نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام التقى اليوم بقادة لبنانيين في إطار تحرك دبلوماسي يهدف إلى تقليص الخلافات بين المسلمين والمسيحيين في مسائل الجيش اللبناني المنقسم، والأمن، والإصلاحات السياسية
خدام، في زيارته الأولى إلى هنا منذ إلغاء لبنان لاتفاق 17 أيار ، التقى بالرئيس أمين الجميل ورئيس الوزراء رشيد كرامي قبل أن يلتقي بالوزراء المسيحيين والمسلمين منفصلين
وعندما سئل بعد الاجتماعات في وقت متأخر من هذا اليوم ما إذا كان قد تم وضع خطة أمنية شاملة، قال خدام للصحفيين: “أستطيع التحدث بارتياح عن نجاح المفاوضات.” ولم يقدم أي تفاصيل”
ثم أعلن الرئيس كرامي أن الترتيبات الأمنية المتعلقة بالجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي ستُعلن بعد اجتماع مجلس الوزراء يوم الأربعاء
جاء خدام الى هنا بناءً على طلب من الرئيس أمين الجميل، الذي لم ينجح حتى الآن في حل النزاع بشأن اعادة هيكلة ودور الجيش اللبناني المنقسم.حيث يصر الوزراء المسلمين والدروز على إجراء تغييرات جذرية في قيادة الجيش الذي يهيمن عليه المسيحيون، بما في ذلك إقالة القائد العام وضباط آخرين، قبل مناقشة خطة أمنية دائمة. الأطراف المسيحية ترفض التنازل عن مثل هذه المسائل قبل ترسيخ وقف إطلاق النار”
بينما يأمل خدام في المساهمة في إعادة بناء القوات المسلحة اللبنانية من خلال إنشاء مجلس قيادة واسع النطاق سيمنح المسلمين فعالية أكبر داخل المؤسسة العسكرية، وأكدت مصادر سياسية هنا أن خدام مصمم أولاً على استقرار الوضع في بيروت، حيث تدهور الوضع الأمني واندلعت أشد اشتباكات خلال الأشهر الأربعة الماضية”
أعرب دبلوماسيون غربيون اليوم عن شكوكهم فيما يتعلق بإمكانية إعادة توحيد الجيش، ولكنهم تنبأوا بأن خدام سيبذل جهدًا قويًا للضغط على المسلمين والدروز لقبول شروطه مقابل ضمان تلبية مطالبهم في وقت لاحق
قال دبلوماسي: “سوريا، التي أصبحت الوسيط الرئيسي هنا، تلتزم بمصداقيتها ولا يمكنها أن تسمح لنفسها بالفشل.”ومهمة خدام، وفقًا لبعض المراقبين هنا، ستكون في أحسن الأحوال تأخير أو تأجيل المواجهة بين الميليشيات المسيحية والمسلمة
“القوات اللبنانية، وهي الميليشيات المسيحية، ليست مهتمة بإعادة إنشاء جيش وطني وتفضل نظامًا أمنيًا مفتوحًا حيث تمتلك كل منطقة جيشها الخاص الذي يتضمن الميليشيات التي تسيطر عليه
في حين بدأ حزب الكتائب الأكثر اعتدالًا حملة ضد تقسيم لبنان بين المسلمين والمسيحيين في صحيفته اليومية، المالا، وليس من المؤكد أن القوات اللبنانية، وهي القوة العسكرية المسيحية الرئيسية، ستتبع نفس الاتجاه”
أشار الدبلوماسيون إلى وجود مخاوف من أن الاستياء من مقترحات سوريا بشأن الجيش قد يؤدي إلى انشقاق ضباط مسيحيين متشددين وانضمامهم إلى الميليشيا المسيحية.
كما التقى خدام بمحمد بيضون من حركة الأمل الشيعية المسلمة، والتي يعاني زعيمها نبيه بري من مرض. ونقل بيضون اقتراحًا من خدام إلى بري بشأن الجيش”