جاء شولتز الى دمشق واجتمع مع الرئيس الاسد، وتركز البحث بينهما، على نقطتين: المؤتمر الدولي، والوفاق في لبنان۔
بالنسبة الى المؤتمر الدولي، فالموقف السوري اعلن عبر الاعلام، وتضمن شروطا اربعة للموافقة على حضور المؤتمر۔
بالنسبة الى الوفاق في لبنان، فان شولتز طرح الموضوع من خلال الاستحقاق الرئاسي من دون الدخول في التفاصيل، التي تركت لخدام ومورفي۔ لكن الرئيس الاسد اكد ان موضوع لبنان بالنسبة الى سوريا، هو شأن استراتيجي وليس تكتيا، وانه لاي طرح الموضوع في اطار الخلاف الشخصي مع الرئيس الجميل، الذي التقاه في المؤتمرات وتصافحا، متجاوزا هذا الاطار الضيق۔ فجوهر الموضوع بالنسبة الى الرئيس الاسد، هو التوصل الى صيغة نظام جديد تومن العدالة والحقوق للطوائف والفئات كافة، عندها سأل شولتز الرئيس الاسد عن طبيعة النظام الذي يراه مناسبا لتحقيق الوفاق في لبنان، فأجاب الرئيس الاسد انه يطرح الخطوط العريضة في هذا المجال، ويترك التفاصيل لنائبه عبد الحليم خدام۔ فرد شولتز، موافقا على ذلك،و مبلغا اليه انه سيكلف مورفي التنسيق مع خدام للبحث في التفاصيل كلها، حديث الاسد – شولتز عن لبنان لم يستغرق اكثر من خمس عشرة دقيقة۔
الحلول من الخارج
خدام ومورفي وغلاسبي اجتمعوا مرات عدة، كذلك حصلت لقاء ات اخرى في بعبدا بين الحكم وغلاسبي۔ الا انه في احدى الجلسات، بين خدام ومورفي، طرح نائب الرئيس السوري وجهة نظره الاتية: «ان كل الحلول في لبنان لم تأت من الداخل، بل كانت تفرض من الخارج، والتاريخ اثبت ذلك منذ ايام العثمانيين، ومرورا بالانتداب الفرنسي وايضا في العام 1958«۔
واستطرد السيد خدام، مقترحا الاتفاق مع الاميركيين مباشرة، على ان يقوم السوريون بضمان تنفيذ الاتفاق على صعيد المعارضين، في المناطق التي ينتشر فيها الجيش السوري، على ان يقوم الاميركيون في المقابل بضمان تنفيذ الاتفاق في الجانب المسيحي۔ عندها كلف مورفي مساعدته غلاسبي نقل هذه المعلومات الى قصر بعبدا، فجاءت الى بيروت واجتمعت مع الرئيس الجميل الذي ابلغ اليها موافقته على السير في هذا المجال مع السوريين لاستكشاف وجهة نظرهم الحقيقية، على ان لا يرتبط الجانب الاميركي بأي اتفاق نهائي۔
اتفاق ثنائية
اثر ذلك اجتمع خدام مع مورفي الاجتماع الشهير الذي استغرق سبع ساعات، ويبدو انهما توصلا الى صيغة اتفاق في شأن المشاركة والغاء الطائفية۔ وبدأت الاخبار تتوارد عن اتفاق سوري – اميركي نهائي في شأن الورقة الاصلاحية، وان شولتز، بعد دمشق، عائد مع مورفي وغلاسبي الى واشنطن من دون المرور على بيروت، ومن دون اطلاع الحكم على مضمون الاتفاق۔
وجهة النظر السورية في الاتفاق؟
اولا: الغاء صفة القائد الاعلى للجيش عن رئيس الجمهورية، واعتبار الجيش ادارة تنفيذية تخضع لسلطة مجلس الوزراء۔
ثانيا: مجلس الوزراد مؤسسة مستقلة تترأس السلطتين التنفيذية والادارية، ورئيس الجمهورية يحضر جلسات مجلس الوزراء من دون حقه في التصويت على القرارات۔ اما قرارات مجلس الوزراء فتتم بالاكثرية، وليس بالاجماع او بالتوافق۔ ويعين رئيس الحكومة من خلال «استشارات الزامية»، يجريها رئيس الجمهورية في حضور رئيس المجلس النيابي۔
ثالثا: الغاء الطائفية:
– طائفية الوظيفة تلغى فورا۔
– المناصفة بين الطوائف في مجلس النواب۔
– المثالثة بين الموارنة والسنة والشيعة في مجلس الوزراء۔
– الطائفية السياسية، يجب تحديد برنامج زمني لالغائها۔
هذا الاتفاق، او هذه الافكار، تتبناها الحكومة الراهنة فتحيلها الى مجلس النواب الذي يوافق عليها، وتكون في البيان الوزاري للحكومة، التي تشكل فور اقرار هذه الاتفاق، وتتم بعدها انتخابات الرئاسة، ويأتي الرئيس الجديد لينفذ ما اتفق عليه۔
مشاورات دمشق
في غضون ذلك، الاتصالات مستمرة بين دمشق وحلفائها على الساحة اللبنانية لتقويم المرحلة الراهنة، خصوصا في ضوء المواقف الاخيرة للحكم، وبعد الموقف الذي اعلنه امس قائد «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع۔
وافاد مراسل «الديار» في العاصمة السورية ان وفدا من «الاحزاب الوطنية» وصل بعد ظهر امس الى دمشق ويضم السادة عاصم قانصوه، جورج حاوي، مصطفى سعد، مروان فارس، انعام رعد وسهيل حمادة، وسيجري الوفد محادثات مع المسؤولين السوريين ويطلع منهم على اجواء محادثات السيدة غلاسبي في دمشق۔
واوضحت مصادر سياسية ل_«الديار» ان محادثات نائب الرئيس السوري السيد عبد الحليم خدام مع السيدة غلاسبي «لم تحقق اي تقدم»۔
ومن المقرر ان ينتقل وفد الاحزاب الى طرابلس الغرب، اليوم، تلبية لدعوة العقيد معمر القذافي، على ان ينضم اليه الاثنين المقبل الوزير وليد جنبلاط الموجود في عمان۔وكان خدام التقى الثلثاء الماضي موفدا فاتيكانيا، وجرى عرض للاجواء الراهنة على الساحة اللبنانية۔