خرجت جموع السوريين في المدن والأرياف إثر العدوان الإسرائيلي الوحشي على الشعب الفلسطيني في غزة غاضبة ثائرة مما تشهده من قتل وتدمير طالبة من حاكمها أن يتحرك في الجولان لمساعدة الشعب الفلسطيني بنسائه واطفاله وشيوخه وشبابه ومن جهة ثانية من أجل تصحيح الخطأ التاريخي الذي حدث في حزيران عام 1967 وأدى إلى سقوط الجولان بأيدي العدو الإسرائيلي
كانت صرخة السوريين من القلب وكان أملهم أن يوقف بشار الأسد اللعب بدماء الفلسطينين والسوريين وأن يستجيب لنداء الشعب السوري في التوجه إلى الجولان إلى وقف العدوان الإسرائيلي وتحرير الجولان
أرتفعت حدة خطاب النظام ليس فقط ضد إسرائيل وعدوانها وإنما ضد دول عربية واتهامها بالتواطئ مع إسرائيل
كانت المفاجئ حديث رئيس النظام إلى محطة ال بي بي سي البريطانية فتحدث عن جهوده مع بعض الدول لوقف العداون وأكد وجوب عدم تهريب السلاح من مصر إلى غزة
في الأيام الأولى من العداون كان السؤال الكبير لدى الكثيرين هل سيفعلها بشار الأسد ويستجيب لنداء الشعب السوري والجماهير العربية ؟
هل سيصدق بشار الأسد مرة واحدة في حديثه عن الصمود والتصدي والتحرير ؟
هل سيخرج بشار الأسد من موقع الأستبداد والقمع والظلم والفساد إلى ساحة الحرية والصدق في القول والجدية في العمل ؟
هل يمكن لحاكم سجن شعبه وازاقه الويلات في القمع والقتل والأرهاب أن يحمل علم الحرية ؟
كيف لنظام فكك الوحدة الوطنية وافقر البلاد ونشر المعاناة في سورية أن يكون صادقاً في قوله أو جاداً في فعله ؟
لقد توهم بعض السوريين والعرب أن بشار الأسد سيستعيد دور صلاح الدين الأيوبي في تحرير الجولان والقدس وفلسطين ونسوا أن الحاكم الذي حرم شعبه المقهور نعمة الحرية هو في موقع توظيف معاناة الشعب الفلسطيني واستخدام الخطاب الإعلامي لتضليل الناس
لقد توهم الكثيرون في الساحة العربية أن بشار الأسد قائد للصمود والتصدي والتحرير وهم يعلمون أن سجون سورية مليئة بالمناضلين من أجل الحرية
لقد توهم الكثيرون أن بشار الأسد صادق في قوله وهم يعلمون ما يقوم به في سورية من فساد واضطهاد
إن دعم الشعب الفلسطيني ووقف العداون الإسرائيلي الوحشي والخطر الذي يهدد بتصفية القضية الفسطينية لا يواجه بعبارات نارية وباتهامات تزيد من تشقق الوضع العربي وإنما بحشد الجيش في الجولان وفتح أبواب المقاومة الجدية وممارسة العمل لتحرير الجولان وإنقاذ الشعب الفلسطيني
إن الشعب الفلطسيني الذي ينذف دماً وتدمر بيوته ومؤسساته بحاجة إلى قرارات تاريخية يتخذها النظام الحاكم في سورية وليس إلى إطلاق شعارات وهو يخطط للوصول إلى سلم مع إسرائيل وإلى انفتاح مع الولايات المتحدة الأميركية
إن الشعب الفلسطيني الذي يعيش في المأسات منذ أكثر من قرن يحتاج إلى وحدة عربية في الرؤية والموقف وإلى إزالة أسباب النفور والإنقسام وليس إلى كيل الاتهامات كلمة نقولها للسوريين صدقتم في دعوتكم لمساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق الجريح ولكن الأمر ليس بيدكم فلقد سلبه الحاكم المستبد بالقمع والقوة حفاظاً على كرسي الحكم والتي هي اهم بالنسبة له من الوطن
قال الله تعالى في كتابه الكريم ( وأعدوا لهم ما استطعم من قوة ورباط الخيل لترهبوا بها عدو الله وعدوكم .. ) صدق الله العظيم
فهل أعد بشار الأسد لتحرير الجولان وفلسطين بزمرة الفساد التي تحيط به من رامي مخلوف وماهر الأسد وذوالهمة شاليش وبقية الأقرباء والمقربين
لا تخدعكم بلاغة الخطاب فأنظروا إلى ممارسات النظام وإلى ما انتجه من معاناة ، أذكروا جهوده لتأمين الأتصالات من أجل الاتفاق مع إسرائيل وأذكروا تصريحاته وتصريحات أعوانه إلى حرصهم على تحقيق علاقات واسعة مع الولايات المتحدة الأميركية