في واحد من اخطر تصريحاته حتى الان، كشف النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام انه أبلغ رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الالماني ديتليف ميليس بانه “على اقتناع تام” بأن الرئيس السوري بشار الاسد “اعطى امر” اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وانه قام بذلك مع شركاء من بينهم اخاه وصهره، ورأى ان الاسد “سيحاكم”، معتبرا ان النظام السوري محكوم بالسقوط لانه “ضعيف ورئيسه ضعيف
وجاءت تصريحات خدام التي ادلى بها لاذاعة “اوروبا 1” امس متزامنة مع مواقف دولية وعربية بارزة اظهرت تصميما على المضي في التحقيق في جريمة اغتيال الحريري حتى النهاية، اذ اعتبر الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي كان قد استقبل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان “زمن التدخلات والافلات من العقاب في لبنان ولّى” بينما حض الفيصل على تطبيق القرارات الدولية في ما يتعلق بالتحقيق في اغتيال الحريري. ورحب وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بالجهود السعودية والمصرية لان ما يفعله البلدان “هو نفس ما يقوم به المجتمع الدولي وهو مطالبة سوريا بالتعاون الكامل مع التحقيق الدولي”
وردا على سؤال اذا كان يعتقد ان الاسد “اعطى امر” اغتيال الحريري، قال خدام “نعم انني على اقتناع تام” بذلك
وكان خدام اعلن في نهاية الشهر الماضي انشقاقه في مقابلة مع قناة “العربية” الفضائية، مؤكدا ان الرئيس السوري وجه تهديدات الى رفيق الحريري
وقال خدام امس انه قال للجنة التحقيق في اغتيال الحريري التي التقى رئيسها الالماني ديتليف ميليس الاسبوع الماضي ان “مثل هذا القرار (اغتيال الحريري) لا يتخذه الا رئيس الدولة”، مضيفا “ليس هناك ضابط في الامن يمكن ان يتخذ على حسابه هذا القرار (…) لانه يتطلب مواد كبيرة”
وردا عن سؤال ما اذا اتخذ الاسد قرار الاغتيال مع شركاء له مثل “اخيه وصهره”، قال خدام “نعم، (قام بذلك) مع مجموعة من النظام تحيط به”
ورأى النائب السابق للرئيس السوري ان الاسد “سيحاكم” واصفا اغتيال الحريري بـ”الجريمة السياسية”
وقال خدام “سمعت مرارا الرئيس بشار الاسد وهو يتحدث ضد الحريري”. وروى انه “في احدى المرات استقبلني وكان ممتعضا وسألته ماذا يجري؟ قال: استدعيت رفيق الحريري وعددا من ضباط الامن السوري وقلت له انت تتآمر علينا انت تعمل مع الفرنسيين والاميركيين للمجيء برئيس جمهورية (ضد المصالح السورية). انا من آخذ القرار. من يخرج عن قراري سأسحقه”
وفي رد على نفي الاسد تهديده للحريري، قال خدام “الحقيقة هي ما جرى من حملة (…) من المخابرات السورية ومن حلفاء بشار الاسد ضد الحريري واتهامه بالخيانة لتحضير الرأي العام” قبل الاغتيال
وفي مقارنة بين الرئيس السوري الحالي ووالده الراحل حافظ الاسد، قال خدام ان “حافظ الاسد كان يستخدم عقله ويصغي الى الآخرين في حين ان بشار الاسد انفعالي وضعيف ويحب المال”
واوضح “هو انفعالي، يأخذ القرار دون ان يعرف نتائجه ويتأثر بمن حوله ولم يأخذ قرارا اطلاقا على اساس الدراسة”
وكرر ان بشار الاسد “يتخذ قرارات واجراءات دون ان يكون مدركا لما يعمل”
وردا عن سؤال كيف يرى الرئيس السوري اليوم، قال نائبه السابق “هو مضطرب وقلق وينام قليلا جدا وهو منفعل بشكل دائم”
واوضح ان “الشعب السوري سيصل الى مرحلة لمحاكمة بشار الاسد على كل ما ارتكبه مع عائلته (…) في سوريا”، معبرا عن “اقتناعه” بان “النظام محكوم عليه بالسقوط لانه ضعيف ورئيسه ضعيف”
وردا على سؤال ما اذا كان هو مهددا، قال خدام “لم اتلق تهديدات مباشرة لكني في انتظار شيء ما”، مضيفا ان “الشعب سيطيح به (بشار الاسد) ولا اخاف الاغتيال”
وعن المرحلة المقبلة في سوريا، قال خدام ان “الطريق الصحيح ان نعمل الآن مع كل المعارضة السورية ومع عدد من الشخصيات السورية لترتيب منهجية للخلاص”، متوقعا الوصول “في مرحلة معينة الى حكومة وحدة وطنية (…) واجراء انتخابات”
وردا على سؤال ما اذا كان هو “البديل” لسوريا، قال خدام للاذاعة الفرنسية “لا يهمني من سيكون البديل. يهمني خلاص سوريا”، مشددا على انه ماض في ذلك “حتى النهاية”
اما عن المخاوف التي يتم الحديث عنها حول وصول “الاخوان المسلمين” الى السلطة، فاعتبر خدام ان “الاخوان المسلمين هم جزء من الشعب السوري ويحق لكل سوري ان يشارك في الحياة السياسية”
وكان المراقب العام للاخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني قد اعلن من منفاه السبت ان الجماعة مستعدة للعمل مع خدام لتغيير النظام في سوريا
ونفى خدام مجددا اي اتصالات مع السلطات الفرنسية، قائلا “لا اريد اتصالات معهم”