كشف عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري ان بلاده سلمت وطبان الحسن الاخ غير الشقيق لصدام حسين الى القوات الاميركية، كما ابعدت الى العراق ابني الرئيس المخلوع ورفضت استقبال وزير الخارجية السابق طارق عزيز في مسعى “لتخفيف الضغوط الاميركية”
وقال خدام في مقابلة بثتها قناة “العربية” مساء السبت، ان تسليم وطبان وابعاد عدي وقصي اللذين قتلا خلال هجوم للقوات الاميركية على منزل كانا يختبئان فيه في الموصل شمال العراق في تموز/يوليو 2003، جاء في سياق محاولات القيادة السورية تخفيف الضغوط الاميركية عليها
وجاء كشف خدام عن هذه المعلومات في اطار ما وصفه من فشل القيادة السورية وتخبطها خلال تعاطيها مع الضغوط التي تكثفت عليها من قبل الولايات المتحدة التي كانت تريد اجبار سوريا على عدم معارضة سياستها في العراق
وقال “كيف تكون هناك ممانعة للسياسة الاميركية ويجري ان بقي التعاون مستمرا ونشطا بين اجهزة المخابرات الاميركية والسورية حتى تموز (يوليو) 2005؟، ممانعة من هنا وتعاون مع اجهزة المخابرات من هنا!!”
وتابع “الامر التالي..لماذا تم تسليم وطبان الحسن؟. لماذا؟ جاء في اطار تخفيف الضغوط الاميركية واسترضاء الاميركان. لماذا توسيط بعض الدول العربية لفتح الحوار مع اميركا..وعدي وقصي اكتشف وجودهما وجئ بهما الى الامن ووضعا على الحدود وقيل لهما اذهبا..وطارق عزيز رفض استقباله”
ومضى قائلا “اتخذت هذه الاجراءات لارضاء الاميركان”
ومع ذلك، اعتبر نائب الرئيس السوري السابق ان السيناريو العراقي، في اشارة الى الحرب الاميركية في العراق، “غير وارد اطلاقا” في سوريا، معتبرا ان الولايات المتحدة “لن تستخدم القوة العسكرية ضد سوريا”
واضاف خدام “الا ان حالة الضغوط النفسية والسياسية حالة معيقة للبلاد ومقلقة لان سوريا تعيش في وضع لم تره منذ الاستقلال”. واعتبر ان سوريا تعيش اليوم “في عزلة عربية وعزلة دولية وتهديدات مستمرة وهذا يشكل قلقا كبيرا عند المواطن السوري”
واضاف خدام “ليس هناك من سبيل لحماية سوريا الا بتعزيز الوحدة الوطنية مع كل الاطراف حتى مع الذين كانت بيننا وبينهم خصومات دامية”، في اشارة الى جماعة الاخوان المسلمين الذين حصلت مواجهة بينهم وبين قوات الامن السورية عام 1983 ادت الى حظر نشاط هذا التنظيم. وتابع خدام ان هذا الامر “يتطلب اتخاذ قرارات جريئة بما فيها تعديل الدستور”
واضاف “لا يجب ان نرتكب خطيئة صدام حسين الذي اغلق اذنيه وعقله عن نداء المعارضة العراقية للحوار، فماذا كانت النتيجة ؟ (…) امر لم يكن احد يتوقعه وهو ان المعارضة العراقية والتي هي حليفة لسوريا وايران شكلت الغطاء السياسي للحرب الاميركية على العراق”
واعتبر انه “علينا الا نترك مبررا لاي مواطن سوري في ان ينزلق خارج مصلحة الوطن من دون ان اقول ان سوريين سيتعاملون مع الاميركيين”.
وتابع “عندما يرى المواطن السوري ان قيادته عملت على تحقيق الاجماع الوطني وعملت على جلب كل الناس الى داخل الوطن وعلى ان تكون الوحدة الوطنية هي الجدار لحماية الوطن عندها (…) سيكون هناك اجماع شعبي على النظام وسينسى الناس كل الاخطاء السابقة”. وتساءل قائلا “لكن عندما نرى عشرات السوريين ممنوع عليهم العودة الى سوريا واذا عادوا سيدخلون السجن، الا يغذي هذا الامر الاحقاد؟ ان البلد اهم من النظام”
وأعلن خدام انه اقترح على الرئيس السوري “انتهاج سياسة الحوار وليس سياسة المواجهة” مع الولايات المتحدة. وقال انه اقترح على الاسد “اتباع سياسة الحوار وليس سياسة المواجهة” مع الولايات المتحدة
واضاف خدام انه دعا الى اتباع سياسة الحوار هذه مع “التمسك القوي بالثوابت الوطنية القومية لانني ادرك ان التفريط بهذه الثوابت او ببعضها او ببعض قليل منها سيؤدي الى سلسلة من التنازلات”
وقال خدام انه قدم هذا الاقتراح في اطار “دراسة تحليلية عن الوضع الدولي” رفعها الى الرئيس السوري في التاسع من آب/اغسطس عام 2000 بعد ايام على ادائه قسم اليمين كرئيس لسوريا بعد وفاة والده حافظ الاسد
وكانت قناة “العربية” بثت مقتطفات من المقابلة على مدى اليومين الماضيين، وقامت مساء الخميس ببثها كاملة
وخلال المقابلة شن خدام الموجود حاليا في باريس مع افراد عائلته، هجوما لاذعا على سياسة الرئيس بشار الاسد حيال لبنان وفي اطار الملف السياسي الداخلي
واكد خلال المقابلة التي اثارت غضب البرلمان السوري الذي طالب بمحاكمته بتهمة “الخيانة العظمى”، ان الرئيس الاسد ومسؤولين سوريين اخرين وجهوا تهديدات لرئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري قبل اشهر من اغتياله في بيروت في شباط/فبراير الماضي