رسالة السيد عبد الحليم خدام إلى السوريين حول الوضع الراهن

الناشر: رابطة ادباء الشام

تاريخ نشر المقال: 2013-10-12

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

 

يا أبناء سورية الحبيبة

لم يتعرض شعب من شعوب العالم في العصر الحديث الى جرائم الابادة والقتل الجماعي والاذلال والتهجير والزج في السجون وتدمير البنية الاقتصادية والعمرانية في أغلب المناطق كما تعرض له الشعب السوري من قبل النظام الحاكم بقيادة السفاح بشار الأسد الشريك في التحالف القائم بينه وبين روسيا وايران

ان اقدام بشار الأسد على استخدام السلاح الكيمياوي بالحجم الذي استخدم به هو جزء من قرار روسي ايراني وليس بامكان بشار الأسد اتخاذ هذا القرار بمعزل عن حليفيه الأساسيين الضامنين لاستمراره

مع تصاعد جرائم القتل والابادة في سورية تصاعدت حملات الاستنكار لهذه الجرائم وأجرت تحولا في الموقف العربي لدعم سورية كما جرى تحول في موقف بعض الدول الكبرى من النظام

هذا التطور دفع التحالف الثلاثي الروسي الايراني مع النظام القاتل الى اتخاذ قرار استخدام السلاح الكيمياوي بهدف توجيه الانظار الى السلاح الكيمياوي واعتباره هو القضية الأساسية التي تهم الأمن والسلم الدوليين وبالتالي صرف النظر عن الاهتمام الدولي بجرائم القتل والابادة وتركيزه على استخدام السلاح الكيمياوي

وخلال هذا المناخ الدولي أعلنت روسيا مشروعا باتلاف السلاح الكيمياوي وتلقفه الرئيس الامريكي باراك أوباما وتخلى عن موقفه باستخدام القوة العسكرية ضد النظام القاتل ولقد أدى هذا القرار الى تغيير نوعي في الواقع الدولي

السؤال المطروح لماذا أقدم الرئيس أوباما على اتخاذ هذا القرار ؟

بعد أقل من 48 ساعة من اعلان قراره باستخدام القوة العسكرية وحشد السفن الحربية أمام السواحل السورية هل هناك اتفاق أميركي روسي كانت روسيا فيه هي الرابحة ؟  هل تراجع الرئيس الأمريكي بسبب عدم قدرته العسكرية ؟ وهذا الأمر غير معقول , هل هناك قرار أمريكي بفتح طريق التعامل مع ايران وهل اعلان وزير الخارجية الامريكي أن الولايات المتحدة تقبل بان تشارك ايران في مؤتمر للسلام حول سورية اذا اعترفت بقرارات مؤتمر جنيف الأول جزء من المحاولة الامريكية لاحتواء ايران ؟

في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر ايران من الدول المعادية يتحدث الرئيس الايراني مع الرئيس الأمريكي والسؤال الكبير الذي يطرح في هذا المجال هل أعطت الادارة الأمريكية وعودا للرئيس الايراني تهدف من ورائها الى خلق صراع في ايران ؟

وفي ضوء كل ذلك  ماذا سيكون موقف الحرس الثوري في ايران ؟

أيها الأخوة المواطنون

عندما يتعرض شعب من الشعوب الى عدوان خارجي أو داخلي يسارع أبناء هذا الشعب بكل مكوناته الاجتماعية والسياسية والوطنية الى توحيد الصفوف وحشد الطاقات والقوى لمواجهة العدوان والعمل على تحقيق أهداف الوطن في النهوض والتقدم والازدهار وتعزيز طاقاته لتوفير متطلبات الدفاع عن الوطن وحماية البلاد وضمان أمن الشعب

في الواقع الراهن ورغم مضي أكثر من سنتين ونصف على انطلاق الثورة لازالت الانقسامات السياسية والعسكرية والاجتماعية قائمة في البلاد

من مصلحة الوطن أن يتجاوز الجميع خلافاتهم وأن يتخلوا عن طموحاتهم الحزبية والشخصية وأن يزجوا طاقاتهم لتحقيق هدف مركزي وهو اسقاط النظام وانقاذ الشعب السوري والعمل على بناء دولة مدنية ديمقراطية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس

ان مصلحة سورية تتطلب عقد مؤتمر وطني شامل يضم كل مكونات الشعب السوري السياسية والعسكرية والاجتماعية من أجل بحث الأوضاع الراهنة وكيفية تجاوزها وبحث الخطوط الأساسية لسورية بعد سقوط النظام واختيار قيادة مؤقتة تمثل الشعب السوري تمثيلا حقيقيا ضمن المعطيات الراهنة

لايستطيع أي تشكيل سياسي أو عسكري أن ينفرد في القرار لأن ذلك سيؤدي الى المزيد من الصراعات داخل سورية وهذا أمر يجب أن يكون محرما

ان شعبنا اليوم بحاجة لأن يعمل الجميع على تحقيق وحدته السياسية والعسكرية ومن كانت لديه طموحات سياسية أو غيرها فليضع تلك الطموحات جانبا الى ما بعد سقوط النظام واجراء انتخابات حرة في الوطن

علينا جميعا أن نتمعن بعمق الأخطار التي تهدد وطننا والتي أيضا تهدد أمن واستقرار الشعوب العربية ودولها

ان عدم توحيد الصفوف سيفتح الباب واسعا أمام التطرف

ان النصر أو الهزيمة أمران مرتبطان بوحدة السوريين أو استمرار خلافاتهم

أناشد جميع الأطراف بذل كل الجهود لتوحيد كافة القوى التي تكافح من أجل اسقاط النظام وأن توحد جهودها لتحقيق النصر

نسأل الله أن يحمي سورية وشعبها

عبد الحليم خدام

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات خدام …”رسائل غرام وتهديد” بين ريغان والأسد… أميركا تنسحب من لبنان وإسرائيل تتراجع وسوريا “تستفرد”

2024-10-28

دمشق تطلق سراح الطيار الأميركي وسط جولات مكوكية لرامسفيلد مبعوث البيت الأبيض… وواشنطن تفشل زيارة سرية لحكمت الشهابي   وسط تبادل القصف العسكري الأميركي–السوري في لبنان ومرض الرئيس حافظ الأسد وطموح العقيد رفعت في السلطة وتصاعد الحرب العراقية–الإيرانية، التقى وزير الخارجية السوري عبدالحليم خدام والسفير الأميركي روبرت باغانيللي في دمشق خلال شهر ديسمبر/كانون الأول عام […]

مذكرات خدام …صدام أميركي – سوري في لبنان… ومبعوث ريغان يطلب لقاء رفعت الأسد بعد مرض “السيد الرئيس”

2024-10-27

خدام يهدد سفير واشنطن بـ”الطرد الفوري”… وتبادل القصف السوري-الأميركي   حاول الرئيس رونالد ريغان احتواء الأزمة مع الرئيس حافظ الأسد بعد تفجير “المارينز” والقصف، وأرسل مبعوثه الخاص دونالد رامسفيلد إلى دمشق في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1983. كان رامسفيلد وزيرا سابقا للدفاع في عهد الرئيس جيرالد فورد، قبل أن يعود إلى المنصب نفسه في عهد الرئيس […]

مذكرات خدام …تفجير “المارينز” قبل حوار جنيف اللبناني… وأميركا تتهم إيران بالعمل “خلف خطوط” سوريا

2024-10-26

واشنطن تتهم طهران بالوقوف وراء هجمات بيروت وتنتقد دمشق لـ”تسهيل الدور الإيراني” عاد روبرت ماكفرلين نائب رئيس مكتب الأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركيةإلى دمشق في 7 سبتمبر/أيلول، مكررا ما قيل في السابق، عن ضرورة الانسحاب السوري من لبنان بالتزامن مع الانسحاب الإسرائيلي. وفي الثاني والعشرين من الشهر نفسه قدم إلى سوريا مجددا وقال إن […]