أكد نائب الرئيس السوري المنشق عبدالحليم خدام في حوار مع تلفزيون دبي في العاشرة والنصف مساء كل أحد، أن تجربة جماعة الاخوان المسلمين في الحكم في مصر درس للسوريين لكي يتعلموا منها.
وقال خدام، في حوار مع برنامج «الشارع العربي»، الذي تقدمه الزميلة زينة اليازجي، إنه إذا استطاعت ايران كسر الثورة السورية عبر النظام، فستسيطر على المنطقة كلها، ومستبعداً تقسيم سوريا إلى دويلات، حيث شدد على أنه لا مصلحة لأحد في التقسيم.
وفي ما يلي تفاصيل الحوار بين نائب الرئيس السوري السابق وتلفزيون دبي
هل ما زلت تعتبر نفسك أخطر أعداء النظام؟.
نعم. لأني أدرك النتائج الخطيرة التي أفرزها النظام على سوريا ومستقبلها والجرائم التي ارتكبت بحق الشعب.
الخوف والرعب هما سيد الموقف من المستقبل. ما رأيك بتشكيل الحكومة الانتقالية وهل تخدم الثورة؟.
هذه الخطوة لن تنجح. المعارضة التي شكلت الحكومة لم تأخذ بالاعتبار أن الذي يجب أن يقرر صيغة الحكم هو الداخل الذي يقاتل. الشرعية تأتي من الانتخابات والوحدة الوطنية عبر مؤتمر وطني شامل لكل اطراف المعارضة على أن يكون 85 في المئة منه يمثلون الداخل لأنه تحمل العبء
لكن النظام يعطل الحصول على الشرعية التي تتكلم عنها من قبيل عقد مؤتمر وطني أو انتخابات؟.
هذا الامر لا يبرر أن تجتمع مجموعة من الاشخاص وتقول للسوريين: هذا هو رئيس حكومتكم
أليس ذلك أفضل من التدخل الخارجي الذي تطلبه؟.
السؤال هو: هل تشكيل الحكومة سيؤدي إلى وقف الدم؟. ما يؤدي إلى وقفه هو بصراحة، واكرر، التدخل العسكري. بشار الاسد يملك قوة عسكرية كبيرة من صواريخ وطيران ودبابات. سقوطه محتم. سيسقط عبر الثورة لكن بثمن. أما السقوط السريع، فيأتي عبر تدخل عسكري عربي ودولي خارج مجلس الامن لتمكين السوريين من تقرير مصيرهم
حاضنة ولبنان
هناك من يقول إن للنظام حاضنة شعبية؟
النظام آلة عسكرية لا حاضنة شعبية لديه. والصراع ليس بين مجموعات الشعب. النظام احتضن أداة طائفية لجر البلاد لصراع طائفي، لكنه لن ينجح. فسوريا لن تجر لحرب أهلية
أنتم أضعتم دماء السوريين لأنكم راهنتم على شيء لن يحدث؟.
بل سيحدث. استمرار الوضع في سوريا سيؤدي إلى تحول السوريين من ثوار يقاتلون من أجل حريتهم إلى التطرف. وسيدفع كل قوى التطرف في العالمين العربي والاسلامي أن تأتي إلى الجهاد في سوريا. والغرب يعرف ذلك. أعتقد أن هناك جهات في الغرب ترى ذلك وقد تدفع إلى تسريع التدخل العسكري
تقول منذ 2005 إن النظام سيسقط خلال اشهر. ومنذ 2011، تقول إن النظام سيسقط. والآن تقول إن التدخل سيحدث.
في 2005 كان محميا من بعض الدول الكبرى ودول عربية. هذه الحماية شكلت عقبات امام تحرك حقيقي للشعب السوري. والان الصورة مختلفة. لقد أصبحت سوريا مجموعة من البراكين التي لن تقف افرازاتها على الداخل بل ستمتد إلى المنطقة. إذا استطاعت إيران كسر الثورة السورية عبر النظام، فستسيطر على المنطقة كلها
وصلنا إلى مرحلة انتشار الازمة السورية إلى المحيط وتحديدا في لبنان. بماذا يستفيد النظام من توتير الوضع في لبنان وهل يستطيع توتيره؟.
هو يوظف لبنان عبر حزب الله. لكن هذا التوظيف ترك انعكاسات سلبية جدا لا سيما أن في لبنان تجمعات سياسية ودينية مختلفة. بالتالي، فإن حزب الله مع النظام دفع الآخرين أن يكونوا ضده، حيث من نقل الازمة إلى لبنان هو حزب الله بتدخله. الجريمة الكبرى هو السلاح الذي يأتي بالبواخر إلى النظام وليس بـ20 بندقية تأتي من شمال لبنان. أعتقد أن هناك لا يزال قدر من التعقل لدى اللبنانيين ألا ينجروا إلى صدام داخلي
تقسيم سوريا
هناك مشروع غربي أميركي لتقسيم المنطقة إلى دويلات طائفية، فكيف تردون؟.
ليس هناك أي مصلحة لأي دولة في العالم بتقسيم المنطقة. فتقسيم المنطقة يعني اختلال الامن فيها. والشرق الاوسط هو الخزان النفطي للعالم الغربي. فاضطراب الامن سيؤثر على النفط. كما أن الاهمية الاستراتيجية للمنطقة كبيرة، بإطلالتها على أوروبا وآسيا وأفريقيا
من يسعى إلى التقسيم؟.
الأغلبية الساحقة ترفض التقسيم. قد يفكر النظام بالتقسيم. لكنه يعرف أن مقبرته ستكون في المنطقة التي سيذهب إليها. لا يمكن له أن ينشئ دولة علوية لأن أغلبية العلويين ترفض الدولة العلوية والثورة ستلاحقه حتى لو ذهب إلى آخر الدنيا. الواقع الحالي يقول إن لا مصلحة لأي مكون في التقسيم
هناك من يعرف مساوئ النظام لكنه يخشى المستقبل، فكيف ترد؟.
الذين خسروا منازلهم خسروها بفعل النظام وليس الثورة. هل يقبل هؤلاء بأن يستمر بشار؟. من يقود النظام في سوريا هم الايرانيون وليس الاسد. إيران تحارب وتدافع عن وجودها ليس في لبنان وسوريا فقط
قلت إن ايران هي من تقاتل في سوريا. واقع الميدان يقول إن لا جهة أقوى من جهة. هل تعتقد ان مشروع التقسيم قد يكون احتماله كبير في سوريا؟
ليس هناك توازن في الدعم. ما يأتي إلى الثورة اسلحة خفيفة وليست نوعية، بينما يأتي الدعم الكبير من روسيا وايران إلى النظام. هذا التوازن ليس ما سيحكم مصير سوريا. أما إمكانية التقسيم، فمستحيلة
تسوية وحماة
النظام والمعارضة متفقان على الوقوف ضدك، فما ردك؟.
تقويم النظام طبيعي. وتقويم المعارضة قراءة خاطئة للواقع والمستقبل. لا أحد يستطيع أن يستبعد أحدا. أنا لا أطمح بالسلطة ولا أسعى إليها
قلت إن معارضة الداخل هي الاساس في أي قرار. هذه المعارضة قالت لي إننا يجب أن نذهب إلى تسوية لتوفير الدماء على السوريين؟.
هؤلاء ليسوا معارضين. أحمد معاذ الخطيب خسر قسم كبير من الشعبية عندما دعا إلى الحوار. لقد أخطأ لأن هذه المسألة لا يقررها شخص بل مسألة وطنية. فليسأل السوريين: هل يقبل أي سوري أن يبقى هذا النظام؟
عندما ضربت حماة، وأنت كنت جزءا من النظام، هل كان الهدف طائفي؟
كان الصراع سياسياً بين الاخوان المسلمين والنظام وليس طائفيا. فكر الدكتاتور يستخدم الوسائل التي تساعده. بالنسبة إلى حافظ الاسد، هو أهم من الوطن والطائفة. الخطيئة الكبيرة التي ارتكبها هي بناء الجيش والامن من لون معين. هذا خلق مشكلة للنظام مستعصية لا يحلها إلا سقوط النظام وقيام نظام ديمقراطي مدني
شخصيات ورأي
ما رأيك بصلاح جديد؟.
قاسي ونظرته إلى الدولة شمولية
صلاح البيطار؟.
رجل نظيف
حكمت الشهابي؟.
لم يكن حامل أسرار النظام. حامل أسرار النظام هو حافظ الاسد فقط، حيث لم يكن يثق بأحد
رفعت الأسد؟.
جزء من عائلة الاسد وجزء من الكثير من الامور التي كانت ترتكب في سوريا
غازي كنعان؟
ضابط أمن ملتزم بالتعليمات التي كانت تأتيه من رؤسائه
فاروق الشرع؟.
كان الله في عونه
آصف شوكت؟.
كان شريكا في جرائم القتل في سوريا
باسل وبشار وماهر الأسد؟.
مشكلتهم أنهم اقتنعوا بأنهم أولاد رئيس يملك الحياة والموت فمشوا على طريقه
الإخوان المسلمين؟.
طرف معارض تحالفنا معه في فترة قبل أن تختل الثقة. لا يستطيعون إدارة شؤون سوريا، فسوريا بلد متنوع. تجربة الاخوان المسلمين في مصر درس للسوريين
هل ناقشت فكرة التوريث مع حافظ الأسد؟.
نعم وانتقدته. قال إنه يريد الاستمرارية. وقلت له إن الاستمرارية تكون للنظام. كان يركز على باسل، لكنه عندما توفي استدعى بشار الذي كان يعالج في لندن وليس يدرس كما قيل
الشارع العربي
هناك أسئلة من الشارع العربي. سوران الجاف يسأل: لماذا لم تنشق خلال مجزرة حماة؟.
مسألة حماة كانت سياسية. صراع بين الاخوان والنظام. ولذلك، لم يحدث أي انشقاق. يتحمل مسؤولية مجزرة حماة حافظ الاسد وشريكه وشقيقه رفعت الاسد. وزير الدفاع الأسبق مصطفى طلاس لم يكن صاحب قرار
– أبو الشام يسأل: خلال اجتماعك مع القيادة القطرية سنة 1982 كان رأيك عن أزمة حماة، بحسب مصدر أبو الشام وهو عضو في القيادة كان حاضر في الاجتماع: لا نريد وجود مدينة بهذا الاسم
هذا كلام غير صحيح لا من قريب ولا من بعيد. النظام سيسقط وملفاته ستفتح وسيرى الجميع ما كان موقفي من الملفات الداخلية
صلاح الشيخ يسأل: لماذا سلمت الحكم إلى نجل حافظ الاسد؟.
لسبب بسيط. لأن حافظ الاسد هيأ كل الترتيبات لتولي ابنه مقاليد الرئاسة
هل أعده بشكل جيد؟
ارتكب ثلاثة أخطاء قاتلة سببت معاناة السوريين. الاولى أنه حول النظام إلى نظام توريث، والثاني أنه حول السلطة إلى ديكتاتورية، والثالث أنه أطلق العنان لأفراد أسرته والمقربين منهم للفساد
محسن العامري من سوريا يسأل: هل كنت مؤمناً بأفكار البعث أم أنها كذبة؟.
حزب البعث في دستوره التأسيسي كان حزبا ديمقراطيا. لكن بصراحة، عندما بدأت سلسلة الانقلابات العسكرية، أخذ الضباط الدور السياسي الاساسي
هل تنعي حزب البعث
أنعيه نعم. لقد انتهى
هل مستعد لمحاكمة: من أي لك هذا بعد سقوط النظام؟.
يحق لأي مواطن أن يذهب إلى القضاء ويواجهني إذا كان لدي خطأ سلوكي أو سياسي