قال مسؤولون مصريون وسوريون كبار هنا اليوم إن مصر وسوريا بدتا مستعدتين لإنهاء قطيعة دامت 12 عامًا في العلاقات الدبلوماسية في الأسابيع القليلة المقبلة
تأتي استئناف العلاقات بين البلدين، اللذين كانا على خلاف منذ عام 1977 بسبب محادثات السلام المصرية مع إسرائيل، بعد سلسلة من الاتصالات التي توجت اليوم باجتماع دام ساعتين هذا الصباح بين نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام والرئيس المصري حسني مبارك
بعد الاجتماع، قال السيد خدام للصحفيين إن مؤتمرًا بين الرئيسين وشيك. وقال مسؤولون آخرون إن الأمر سيكون مسألة أسابيع قبل استئناف العلاقات رسميًا
وقال السيد خدام للصحفيين إن اجتماعًا بين الرئيس مبارك والرئيس الأسد “أقرب مما يتوقعه أي شخص”
قال مسؤولون سوريون ومصريون آخرون إن المحادثات رفيعة المستوى بين مصر وسوريا جارية منذ ما لا يقل عن أربعة أسابيع. وصف مسؤول مصري رفيع المستوى هذه المحادثات بأنها “صريحة جدًا وواضحة جدًا وبناءة جدًا”. سنة من المصالحة
اجتمع وزراء الداخلية والإعلام والخارجية في مصر وسوريا في الأيام القليلة الماضية
إن إنهاء المقاطعة السورية لمصر هو الفصل الأخير في جهد استمر سنة من قبل جميع الدول العربية تقريبًا لاستئناف العلاقات مع حكومة القاهرة وإنهاء عزلة أكبر دولة عربية التي دامت عقدًا من الزمن
تم طرد مصر من جامعة الدول العربية في عام 1979 عندما وقعت معاهدة سلام مع إسرائيل
في الخريف، أجرت ليبيا محادثات رفيعة المستوى مع مصر شملت اجتماعًا بين الرئيس مبارك والعقيد معمر القذافي، الزعيم الليبي. وتبعت هذه المحادثات إعادة فتح الحدود المصرية الليبية، وإطلاق برنامج واسع للتعاون الاقتصادي
كانت ليبيا وسوريا آخر أعضاء جامعة الدول العربية البالغ عددهم 22 الذين تخلوا عن مقاطعتهم السياسية والاقتصادية لمصر، على الرغم من أن أيا منهما لم يستأنف رسميًا العلاقات الدبلوماسية
لم تصر أي من الدول العربية التي استأنفت العلاقات مع مصر على أن تقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل كتنازل لعودة سفرائها إلى القاهرة. نهاية الحرب الباردة
قال دبلوماسيون عرب هنا إن مواقف سوريا وليبيا تعكس التغير في المناخ الدولي، خاصة نهاية الحرب الباردة
شعر كلا من سوريا وليبيا، حسب قول الدبلوماسيين، أن حليفتهما الرئيسية، الاتحاد السوفيتي، لم تعد مهتمة بدعم موقفهما التصادمي مع الغرب، ومع المعتدلين العرب، وحتى ضد إسرائيل.
حذر المسؤولون المصريون من أنه رغم أن سوريا لم تغير وجهات نظرها بشكل جذري بشأن الصراع العربي الإسرائيلي، إلا أن البلاد باتت الآن حريصة بوضوح على العمل ضمن توافق عربي وإنهاء عزلتها في العالم العربي
إن استئناف العلاقات بين مصر وسوريا سيعزز بشكل أكبر ما يبدو أنه مزاج عام من المصالحة التي قرّبت الأنظمة العربية الوسطية والأنظمة المتشددة مثل سوريا والجزائر وليبيا، ودفع المتشددين للتخلي عن المواقف الصارمة التي اتخذوها خلال العقد الماضي