رأى النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أن “مصير لبنان مرتبط بمصير سوريا، فإذا سقط النظام في سوريا تحرر لبنان”. وعلى هامش الاجتماع التأسيسي لـ”الهيئة الوطنية لدعم الثورة السورية” المنعقد في باريس، قال خدام في حديث إلى صحيفة “النهار”: “لبنان اليوم محتل، انه محتل من ايران، وإذا استمر هذا النظام في سوريا سيبقى الاحتلال يمسك اللبنانيين من رقابهم”
واعتبر خدام أن “لا دولة في لبنان اليوم، والسلطة هي لحزب الله، وتالياً لا يمكن التكلم عن الدولة اللبنانية وما هي الدولة اللبنانية، فرئيس الجمهورية (ميشال سليمان) تحت مظلة حزب الله، وكذلك قائد الجيش ورئيس الوزراء وكل المؤسسات تحت هذه المظلة”، وتساءل: “اليوم من يأخذ القرار في لبنان؟ لبنان محتل اليوم ولا يستطيع التحرر إلا اذا تحررت سوريا، وهنا الرباط والتوأمة بين البلدين”. ورداً على في حال عدم تحرر سوريا وما يمكن ان يحدث في لبنان، أجاب خدام: “سوريا ستتحرر”
وبالنسبة الى الاخطار التي يواجهها المجتمع السوري وإمكان انعكاسها على المجتمع اللبناني، شدد خدام على أن “حرباً اهلية لن تحصل في سوريا”. وما يدعوه الى هذا الكلام اعتباره أن “ما يمكن ان يحصل في سوريا هو صراع مسلح مع النظام وليس حرباً اهلية. فاحتكاك الناس بعضها ببعض امر غير وارد في سوريا”، وسأل: “هل حصل خلاف طائفي في سوريا؟ كان أول رئيس للجمهورية السورية مسيحياً”
وبشأن ما إذا من المحتمل انتقال الصراع بين السلطة والثورة في سوريا إلى لبنان، قال خدام: “هذا مرتبط بعزيمة المعارضة اللبنانية”، وأضاف: “ان القرار في سوريا يتخذه الرئيس بشار الأسد شخصياً، وهو متقلب في قراراته”، وأعطى مثلاً على ذلك عام 2004 موضحاً: “قبل قيامي بزيارة خاصة لباريس وخلال وداعي للرئيس بشار الأسد استوضحته عن موقفه من التمديد للرئيس (اللبناني السابق إميل) لحود، فقال لن نسير في التمديد، لا السوريين يرغبون في التمديد ولا العرب يريدونه ولا اللبنانيون كذلك ولا الدول الغربية المؤثرة اقليميا تريده
فقلت له: آمل ألا تأخذوا قراراً بالتمديد تحت الضغط، فإذا أخذت قراراً فستضع سوريا في قلب لعبة الأمم. فقال أعوذ بالله. وطلب منّي إبلاغ الرئيس رفيق الحريري ان قرار التمديد غير وارد، فاتصلت بالحريري وأعلمته أنني كنت عند الرئيس الاسد وطلب مني ابلاغكم القرار. وبعد أربعة أيام من وصولي الى باريس اتصل بي الرئيس الحريري وقال لي: صاحبك عدّل موقفه، فقلت له: ماذا تغير؟ فقال انه يريد التمديد للحود. فنصحت الحريري عندها بأن يوافق ويركب الطائرة ويستقيل ويغادر البلاد”
وبشأن عدول الأسد عن قراره وهل حصل تحت ضغوط، أجاب خدام: “لا، حسب تقديري إن الرئيس لحود قام بزيارته وقال له إن أي رئيس لبناني جديد سيحاسب جميع حلفاء سوريا في لبنان، وبالطبع قام بزيارته بعض الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري الذين رددوا الكلام نفسه. فالرئيس عندما تتكلم معه بموضوع يعطيك حق ويأتي شخص آخر يقول عكس الكلام فيعطيه حق”