حذر نائب الرئيس السوري من مخاطر “تقسيم العراق وتمزيق الشرق الأوسط”, معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى وضع لا سابق له “منذ الحرب العالمية الثانية”. ورأى أن هدفا كهذا يتطابق مع “الهدف الإستراتيجي لإسرائيل برؤية العالم العربي مفككا وضعيفا”, مؤكدا بإصرار على أهمية “وحدة العراق” لمصلحة هذا البلد والدول المجاورة على حد سواء
وقال خدام في مؤتمر صحفي عقده في باريس بعد محادثات مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك إن عملية أميركية ضد العراق ستضع منابع النفط في الشرق الأوسط “تحت السيطرة الأميركية”
وتساءل خدام عن الأسباب غير المعلنة لعمل عسكري ضد العراق. ولم يستبعد أن يكون الهدف الحقيقي هو “السيطرة على مصادر الطاقة” في المنطقة
وأضاف أن عملية عسكرية ضد العراق سيكون لها نتائج وخيمة ليس على العراق وحسب وإنما أيضا على أرجاء المنطقة كافة، وربما أبعد من المنطقة. وتابع نائب الرئيس السوري “في الماضي كنا نعارض العراق لأنه غزا الكويت لكننا اليوم ندافع عنه لأنه مهدد بالغزو”. وأشار خدام إلى أن عملا عسكريا ضد العراق سيشكل “سابقة خطيرة في العلاقات الدولية بالسماح لدولة بشن عملية عسكرية ضد بلد آخر لتغيير الوضع فيه”
وبعد أن ذكر بمعارضة الدول العربية ودول عديدة أخرى لعمل عسكري ضد العراق, أكد خدام أن “الدول المجاورة للعراق لا تعتبر هذا البلد تهديدا”. وأضاف “ليس هناك أي تبرير أخلاقي أو سياسي لعمل عسكري ضد العراق الذي يخضع لحظر محكم منذ أكثر من عشرة أعوام ولا يملك أسلحة للدمار الشامل”
وفي رده على سؤال عن وصف النظام العراقي بأنه “ديكتاتوري”, تساءل خدام “لماذا لم تستخدم هذه الصفات في فترة الحرب العراقية الإيرانية؟”
ورأى خدام أن مسألة عودة مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة إلى العراق تشكل “جزءا من كل”, مؤكدا أن “من المهم تحديد ما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه” في مجال إزالة أسلحة العراق. ورأى أن من حق بغداد أن تعرف مصيرها بعد انتهاء عمل المفتشين
يشار إلى أن سوريا وقفت عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990 في صف قوات التحالف الذي قادته الولايات المتحدة لإخراج القوات العراقية من الكويت. وبعد 1997 شهدت العلاقات بين دمشق وبغداد تحسنا كبيرا. يذكر أن الولايات المتحدة أعلنت مرارا أنها تسعى إلى تغيير النظام في بغداد وإقامة نظام آخر لا يملك أسلحة للدمار الشامل ولا يهدد جيرانه