كشف عبد الحليم خدام النائب السابق للرئيس السوري وعضو جبهة الخلاص الوطني المعارضة تعاون قيادات في حزب البعث معه من الداخل, في تحرك لتغيير النظام
وقال خدام للجزيرة نت تعليقا على رسالة وجهها أمس إلى مناضلي البعث في ذكرى تقلده السلطة إن الحزب ذو “تاريخ في العمل الوطني والدفاع عن حقوق جموع الشعب، والبعثيون اليوم في جزء من قياداتهم وفي قواعد الحزب هم أكثر الناس شعورا بالخطر خصوصا مع قضايا الاستبداد السياسي والفساد والوضع الاقتصادي والفقر، ورغم أن هناك البعض داخل الحزب أصبح جزءا من أدوات النظام،
لكني أقول بكل وضوح إن قواعد الحزب وجزءا من قياداته تقف إلى جانب التغيير وستعمل وفق ظروفها للوصول إلى هذا التغيير”.
البعض داخل الحزب أصبح جزءا من أدوات النظام.. لكن قواعد الحزب وجزءا من قياداته تقف إلى جانب التغيير وستعمل وفق ظروفها للوصول إليه”
عبد الحليم خدام
مجموعات قيادية
وعن اتصالاته مع بعثيي الداخل قال “لا أريد أن أخوض في هذا الأمر لأني لا أريد أن أعطي فرصة لأجهزة الأمن لتطال مجموعات قيادية من حزبيين في مختلف المحافظات، وقد شهد الجميع في مؤتمرات الحزب كيف أن أغلبية الأعضاء تطرح توجهات تختلف مع ما كانت تطرحه القيادة”.
وأضاف “الناس يرون ماذا يحدث في البلد من وضع لمقدراتها تحت تصرف الأسرة الحاكمة ويرون كيف ينتشر الفقر والبطالة ومئات الألوف من البعثيين الحاصلين على مؤهلات لا يجدون فرصة عمل وهم جزء من ملايين السوريين لا يجدون فرصة عمل”، وأضاف أن “هؤلاء جميعا يرون أن هذا النظام العائلي بفساده واستبداده وضع البلاد في منطقة الخطر، وهؤلاء جميعا سيكونون جزءا من تحرك شعبي واسع سيتحدد في وقت ملائم عندما تترتب بعض المسائل التي يحتاجها هذا التحرك”.
وعن المقصود من التحضير لهذا التحرك قال إنه يعني “تركيز التحالفات بين القوى الشعبية في البلاد وزيادة حجم الضغط على النظام وكشف سيئاته وممارساته”.
غير أن خدام رفض كشف طبيعة دوره في هذا الشأن, قائلا إنه أمر لا يحدده منفردا وإنما “تحدده المجموعة التي نعمل فيها سويا أي جبهة الخلاص الوطني ومجموعة قياديين بعثيين في الداخل من جهة أخرى”.
حالة ارتباك
وتحدث خدام عن المزاعم الأميركية الإسرائيلية عن محاولة جذب سوريا بعيدا عن إيران قائلا “النظام يعيش حالة ارتباك فهو يريد التفاوض مع إسرائيل لكنه يخشى أن يصل التفاوض إلى السلام لأنه لا يستطيع أن يتحمل ذلك، وبالتالي يريد التفاوض لفتح الباب الأميركي أمامه كما فعلت دول كثيرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فلجأت إلى إسرائيل للولوج إلى الساحة الأميركية”.
غير أن النظام السوري يخشى في الوقت نفسه -حسب خدام- ألا يؤدي التفاوض إلى النتائج المرجوة فيخسر تحالفه مع إيران وفي حاجة كبيرة إليها لأنها توفر الحماية عبر حلفائها في لبنان.
أداة إيرانية
ووصف حزب الله بأداة إيرانية, متسائلا لماذا ينتقل من الجنوب إلى الداخل ويطرح أزمة حادة أدت إلى انقسام حاد في لبنان و”الجواب تعطيل المحكمة الدولية الذي يعد أمرا أساسيا بالنسبة لبشار الأسد”.
وقال خدام إن المحكمة الدولية أمر طبيعي بالنظر إلى اغتيال الحريري وما تلاه من اغتيالات وأحداث “إذ لا يمكن للقضاء اللبناني العمل مستقلا في ظل الخوف من يد النظام في سوريا”, ودلل على بذلك بـ”ثلاث محاولات اغتيال تعرض لها القاضي المكلف بالتحقيق في قضية مصرف المدينة”.