تساءل نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي يقوم بزيارة الى باريس عن الدوافع الحقيقية لهجوم ضد العراق يمكن ان يؤدي الى تفكيك هذا البلد وتمزيق المنطقة باسرها. وقال خدام في مؤتمر صحافي عقده بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان عملية من هذا النوع ستضع منابع النفط في الشرق الاوسط “تحت السيطرة الاميركية”. واضاف ان عملية عسكرية ضد العراق سيكون له نتائج وخيمة ليس على العراق وحسب وانما ايضا على كافة ارجاء المنطقة وابعد من المنطقة ايضا”. واكد نائب الرئيس السوري “في الماضي كنا نعارض العراق لانه غزا الكويت لكننا اليوم ندافع عنه لانه مهدد بالغزو . وكانت سوريا وقفت غداة الغزو العراقي للكويت في 1990 في صف قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لاخراج القوات العراقية من الكويت. وشهدت العلاقات بين دمشق وبغداد منذ 1997 تحسنا كبيرا. وقال خدام ان عملا عسكريا ضد العراق سيشكل “سابقة خطيرة في العلاقات الدولية بالسماح لدولة بشن عملية عسكرية ضد بلد آخر لتغيير الوضع فيه
يذكر ان الولايات المتحدة اعلنت مرارا انها تسعى الى تغيير النظام في بغداد واقامة نظام آخر لا يملك اسلحة للدمار الشامل ولا يهدد جيرانه. وبعد ان ذكر بمعارضة الدول العربية ودول عديدة اخرى لعمل عسكري ضد العراق، اكد خدام ان “الدول المجاورة للعراق لا تعتبر هذا البلد تهديدا”. واضاف “ليس هناك اي تبرير اخلاقي او سياسي لعمل عسكري ضد العراق الذي يخضع لحظر محكم منذ اكثر من عشرة اعوام (…) ولا يملك اسلحة للدمار الشامل”. ورأى خدام ان مسألة عودة مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة الى العراق تشكل “جزءا من كل”، مؤكدا انه “من المهم تحديد ما تم انجازه وما لم يتم انجازه” في مجال ازالة اسلحة العراق. ورأى ان العراق “يجب ان يتمكن من معرفة مصيره” بعد انتهاء عمل المفتشين. وتساءل خدام عن الاسباب غير المعلنة لعمل عسكري ضد العراق. ولم يستبعد ان يكون الهدف الحقيقي هو “السيطرة على مصادر الطاقة” في المنطقة. وتساءل “كيف يمكن اذن تفسير الحملة المنظمة للولايات المتحدة ضد السعودية؟”. واشار نائب الرئيس السوري الى مخاطر “تقسيم العراق وتمزيق الشرق الاوسط”، معتبرا ان ذلك سيؤدي الى وضع لا سابق له “منذ الحرب العالمية الثانية
ورأى ان هدفا كهذا يتطابق مع “الهدف الاستراتيجي لاسرائيل برؤية العالم العربي مفككا وضعيفا”، مؤكدا باصرار على اهمية “وحدة العراق” لمصلحة هذا البلد والدول المجاورة على حد سواء. واخيرا وردا على سؤال لصحافي عن تصريحات وزير الخارجية الفرنسية دومينيك دو فيلبان الذي وصف النظام العراقي بانه “ديكتاتوري”، تساءل خدام “لماذا لم تستخدم هذه الصفات في فترة الحرب العراقية الايرانية؟