وجهت جبهة الخلاص الوطني في سورية التي انبثقت عن اجتماع شخصيات معارضة في بروكسل والتي يترأسها نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام خلال الشتاء الماضي رسالة الى عمال سورية دعتهم فيها كسر جدار الخوف والتعبير عن مشاعر الغضب بالبيانات والاعتصامات احتجاجا على ما الت اليه احوال البلاد واحوالهم الخاصة من ضعف وفقر كما جاء في نص الرسالة التي تنشر “ايلاف ” نصها الكامل
“أيها الإخوة المكافحون من اجل وطن متحرر من الخوف والقهر والظلم والفقر الكادحون من أجل حياة كريمة تدعوكم جبهة الخلاص الوطني إلى التمعن بما آلت إليه أحوال البلاد وأحوالكم من ضعف وفقر في ظل نظام حول قوة سورية إلى ضعف ووحدتها إلى فرقة وغناها إلى فقر
لقد أدى تحكم الأسرة الحاكمة وفسادها وتجاوزها للقوانين وتغليبها مصالحها على مصالح الشعب إلى مايلي :
1 – إتباع سياسات اقتصادية متخبطة أدت إلى جمود التنمية الاقتصادية وتراجع موارد الدولة وانخفاض في مستوى المعيشة وارتفاع في الأسعار مما زاد في ثروة الأسرة الحاكمة وثروة أعوانها وفقر المواطنين وازدياد معاناتهم
2 – ارتفاع نسبة البطالة ولا سيما بين الشباب وتجاوز نسبتها أكثر من ثلث اليد العاملة في مختلف الميادين مما ادى الى ارتفاع نسبة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى مايزيد عن نصف سكان سورية بالإضافة إلى أن النصف الآخر قريب من خط الفقر
3 – ازدياد الفساد وانتشاره في مختلف أجهزة الدولة بعدما مارسته الأسرة الحاكمة وشجعت عليه ، إضافة إلى ضعف الرواتب وارتفاع كلفة المعيشة
4 – شلل الحركة النقابية ومنعها من القيام بدورها في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة والضغط عليها لتشكل غطاء للقرارات الاقتصادية المؤذية للبلاد والتي تخدم الفاسدين في الدولة وفي المجتمع
5- إقدام السلطة الحاكمة على اتخاذ وإعداد مجموعة من القوانين والمراسيم والقرارات والإجراءات الهادفة إلى تحويل المرافق العامة وإدارتها إلى استثمارات تعطى افراد الأسرة الحاكمة أو الشركات المرتبطة بها مكاسب كما يجري العمل بذلك في مرفأي اللاذقية وطرطوس ، في أرصفة هذين المرفأين وساحتهما وصوامعهما والصوامع التي سيجري بنائها مما سيحرم خزينة الدولة مبالغ طائلة ويؤدي إلى تسريح الآلاف من العاملين في المرفأين
ويأتي ذلك في أطار خطة لأحكام قبضة الأسرة المذكورة على الثروة في البلاد ومصادر الدخل. وفي هذا الإطار تم إعطاء رامي مخلوف امتياز الاتصالات الهاتفية الخارجية وكذلك تسيير خطوط النقل الداخلي في دمشق، وسبق إعطاؤه امتياز جمع القمامة في دمشق
إن القيادات النقابية السابقة والقائمة على رأس مؤسساتها مدعوة لإدراك خطر ما يجري وألى تحمل مسؤولياتها وقيادة الحركة النقابية في تحرك لمنع كوارث ستصيب العمال وتزيد بالتالي من معاناة الشعب
أيها الإخوة العمال
إن الجهاز الحاكم الفاسد والمستمر في نهب البلاد لا يدرك ولا يتحسس معاناتكم وشعوركم بالمرارة وانتم غير قادرين على تلبية الحدود الدنيا من متطلبات أسركم ، لا يدركون شعور أي منكم وهو عاطل عن العمل ولا يجد فرصة لتوفير الحدود الدنيا من متطلبات الحياة في الوقت الذي يتوفر لأولادهم وأقربائهم وأعوانهم كافة الفرص عبر الفساد وعبر تجاوز القوانين والتسلط على الأجهزة والمؤسسات الحكومية
لا يستطيعون أن يتحسسوا شعوركم بالقهر والحرمان وهم من صنعوا لكم الفقر والقهر والحرمان
أيها الإخوة العمال إن استمرار نظام الأسرة الفاسدة والمستبدة سيزيد من معاناتكم ومن قلقكم على مستقبل أبنائكم
اكسروا جدار الخوف وأطلقوا قوتكم الكاملة في وجه النظام الفاسد وقد سبق أن أطلقها آباؤكم في عهود سابقة حين كانت الديكتاتورية العسكرية تتحكم في البلاد فانتصروا وانهزمت الديكتاتورية واستطاعوا أن يحققوا بعض مطالبهم الأساسية
عبروا عن مشاعر الغضب لديكم بالبيانات والاعتصامات وبإطلاق مطالبكم الهادفة لضمان حقوقكم ورفع مستوى معيشتكم وتوفير فرص العمل لا خوانكم وأبنائكم
لا تخشوا نظاماً باتعلى حافة الانهيار فهو أكثر خوفاً واقل أمناً لأن أصحابه يدركون حجم الأخطار الكبرى التي ألحقوها في البلاد ويدركون أن الحساب قادم ولن ينفعهم تعسفهم في الظلم والقهر وقمع الحريات ولن تستطيع أجهزة الأمن توفير إعادة الطمأنينة لقلوبهم هم يعلمون أن لا أمن ولا سلام لنظام فاسد ومستبد
ناضلوا من اجل أبنائكم ومستقبل شعبكم لإسقاط نظام الاستبداد والفساد وبناء دولة حديثة مدنية في إطار ديموقراطي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات ويتحقق مبدأ تداول السلطةعبر انتخابات حرة
كافحوا من اجل الحرية فالحرية وحدها هي التي تطلق طاقات الشعوب وحرية الأفراد وحرية الجماعات ، كافحوا من أجل غدٍ سعيد لأبنائكم ولشعبكم “
جبهة الخلاص الوطني في سورية