نقلت وكالة رويترز عن “مصادر دبلوماسية في بيروت” قولها إن سوريا رفضت طلب الأمم المتحدة مقابلة الرئيس السوري بشار الأسد في واقعة اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري.
وقالت المصادر الدبلوماسية إن سوريا أبلغت اللجنة الدولية في مقتل الحريري أن الطلب ينتهك السيادة السورية.
وفي سياق ذي صلة، أعلن عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق أنه التقى خلال الأيام الماضية في باريس لجنة التحقيق في اغتيال الحريري.
وكان خدام الذي انشق مؤخرا عن النظام السوري، وأدلى بتصريحات صحفية توحي بتورطه -أي النظام- باغتيال الحريري، قد دعا في مقابلات صحفية لإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضح المسؤول السوري السابق أنه سيسعى لتحقيق ذلك من خلال ما سماه استنهاض الشعب السوري لشن انتفاضة شعبية، منوها إلى أنه يعمل على حشد المعارضة السورية لخلق الجو المناسب كي يسقط السوريون النظام.
ومضى خدام يصف في مقابلة مع وكالة الأسوشيتد برس الشعب السوري بأنه محبط وثمة تصدع في الوحدة الوطنية بسبب سياسة العزل التي قال إن النظام يتبعها، معتبرا أن المعارضة تنمو بسرعة، لكنه رأى أن المشكلة تكمن في “عدم وجود شخص ذي وزن سياسي يمكن أن يقف في وجه النظام”.
وفي أول رد فعل لها على تصريحات خدام، نأت المعارضة السورية بنفسها عن مواقفه، مشككة في حقيقة نواياه السياسية، ومتمسكة بما سمته رغبة السوريين بالسيادة الشعبية والإرادة الشعبية.
وأكد المفكر السوري المعارض ميشال كيلو أن الديمقراطية مطلب قديم ويكاد يكون مطلب إجماع، واصفا هذه المطلب بالصحيح والمحق بمعزل عن نوايا خدام على حد تعبيره.
وبدوره أشار الصحفي والسجين السياسي السابق ياسين الحاج إلى تراجع سيطرة النظام السوري على شروط استقراره الخارجية، مدللا على ذلك بالخروج من لبنان ووضعه تحت المراقبة الدولية، و”خسارة أدوات الدور الإقليمي المهمة”.
كما أعتبر الحاج أن انشقاق خدام عن النظام تشير إلى تراجع سيطرة النظام على شروط استقراره الداخلي، معربا عن قناعته بأن صدور تصريحات خطيرة من شخصية بوزن خدام السياسي، توحي بوجود خطة أو تفاهم مع أطراف دولية أو إقليمية أو محلية، وهو الأمر الذي أكد الحاج أنه يفتح على سوريا أبواب المجهول نحو تغيير كبير قد يكون باتجاه الأسوأ أو الأفضل.