في وقت رفض النائب الاول للرئيس الايراني محمد رضا عارف التدخل في العراق بهدف تغيير نظامه، دعا نظيره السوري عبد الحليم خدام الى تقوية العلاقات بين البلدين لمواجهة “المحاولات المشبوهة من قبل بعض القوى لاستغلال احداث 11 سبتمبر لاغراضها المشبوهة”، منتقدا في الوقت ذاته السياسة الاميركية في المنطقة
وكان المسؤولان السوري والايراني عقدا امس جلسة محادثات في العاصمة السورية تركزت حسب مصادر ايرانية على “آخر التطورات على الساحة الاقليمية، والعلاقات الثنائية”
وكشفت المصادر لـ “الرأي العام” ان خدام “دعا الى الاستمرار في العلاقات التي تربط بين البلدين واتخاذ مواقف متطابقة من قبل طهران ودمشق ازاء القضايا الدولية”، وخصوصا فيما يتعلق منها بالاحداث التي ظهرت بعد 11 سبتمبر الماضي “لمواجهة أي محاولات من قبل بعض قوى العالم لاستغلال هذه الحوادث لتحقيق اغراضهم المشبوهة”، وذلك في تلميح لاسرائيل
وقالت المصادر ان خدام “انتقد سياسة القرار الفردي والمتسلط التي تتبعها واشنطن منذ احداث سبتمبر في تعاملها مع العالم لاسيما العالم الاسلامي والعربي، داعيا الى تضامن الدول الاسلامية والعربية لمواجهة سياسات واشنطن في المنطقة”
وفي التصريحات الصحفية المشتركة التي ادلى بها كل من عارف وخدام بعد انتهاء محادثاتهما قال نائب الرئيس الايراني ان “الهدف من زيارته الى دمشق هو اللقاء والتباحث مع الاخوة المسؤولين السوريين لا سيما في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم وذلك لاتخاذ المواقف المشتركة والمتطابقة ازاء هذه التطورات”
ونفى عارف ان تكون محادثاته مع خدام تطرقت الى موضوع حزب الله لكنه اكد ان “سورية وايران يؤيدان المقاومة في المنطقة”
وعن التقارب الحاصل بين العراق وايران والمتزامن مع ارتفاع وتيرة التهديدات الاميركية للبلدين قال عارف: “ان السياسة الخارجية الايرانية سعت دوما لتجاوز الخلافات القديمة وحلها في اطار جو من الصداقة لتحقيق مستقبل افضل مليء بالسلام والاستقرار”، مشيرا الى وجود مفاوضات مع العراق “واتمنى ان تحقق الثمرة المطلوبة في اقرب وقت”
واعتبر عارف ان التهديدات الاميركية لايران “ليست جديدة وهي مستمرة منذ انتصار الثورة الاسلامية، غير انها اخذت طابعا اكثر خشونة في عهد الرئيس الحالي جورج بوش”، مؤكدا ان الموقف الايراني ازاء هذه التهديدات “هو كما كان في السابق ولم يتغير”
ورفض المسؤول الايراني الذي يزور سورية للمرة الاولى منذ توليه منصبه العام الماضي، التدخل الاميركي بالشؤون العراقية من اجل الاطاحة بنظام بغداد وقال: “نحن لا نوافق على أي تدخل خارجي في أي بلد، ونعتقد ان مستقبل أي بلد يجب ان يحدده ابناوه، ونحن نرفض أي تدخل اميركي في العراق”
بدوره علق خدام على التهديدات الاميركية تجاه ايران وقال: “انها موجودة منذ زمن لكن ليس المهم ما يقال بل المهم هو موقفنا ازاء هذه التهديدات وهو موقف ثابت”
واكد نائب الرئيس السوري ان “مقاومة الاحتلال حق مشروع لكل الشعوب، كما ان الاستقلال الوطني حق مشروع لكل الشعوب، وليس هناك قوة قادرة على انتزاع هذه الحقوق من الشعوب او تدميرها”
وكان النائب الاول للرئيس الايراني وصل العاصمة السورية امس في زيارة رسمية له تستمر ثلاثة ايام، يلتقي فيها اضافة الى خدام الرئيس الاسد، ورئيس الوزراء محمد مصطفى ميرو كما يشارك في احتفالات السفارة الايرانية بدمشق بذكرى انتصار الثورة الاسلامية