أيها الرفاق
في كل يوم تزداد معاناة الشعب ويتعمق شعوره بالقهر والظلم وفي الوقت نفسه يزداد نظام الأسرة الحاكمة استبداداً وفساداً .
كانت طموحات البعثيين منذ تأسيس الحزب بناء مجتمع متحرر من الخوف والفقر والقهر والاستغلال ، مجتمع النهوض والتقدم فبنى النظام وتحت مظلة شعارات الوحدة والاشتراكية مجتمع الفقر والخوف والتخلف .
أصدر النظام مجموعة من القوانين تحت شعار تطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي فأدى ذلك إلى فتح الطريق واسعاً أمام شريحة الفساد للتحكم بالاقتصاد الوطني والمؤسسات الاقتصادية مستخدمة أجهزة ومؤسسات الدولة وفي الوقت نفسه فقد ازداد فقر الشعب وانخفض مستوى معيشته وارتفعت الأسعار وبذلك يكون النظام قد حقق اقتصاد الظلم الاجتماعي
كانت طموحات الحزب تحقيق الوحدة العربية فأصبح خوفنا جميعاً على الوحدة الوطنية التي أمعن النظام بتفكيكها بسلوكه وممارساته كانت طموحات الحزب تحقيق الحرية فاعتبرها في مبادئه الأساسية قضية مقدسة فأصبحت اليوم وفي ظل هذا النظام سبباً لاغتيال أو اعتقال أو تشريد .
كانت طموحات الحزب بناء دولة ديمقراطية فاعتبر في مبادئه الأساسية أن شرعية الدولة تأتي من الاختيار الحر للشعب بعيداً عن كل تدخل أو ضغط فأصبحت الدعوة للديمقراطية جريمة كبرى .
كانت طموحات الحزب النضال من أجل تحرر الأقطار العربية التي كانت ترزح تحت حكم الاستعمار كما كانت من طموحات الحزب تحرير فلسطين فأصبح العدو فوق الأرض السورية قريباً من دمشق يمارس اعتداءاته وجواب النظام على تلك الاعتداءات أن الرد سيكون في الوقت المناسب ، وكلكم تعرفون أيها الرفاق أن إسرائيل قامت وتقوم بدور كبير لحماية النظام وضمان استمراره عبر الضغوط التي تمارسها لدى مجموعة من الدول .
أيها الرفاق
إن اخطر ما أنتجه هذا النظام الاحتقان الطائفي وهو الأكثر خطورة على مستقبل سورية وعلى أمنها واستقرارها مستخدماً هذا الاحتقان لإخافة شرائح المجتمع بعضها من بعض ليسهل عليه التحكم في مصير البلاد .
إن نمو الطائفية لم يكن لدى طائفة معينة وإنما لدى جميع الطوائف مما يجب أن يثير خوفنا وقلقنا وأن يدفعنا للنضال من أجل تحقيق التغيير الوطني والسلمي واستعادة الوحدة الوطنية التي تشكل جدار الحماية لشعبنا والقوة في النهوض والتقدم والاستقرار .
أيها الرفاق
كل ذلك يجري تحت شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية وتحت مقولة حزب البعث العربي الاشتراكي قائد للمجتمع والدولة .
هل انتم تقودون البلاد ؟
هل تلك القيادات القابعة في مكاتبها تنتظر توجيهاً من أحد ثلاثة يقودون النظام رئيس الدولة وشقيقه العقيد ماهر وأبن خاله رامي مخلوف ؟ .
أيها الرفاق
إن الصراع ليس في واقعه بين الشعب وقواه وبين حزب البعث فالحزب سجين النظام الذي يستخدم بضعة آلاف من الحزبيين الانتهازيين الذين سقطوا في بئر الفساد فارتضوا أن يكونوا أدواتاً وعوناً للنظام يساعدونه في القمع وفي تسهيل فساده .
عليكم مسؤولية كبيرة في العمل من اجل تحرير الحزب من سجن النظام وبالتالي تحرير أنفسكم من المسؤوليات أمام شعبكم لأن صمتكم على استبداد يمارس باسمكم وعلى فساد تنهب فيه أقوات الشعب وتحت شعارات الحزب يحملكم المسؤولية ، إن الصراع ليس بين الحزب وبين الشعب وإنما الصراع بين الحرية وبين الاستبداد ، بين حق الشعب في تقرير مصيره وبين إلغاء دوره والتحكم بمصيره .
إننا نعلم إن الغالبية الكبرى منكم متذمرون من النظام ومن ممارساته منقطعون عن الاجتماعات الحزبية ولكن هذا لا يكفي لتحرير الحزب من سجن النظام .
ندعوكم أيها الرفاق إلى إدراك خطورة الوضع ليس فقط على الحزب وإنما على مستقبل البلاد ومصيرها في حال استمرار هذا النظام فهو نظام متطرف خرج عن كل مألوف وأسقط كل القيم وأفقر الشعب وعطل الحريات وزرع الخوف فهو يمارس قمة الإرهاب والتطرف مما يشكل مناخاً لنمو تطرف وإرهاب فتضيع البلاد بين صراع المتطرفين وإرهابهم .
إن خياركم يجب أن يكون مع الشعب من أجل تحقيق التغيير وبناء دولة ديمقراطية مدنية تعتمد الحداثة وتوفر للمواطنين ضمانة حقوقهم الأساسية المتساوية بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو الجنس .
أيها الرفاق
نظموا أنفسكم وباشروا العمل في إبراز مواقفكم عبر منشورات في هذه المرحلة وتعانوا مع كافة قوى الشعب وكونوا السباقين في العمل من أجل تحقيق التغيير ورفع علم الحرية في سماء سورية
القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية