اكد نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام حرص سوريا على تهدئة مناخ العلاقات العربية وانهاء الخلافات بالطرق السلمية وتناول خدام في مؤتمر صحفي في دمشق امس بمناسبة الاستفتاء على ولاية جديدة للرئيس الاسد القضايا المثارة على الساحة العربية وفي مقدمتها الازمة العراقية واللقاءات التي تمت في الاردن خلال جنازة الملك حسين وقضية السلام في الشرق الاوسط التي قال عنها انها في غيبوبة والتحديات الاقتصادية مشددا على ان الأمن القومي العربي اقتصادي في المقام الاول كما اكد سعي سوريا وتوسطها لانهاء احتلال ايران للجزر الاماراتية الثلاث. زيارة الأسد للاردن وفي مؤتمره الصحفي قال عبد الحليم خدام ان زيارة الرئيس السوري الى عمان واجتماعه مع الملك عبدالله كانت فتح طريق جديد في العلاقات العربية, والتأكيد على ان سوريا لاتريد للاردن الا الامن والاستقرار, وان الخلاف مع اي قطر عربي لايعني ان نتمنى له اي سوء. وقال خدام ان المباحثات بين الاسد والملك عبدالله لم تتناول المسائل الشائكة ومنها قضية التطبيع مع اسرائيل لانه لايجوز اغراق العهد الجديد في التساؤلات قبل ترتيب البيت الداخلي ولكن الاسد وعبدالله اعربا عن رغبتهما في تحسين العلاقات بين البلدين. عملية السلام ووصف خدام العملية السلمية بانها في مرحلة غيبوبة بسبب السياسات الاسرائيلية , وعلق على ماذكره رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو عن استئناف المفاوضات على المسارين السوري واللبناني هذا العام قائلا: اذا كان نتانياهو جادا فليعلن قبوله لاستئناف المباحثات حيث انتهت والقبول بالالزامات التي قبلتها حكومة اسحق رابين بما فيها الانسحاب من جميع الاراضي السورية المحتلة. وهاجم خدام قيادة منظمة التحرير الفلسطينية, وقال انها اخذت خطا سياسيا لايخدم القضية الفلسطينية واسقطت البعد القومي للقضية لتصبح قضية قطرية ثم لتصبح بعد ذلك قضية فرد واحد. ولكن خدام اكد ان سوريا لاتقبل سياسة المنظمة , ولكنها لاتشن الحملات عليها وكذلك الامر بالنسبة لباقي الفصائل الفلسطينية بما فيها المعارضة. وعقب على مصافحة حواتمة لوايزمان اثناء جنازة الملك حسين بأن سوريا لاعلاقة لها بذلك, وسياستها غير مرتبطة بالمعارضة الفلسطينية, وان الموافقة او عدم الموافقة على هذه الخطوة هو حق التنظيم الذي ينتمي اليه حواتمه. العلاقات مع امريكا وعن اللقاء بين الاسد وكلينتون, قال خدام ان اللقاء كان قصيرا واقتصر على تبادل عبارات حول الرغبة في تحسين مناخ العلاقات بين البلدين. العراق وبخصوص سؤال حول ما اذا كانت سوريا تطالب الاردن الغاء اتفاق وادي عربة مع اسرائيل, ومدى المخاطر التي تستشرفها سوريا, قال عبدالحليم خدام ان مواقف دمشق نابعة من رؤية شمولية للمنطقة مضيفا ان (لنا قناعة بأن هناك اهدافا تخدم مصالح اسرائيل تؤدي الى تفكيك العراق واضاف انه بغض النظر عن العلاقة السياسية بين بغداد ودمشق (وهي علاقات مقطوعة منذ سنوات فإن الجانب السوري (رأى ان مثل تلك المخططات ستؤدي الى تدمير قطر عربي وقال خدام ان تدمير العراق سيكون بمثابة القنبلة التي ستفجر كل الوطن العربي وان شظاياها ستطال الكل واوضح خدام موقف سوريا تجاه العراق, قائلا: ندافع بالعراق عن الامن الوطني لكل قطر عربي, مستطردا انه في سوريا ننظر الى اي مشكلة او قضية بمقدار تأثيرها على الوضع العربي وليس على سوريا واشار خدام الى الحرب العراقية الايرانية وكيف تعرض الموقف السوري الى موضوع نقد من قبل جل (العرب ولكن بعد سنوات يقول نائب الرئيس السوري اعتبر عدد من العرب ان موقف دمشق لم يكن على خطأ ورأى في حرب الخليج الثانية وسيلة لضرب الامن والمستقبل العربيين, وقال عندما تعرض العراق الى عدوان ــ ديسمبر الماضي ـ (وفعلا كان عدوانا يقول المسؤول السوري, فقد وقفت سوريا مع العراق وكذلك الشأن كان مع الكويت حين دخلت القوات العراقية هذا البلد سنة 90. الامن القومي العربي وعن سؤال اخر لـ (البيان بخصوص الامن القومي العربي ومتطلباته ونحن نخرج من القرن العشرين, وهل ان دمشق فعلا كانت تعبر عن ضجر من بعض سياسات العرب المتقاطعة مع الامن القومي العربي خلال اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بالقاهرة, شدد المسؤول السوري, على ضرورة ان يكتسب الامن القومي العربي مفهوما اقتصاديا اولا, وان الجانب الامني والعسكري يأتي فيما بعد كتتويج ودلل عبدالحليم خدام على ذلك بتسمية عدد من التجمعات مثل اوروبا التي تشكلت وسهلت مهمة تدعيم حلف شمال الاطلسي وذكر نائب الرئيس السوري بأنه ليس هناك نظام للامن القوي العربي, وان الامر لايتعدى معاهدة الدفاع العربي المشترك التي لم تطبق في كل القراعات البينية العربية. التكتلات العربية من جهة اخرى قال نائب الرئيس السوري مستطردا الرد على السؤال ان سوريا ضد سياسة الاستقطاب في الساحة العربية وقال لانسعى الى تكتلات داخل الساحة العربية بل الى خلق تكتل عربي واحد واضاف: اذا لم نستطع ذلك فنحن نحاول رفع السلبيات. جزر الامارات وعن جزر دولة الامارات التي تحتلها ايران, كشف خدام ان سوريا وفي كل مراحل المشكلة كانت تتحدث مع الجانب الايراني, ونحن نسعى لاقامة الحوار بين الشقيقة والصديقة, مضيفا ان دمشق مازالت تناقش المسألة وتأمل ان يصل الجانبان الى اتفاق ينزع فتيل التوتر. دمشق – البيان