رسالة الى رؤساء الدول العربية
يتعرض الشعب السوري منذ ما يقارب السنتين الى عدوان دموي يقوم به النظام القاتل بقيادة السفاح بشار الأسد ولم يعرف العالم الحديث في تاريخه نظاما استخدم كل وسائل القتل والتدمير والتهجير ضد شعبه .
يستمر هذا النظام القاتل بارتكاب جرائمه متجاوزا ميثاق الأمم المتحدة وشرعة حقوق الانسان والقيم الاخلاقية .
تعلمون بلا شك أن الطاغية بشار الأسد قد أغلق كل الأبواب أمام مبعوثي جامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومن الطبيعي القول أن الحاكم الذي يقتل شعبه لا يمكن اجراء حوار معه وهذا ما أكده تصريح سمو الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية منذ أيام .
ان الشعب السوري لا يواجه الطاغية بشار الأسد فقط بل يواجه أيضا الحلف الثلاثي المكون من ايران وروسيا الاتحادية والسفاح بشار الأسد .
تعلمون أن الثورة في سورية كانت سلمية وردة فعل على ما تعرض له الشعب السوري خلال سنوات من القمع والقتل والاضطهاد .
ان استمرار هذا الوضع في ظل التردد الدولي والعربي في اتخاذ اجراءات حاسمة لانقاذ الشعب السوري سيؤدي الى خيار واحد مفروض على السوريين وهو خيار التطرف للدفاع عن النفس وعن الشعب وعن مصير الوطن .
ان من الأهداف الخطيرة للسفاح بشار الأسد تقسيم سورية مركزا على حمص لتدميرها وتهجير سكانها لتكون حمص جزءا من الدولة التي يعمل على تحقيقها لتشكيل جسر تربطه مع ايران عبر العراق .
أيها الأخوة قادة الدول العربية
لا شك أنكم تقدرون جيدا خطورة استمرار الوضع الراهن وخطورة استراتيجية الحلف الثلاثي ليس فقط على سورية بل على أمن واستقرار ومستقبل دول المشرق العربي وبصورة خاصة على أمن هذه الدول واستقرارها .
الشعب السوري يواجه وحده الأطماع الكبرى لايران باستعادة التاريخ يوم كانت دولة عظمى في العالم قبل الاسلام .
ان روسيا الاتحادية الطامحة باستعادة دورها كدولة عظمى تأمل من هذه الشراكة مع ايران تحقيق ذلك عبر استقرارها في المياه الدافئة في البحر الأبيض المتوسط وعبر الاطلال على ساحل الخليج العربي من خلال حلفها مع ايران وكذلك الحفاظ على مصالحها في آسيا الوسطى .
ان الشعب السوري يأمل من أشقائه في العالم العربي ازاء خطورة الوضع ليس فقط على مستقبل سورية ومصيرها وأمنها بل على مستقبل وأمن واستقرار الدول العربية وخاصة في المشرق العربي باتخاذ ما يلي :
آ – الاتصال مع القوى الدولية وبذل كل الجهود لتشكيل ائتلاف عسكري لانقاذ الشعب السوري واسقاط التحالف الثلاثي عبر انقاذ شعب سورية .
ب – امداد الثورة في سورية بأسلحة تمكن السوريين من الدفاع عن أنفسهم واستنزاف نظام القتل تمهيدا لاسقاطه .
ج – كان لانفراد بعض الدول العربية في احتضان تشكيل هياكل مدنية وعسكرية واعتماد نهج الاقصاء والتمييز لقوى وشخصيات مدنية وقوى عسكرية لها وجودها في الساحة السورية انعكاسات سلبية لا تخدم توحيد قوى المعارضة .
ان تشكيل هيئة الائتلاف الوطني وهيئة الاركان العسكرية واستبعاد قوى سياسية وعسكرية فاعلة أدى الى مزيد من الخلافات في الساحة السورية .
أسأل الله أن يوفقكم في مسعاكم لانقاذ الشعب السوري وحمايته وتمكينه من تقرير مستقبله .
عبد الحليم خدام
نائب رئيس الجمهورية العربية السورية السابق