توقع نائب الرئيس السوري المنشق، عبدالحليم خدام، استمرار الضربات الأميركية على مواقع النظام السوري، مشيرا إلى أن الرئيس دونالد ترمب يتميز بالجرأة في اتخاذ القرار، على عكس سلفه باراك أوباما، صاحب المواقف المترددة. وأضاف في تصريح إلى «الوطن» أن نظام الأسد آيل للسقوط، ولولا التدخل الروسي لكان جزءا من الماضي.
وصف نائب الرئيس السوري المنشق، عبدالحليم خدام، الضربة الأميركية لمطار الشعيرات بسورية بأنها «حلم طالما انتظره السوريون كثيرا وبارقة أمل لمستقبل آخر، بعد سنوات من القتل والتدمير من جانب الآلة العسكرية للنظام وحلفائه». وقال في تصريح إلى «الوطن» «قدوم الرئيس دونالد ترمب للبيت الأبيض صاحبه تشاؤم من الموقف الأميركي لبعض قضايا العالم والمنطقة العربية، بسبب مواقفه من بعض الدول الإسلامية ومواطنيها، وكان لي حينها رأي مختلف حول ترمب بأنه رئيس سيقوم بإحداث تغييرات غير متوقعة، لأنه يمتلك الجرأة على اتخاذ القرار وليس مترددا كسابقه أوباما، الذي كان يصرح مساء ثم يتردد صباحا حول تنفيذ ما صرح به، وأعتقد أن الشخصية الاقتصادية دائما تملك روح الإصرار والتحدي وخوض المغامرات، وهذه كلها صفات متوفرة في ترمب، وسارع الرئيس الجديد لطمأنة الجميع بأن اتفاقيات بلاده مع الدول العربية محل اهتمامه، كما أن ثقل المملكة العربية السعودية وعلاقاتها الكبرى مع دولة كأميركا سيخدم جميع دول المنطقة، وستبقى المملكة هي الحاضنة الكبرى لدول المنطقة».
ارتباك الميليشيات
أضاف خدام «لم أستغرب الضربة الأميركية على النظام وأعتقد أنها سوف تستمر وتتطور حتى يتم إنهاك معاونيه، ورفع يدهم من الداخل السوري، فالنظام متهالك ومتداع، ولولا التدخل الروسي لكان الأسد جزءا من الماضي، وداعمو الأسد فوجئوا بالموقف الأميركي الحازم، ولم تبلغ واشنطن موسكو بأمر الضربة إلا قبل التنفيذ بنصف ساعه فقط، وهو رسالة أميركية بأن الخطوط الحمراء لن يتم السماح لأحد بتجاوزها. وحول موقف الدول الداعمة للنظام بعد الضربة، قال خدام»إيران وحزب الله أصيبوا بارتباك كبير، وهناك حالة عدم رضا من ترمب نحو الطرفين في قضايا كثيرة، أما الروس فهم يعلمون أن مواجهة أميركا مستحيلة، سواء مباشرة أو بالوكالة، لأن الأخيرة قادرة على زيادة التدهور في الداخل الروسي، وبوتين لا يستطيع المواجهة في سورية، وقد يكون هناك اتفاق بين الدولتين، وتسوية مشتركة لمصالحهما، وهذا يعني أن الأسد سوف يعيش أسوأ أيامه مستقبلا، وقد نرى تطورا في المعارضة المسلحة يحسم الأمور على الأرض.
مواقف إيجابية
حول عدم مواجهة الدفاعات الروسية والسورية للصواريخ الأميركية، قال «كانوا آمنين من الجانب الأميركي، وكذلك كانت الضربة موجهة لمنطقة معينة، تمثل نقطة إنطلاق لأي هجوم كيماوي من قبل قوات النظام والداعمين له. وأضاف»أرى أن يكون للدول العربية، مواقف أكثر إيجابية، ونحن نعيش مرحلة قرار عربي جريء، لاسيما أن الدول التي كانت متخوفة من الخذلان الأميركي قد تغيرت مواقفها، وبالتالي يجب أن تكون ذات موقف شجاع وتقف بجانب الحق وبجانب المضطهدين».