عكس الرد السعودي على وصف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع دور السعودية بالـ«مشلول» عربياً وإسلامياً، التردي «غير المسبوق» في العلاقات الثنائية بين البلدين.
تواصل أمس السجال «الاتهامي» بين الرياض ودمشق على خلفية المواقف التي أطلقها نائب الرئيس السوري فاروق الشرع وأعلن فيها وجود «خلل» في علاقة بلاده بالمملكة العربية السعودية، محمّلا الأخيرة مسؤوليته.
وانتقل ذلك السجال إلى ممثلي الشعب في البلدين، مثلما دخلت على خطه المعارضة السورية في الخارج, فبعد رد الرياض على الشرع واصفة تصريحاته بـ«النابية»، ومؤكدة «أنها تضمنت كثيراً من الأكاذيب والمغالطات التي تستهدف الإساءة إلى المملكة»، علّقت دمشق أمس على الرد السعودي؛ فاعتبر رئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب سليمان حداد أن البيان الذي اصدرته الرياض «لا حاجة له وكان قاسياً وغير موضوعي»، مشيراً إلى أن «الشلل» الذي قصده الشرع في تصريحاته لا يقتصر على السعودية وحدها «بل موجود في الأمة العربية وكلها مشلولة في قراراتها
من جهتها أدانت جبهة الخلاص السورية المعارضة (برئاسة نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام) تصريحات الشرع الأخيرة، واعتبرتها امتداداً للهجوم والحملات السابقة التي شنها الرئيس السوري بشار الأسد وأجهزة المخابرات السورية ضد المملكة والزعماء العرب.
وأشارت الجبهة الى أن مواقف الشرع اوضحت «حقيقة سياسة النظام البعثي الهادفة إلى قطع علاقات سورية بالدول العربية ولاسيما السعودية»، معتبرة أن «الأسد يريد من وراء ذلك تبرير ربط سورية بالاستراتيجية الإيرانية».
في المقابل اتهم عضو مجلس الشورى السعودي محمد عبدالله الزلفا امس «سورية بتحويل نفسها إلى أداة لتمرير بعض السياسات الإقليمية في المنطقة»، موضحا «أن الموقف السعودي واضح وضوح الشمس ويقف مع القضايا العربية، ويقف على مسافة واحدة من الخلافات العربية، رغبة منه في أن يسهم في حل المشاكل، التي -وبكل أسف- تشعلها سورية التي تحولت إلى نظام أشبه بنظام المنظمة، يريد أن يحدث مشاكل في المنطقة أكثر مما يريد أن يُطفئها ».
واضاف «لننظر إلى الذي يحدث في لبنان، والحملة الشعواء التي يشنها بعض عملاء دمشق فيه ضد السعودية وضد المواقف السعودية من العمل على استقرار لبنان، والتدخل السوري اليومي في الشأن اللبناني»، مؤكدا أن «السعودية تعمل من أجل استقرار لبنان وتقريب وجهات النظر بين الأغلبية البرلمانية والأقلية، بينما لدى سورية قائمة طويلة من التدخلات والاغتيالات وتهريب الأسلحة»