفته الإمبريالية الأميركية وكأن حق السيادة للدول والشعوب العربية والإسلامية ومنها إيران وأفغانستان ليس في مفهوم أطراف كامب ديفيد سوى الخضوع لإرادة الإمبريالية والصهيونية.

          ان الشعوب العربية والإسلامية إذ تدرك هذا المخطط وأهدافه فانها تعرف أعداءها وأصدقاءها 

وتؤمن بأن قضيتها الأساسية كانت ولا تزال هي قضية فلسطين وتحرير الأراضي الفلسطينية والعربية من الاحتلال الإسرائيلي ان هذه الشعوب لا يمكن ان ترى الأحداث أو تفسرها إلا في ضوء نظرتها إلى هذه القضية الأساسية بعد ان تعلمت عبر تجاربها ان القوى الإمبريالية والصهيونية التي كانت وراء تشريد الشعب الفلسطيني واغتصاب حقوقه الوطنية الثابتة واحتلال الأراضي الفلسطينية العربية لا يمكن ان تكون مخلصة ولا أمينة على أماني الشعوب في تطلعها نحو التحرر والتقدم والسلام  القائم على العدل.

          ان المؤتمر إذ يشيد بتقدير كبير بقرارات المؤتمر العاشر لوزراء خارجية الدول الإسلامية في فاس وقرارات مؤتمر القمة السادس لرؤساء دول وحكومات البلدان غير المنحازة في هافانا وبمواقف الدول الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي،

          1 – يؤكد ان قرارات مؤتمرات الجبهة القومية للصمود والتصدي تشكل أساسا للمجابهة الحازمة ضد نهج كامب ديفيد وأطرافه والمؤتمر إذ ينطلق من هذه القرارات فانه يدعو إلى تطور وتقوية قرارات مؤتمري القمة العربيين في بغداد وتونس وخاصة باتجاه التصدي الفعال للإمبريالية الأميركية والتوسع الصهيوني وتشديد العزلة حول النظام المصري والالتزام الكامل بمقاطعته مقاطعة شاملة.

          2 – يقرر إرسال البرقية التالية إلى الأمين العام للمؤتمر الإسلامي وإلى جميع الحكومات الإسلامية: ان المؤتمر الإسلامي ظهر إلى الوجود بعد حريق المسجد الأقصى في القدس الشريف وهو بهذا يتحمل مسؤولية الدفاع عن فلسطين والقدس الشريف ولا يمكن ان يسمح للقوى الاستعمارية وحلفائها استغلاله لغير الأهداف الشريفة والنبيلة التي ظهر للوجود من اجلها.

          لذلك فان مؤتمر وزراء خارجية الجبهة القومية للصمود والتصدي المنعقد في دمشق بتاريخ 28 صفر 1400 هـ الموافق 16 كانون الثاني يناير 1980 يطلب إليكم إبلاغ الدول الأعضاء المقترحات التالية:

          1 – تأجيل موعد انعقاد المؤتمر الإسلامي إلى تاريخ لاحق لأن السادس والعشرين من كانون الثاني – يناير- الجاري هو موعد تطبيع العلاقات بين النظام المصري والكيان الصهيوني والذي يشكل خطوة خطيرة من خطوات تطبيع العلاقات بينهما وان عقد المؤتمر في التاريخ المقترح سيؤدي إلى التغطية على هذه الخطوة الخيانية وذلك يجذب اهتمام الرأي العام العربي والإسلامي والعالمي إلى المؤتمر عوضا عن مواجهة الأخطار الحقيقية الناجمة عن هذه الخطوة الخطيرة الجديدة.

 

          2 – عقد هذا المؤتمر في المملكة العربية السعودية باعتبارها البلد المقر لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

          3 – تضمين جدول أعمال المؤتمر المواضيع التالية:

          أ – تطبيع العلاقات بين النظام المصري والكيان الصهيوني وما ينجم عنه من انتهاك لحقوق الشعب العربي الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني وتكريس لاحتلال الأراضي الفلسطينية والعربية وتفريط بالقدس الشريف.

          ب – التهديدات الأميركية بالعدوان المسلح على شعوب المنطقة.

          جـ- إقامة القواعد العسكرية الأميركية في بعض بلدان المنطقة كمصر وعمان.

         4 – يدين المخططات الأميركية وحملات التضليل الإمبريالية والصهيونية التي تسيء إلى الإسلام ومثله العليا باستخدامها ستارا لأغراضها العدوانية والتوسعية ودعوة جميع الدول العربية والإسلامية إلى اليقظة تجاه هذه المخططات والتصدي لها صفا واحدا لإسقاطها وللحفاظ على مبادئ حركة عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الإسلامي.

          5 – يعلن وقوفه إلى جانب الثورة الإيرانية والشعب الإيراني المسلم في الدفاع عن حريته واستقلاله وسيادته وسيطرته على موارده ومن اجل الخلاص من الهيمنة الإمبريالية التي تحاول الولايات المتحدة فرضها عليه من جديد.

          6 – يؤكد احترامه لإرادة أفغانستان في الدفاع عن وطنها وسلامة أراضيها وعدم انحيازها.

          7 – يعلن عن عزمه على تعزيز الجبهة القومية للصمود والتصدي وتقوية دورها وتطوير مؤسساتها بما يخدم أهداف الأمة العربية.

          8 – يحذر من أية محاولة لبناء قواعد عسكرية أجنبية للوطن العربي لان ذلك سيدفع المنطقة العربية إلى اتون الصراع الدولي ويفقد دولها استقلالها الوطني وعدم انحيازها.

 

         9 – يؤكد ان الأمة العربية لن تجر إلى تحقيق بعض أهداف المؤامرة في الإساءة إلى علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الأمة العربية والمنظومة الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفياتي،

         10 – دعوة الجماهير العربية وكل قواها الوطنية إلى القيام بأوسع تحرك يوم 26 / 1 / 1980 للتعبير عن غضبتها واستنكارها للخطوة الخيانية الجديدة التي يقوم بها النظام المصري في تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]