أكد مجددا أن أجهزة النظام اغتالت الحريري
باريس- يو بي أي: وصف نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الانتخابات التشريعية الأخيرة في سورية بأنها »مسرحية«, متهماً النظام في دمشق بعرقلة قيام المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري والسعي للعودة إلى لبنان. وقال خدام الذي انشق عن النظام البعثي السوري ويعيش في منفاه الباريسي, في مقابلة مع »يونايتد برس إنترناشونال« إنه لا يجب الحديث عما جرى في سورية الأحد الماضي على أنه انتخابات, مشدداً على أن »طبيعة النظام تحول هذه الانتخابات إلى مسرحية«. واوضح أن المادة »8« من الدستور تنص على أن حزب »البعث« هو قائد المجتمع ومؤسسات الدولة, ولذلك فإن »نتائج الانتخابات معدة سلفاً لأن حزب البعث يحصل دائماً على أكثر من 51 في المئة من مجمل المقاعد«.
وأضاف أن بعض المقاعد الأخرى يتم توزيعها على أحزاب الجبهة الوطنية, ولا يتبقى للمستقلين إلا 30 في المئة من عدد المقاعد, مشيراً إلى أنه »حتى المستقلون ليسوا مستقلين في الحقيقة ولذلك فهذه ليست انتخابات بالمفهوم المعروف في بلدان أخرى, ذلك أن النتائج تكون معروفة سلفاً قبل أسبوع أو 10 أيام«.
ورأى في هذا الإطار إلى أن دور البرلمان السوري لا يرتقي حتى إلى دور الببغاء, ذلك أن أي نائب يعارض وزيراً يكون معرضاً »لرفع الحصانة والمحاكمة« إذا لم يمتثل لأوامر رئيس المجلس النيابي ويسحب اعتراضاته. من جهة أخرى شدد خدام على أن الهدف الأول بالنسبة للنظام الحالي في سورية هو »البقاء في السلطة… بينما يريد الشعب السوري التخلص من هذا النظام«, وأكد على أن أولى طموحات نظام الرئيس بشار الأسد تتمثل في »منع قيام المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري وبعدها العودة إلى لبنان«, مشيراً أن هذه المحكمة ستتشكل »حتماً«.
وكرر اعتقاده بأن »الأجهزة الأمنية المقربة جداً من بشار الأسد نفذت الاغتيال الحريري ولكن دعنا ننتظر نتائج التحقيق الدولي«.
وقال في إجابته عن سؤال يتعلق بما إذا كان الأسد مطلعا على كل ما يجري في سورية: »إنه على علم بكل شيء… كل الأجهزة الأمنية ترتبط به مباشرة«.
وفي ما يتعلق برأيه في سياسة الرئيس الأميركي جورج بوش برفض الحوار مع سورية, شدد خدام »إننا دائماً نحض كل البلدان على عدم الانخراط في حوار مع النظام السوري الحالي لأننا نشعر أن النظام الحالي يخنق الشعب السوري«.
وأشار في هذا الإطار إلى أن الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى دمشق ولقائها الأسد »لن يكون لها تأثير كبير على الوضع الحالي لأن النظام في دمشق أقام ستراتيجية سياسية مرتبطة بإيران ومرتبطة بالوضع في لبنان… زيارة بيلوسي وغيرها لن تغير من سياسة سورية«.
وتطرق خدام إلى السلام في الشرق الأوسط فعبر عن »دعمنا الكامل لمبادرة السلام العربية«, رافضاً في الوقت نفسه الربط بين إمكانية تحقيق السلام وشخص الرئيس في البيت الأبيض ذلك أن المهم هو »السياسة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط«.
وفي حين كرر الموقف بأن التحالف مع »الأخوان المسلمين« السوريين لا يشكل خطراً من إمكان قيام دولة إسلامية, اشار إلى أنه لا تمكن المقارنة في هذا الإطار مع تجربة الثورة الإيرانية (1979) لأن السوريين, مسيحيون ومسلمون, هم شعب »معتدل« بينما »الهيكلية الاجتماعية في إيران مختلفة جداً عما هي عليه في سورية«.
وشدد على أن هدف التحالف المعارض في »جبهة الخلاص الوطني« يكمن في »إقامة دولة ديمقراطية«.