ـ ما سبب التأخير في تشكيل الهيئة؟
السبب كان في التركيز على اختيار الشخصيات الوطنية غير الحزبية، وتداول الآراء، والنقاش حول الكثير من القضايا التي شكلت في نهاية الأمر البنود والأهداف التي قامت عليها الهيئة، هذا كله تطلب وقتاً
لا أعتقد ذلك، خاصة في ظل التخبط وعدم الوضوح، وعدم وجود أهداف واضحة تطرحها المجالس والهيئات التي تشكلت فيما سبق.
ـ وماذا عن تأثيركم على الداخل؟
لا أحد حقيقة يملك التأثير على الشارع الآن، الجميع يسير خلفه. ولكن، مايعنينا الآن ليس إيصال رسائل سياسية للخارج، إنما حماية الشارع السوري ووقف آلة القتل التي استباحت دماء هذا الشعب، ولن يكون ذلك إلا بتدخل خارجي.
ـ أحد بنود الهيئة الرئيسية إعلانكم تأييد التدخل الدولي لإنقاذ الشعبالسوري، ما الذي جعلكم أكثر جرأة من غيركم في الإعلان عن هذا الأمر؟
الآخرون، سواء المجلس الوطني أو غيره لا زالوا يستحضرون فقه الماضي، حيث حلف بغداد وغيره حينما كانت ترفع شعارات تعتبر أي تدخل دولي هو ارتباط بالمؤامرة والإمبريالية، وإلا فما الذي أنقذ ليبيا وأهلها من القذافي!. ويكفيك بأنها ذات الشعارات التي لا زال يرددها النظام نفسه، وهو النظام الذي يحاول باستماتة ضرب الطوائف ببعضها.
ـ لماذا طلال التركاوي رئيساً للهيئة .. وهو من سكان الرياض؟
أبدا، السيد طلال شخصية وطنية شابة، ليس له انتماء حزبي، وهو من مدينة حمص ويتزعم قبيلة معروفة في البلاد، أما وجوده في الرياض فهو مقر سكنه الطبيعي
ـ ولكنك أرسلت رسالة مكتوبة للرياض حسبما علمنا؟
هذا صحيح، الورقة أرسلت إلى السفارة وفق الأعراف الديبلوماسية، ووصلت الرياض
ـ ما مضمون الرسالة؟ ولماذا الرياض؟
أما مضمون الرسالة فهو يخص من أرسلت إليه، ووفق الأعراف الديبلوماسية يصبح مضمون الرسالة والحديث عنه من حق الدولة المرسل إليها فلا إمكانية لكشف محتواها. أما لماذا الرياض فلأنها دولة ذات دور محوري، وفي ظل السيطرة الإيرانية على العراق، ونفوذها على الشأن الفلسطيني، وفي لبنان عبر حزب الله، والغياب المصري الحالي بعد سقوط مبارك أصبح على الرياض، والرياض فقط، الدور الأكبر للحفاظ على الهوية العربية، ناهيك عن قدرتها نصرة الشعب السوري.
ـ هل نستطيع القول بأن الرئيس الأسد أصبح غير قادر على التغيير والتنازل حتى إن رغب في ذلك؟
نعم هو ما عاد قادراً على ذلك. بشار بحسب معلومات أملكها لا ينام في منزل واحد ليلتين متتاليتين.
ـ إذا ما عاد قادراً على تنفيذ تهديداته؟
كيف له أن يشعل المنطقة وهو لا يملك السيطرة على جزء ليس بسيط من الداخل السوري، لقد سمعنا ذلك من صدام، والقذافي ولك أن تتأمل كيف انتهو جميعاً.
ـ حسناً، أليس من ضمن حساباته حدوث تدخل خارجي؟
هو الآن خائف، وانظر إلى عدد وحجم القرارات التي يصدرها ويتراجع عنها، هناك تخبط واضح. وعموما هو شخصية مضطربة. لقد سلم شأنه كله لطهران
ـ ما الذي يجعل طهران حتى هذه اللحظه خياره السياسي الأفضل؟
هو يظنها القادرة على حمايته، وهذا نتيجة وضريبة الدور السوري الخارجي الذي كان يرغب في الاستمرار فيه.
ـ في عهد الراحل حافظ الأسد كنتم كثيراً ما تناورن، وتتقنون فن تقديمؤالتنازلات مع الحفاظ على هيبة السياسة الخارجية وعلى الأداء ذاته؟
في عهد حافظ الأسد كنت مسئول السياسة الخارجية، صحيح كنا كثيراً ما نرفع شعارات صاخبة وكبيرة، إنما على أرض الواقع كنا نتحرك بواقعية ضمن إمكانياتنا الحقيقية، فنقدم التنازلات بالشكل والوقت المناسب
ـ هل الأسد الإبن ألغى فكرة التنازلات من أجندته؟
صحيح، وهذا يعود لسياساته الخاطئة، وهو شخص غير متوازن. وولوغه في الدم بهذا الشكل لم يترك له فرصة للرجوع للخلف، فهو يعتقد أن استمرار القتل
سيؤدي في النهاية إلى هزيمة الثورة، أو إحباط عزيمتها تدريجياً
ـ على افتراض، أن انتفاضة الشباب حدثت في عهد الأسد الأب، كيف كان لكم أن تتصرفوا؟
سواء في الماضي أو الآن، الأنظمة الديكتاتورية في النهاية مصيرها الزوال الثورة التكنولوجية فتحت آفاقاً واسعة للتغيير. في الماضي أو الآن، لابد.من التغيير والتطوير
ـ هل أنت الأقدر على فهم كيفية التعامل مع النظام البعثي في دمشق؟
كل ما أتمناه أن يكون للشباب الدور الأبرز في المرحلة القادمة، وأخبارجيدة ستظهر قريبا جداً