رسالة من القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي إلى البعثيين في القوات المسلحةتدعوهم لتحمل مسؤولياتهم الوطنية

تاريخ نشر المقال: 2009-01-03

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

أيها الرفاق

في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا في ظل نظام مستبد وفاسد دعونا نتساءل عن أسباب هذه المعاناة ، دعونا نتساءل عن أسباب الفقر والجوع وانخفاض مستوى المعيشة وانتشار البطالة في الوقت تزداد فيه الأسرة الحاكمة ثراء

دعونا نتساءل عن أسباب نمو الطائفية وانتشارها في كل الطوائف مما اضعف الوحدة الوطنية التي تشكل قوة البلاد وجدار حمايتها ؟

دعونا نتساءل هل حزب البعث العربي الاشتراكي هو الذي يقود الدولة والمجتمع أم انه أصبح ستاراً لاستبداد النظام وفساده مستخدماً بضعة آلاف من الحزبين في القمع وفي ممارسة الفساد ؟

دعونا نتساءل عن أوضاع القوات المسلحة ومعاناتها والتي حولها النظام من جيش لحماية الوطن إلى جيش لحماية الأسرة الحاكمة وأعوانها شريحة الفساد ؟

دعونا نتساءل من الذي افقد الجيش أهليته ومهنيته والانضباط فتحول بعض المقربين والأقرباء إلى أمراء في القوات المسلحة مما افقد الجيش عنصراً هاماً من طبيعة وهو الانضباط واحترام التسلسل العسكري

ألم تتساءلوا لماذا تتمتع مجموعة من الضباط الأقرباء والمقربين بكل المزايا بما في ذلك التسلط على القوات المسلحة بينما تعاني المؤسسة العسكرية من عدم توفير متطلباتها الأساسية سواء في مجال التأهيل والتدريب والتسليح والاهتمام باحتياجات العسكريين الأساسية لا سيما في مجال اللباس والطعام ؟

ألم تتساءلوا أيها الرفاق عن أسباب الجفوة بين الشعب وبين القوات المسلحة وعن أسباب الخوف منها  ؟

ألم تتساءلوا خطورة الخوف الذي يشعر به الشعب من القوات المسلحة ؟

أليس تحويل الجيش من جيش لحماية الوطن إلى جيش لحماية النظام ثم إلى جيش لحماية الأسرة الحاكمة و أعوانها أليس كل ذلك سبب خوف الشعب من القوات المسلحة ؟

أليس إن ما يسود قناعات الناس أن الجيش هو إحدى وسائل النظام في القمع وفي إحكام سيطرته على البلاد ؟

هل من مصلحة البلاد ومصلحة جيشها أن يقوم بين الشعب وبين الجيش حاجز من الخوف وعدم الثقة والشك ؟

لماذا عليكم أيها الرفاق البعثيون أن تتحملوا وزر سياسات وممارسات انتم ضحيتها كما هو الشعب الذي انتم جزء منه ؟

عندما يقاد الجيش من غير قيادته الرسمية ويتحكم به مجموعة صغيرة مؤلفة من شقيق رئيس النظام وبعض المقربين منه ، وعندما تصبح القيادة الرسمية غير قادرة على رفض متطلبات هذه المجموعة عليكم ان تتساءلوا عن الأضرار الكبرى التي أحدثها هذا النهج في بنية الجيش وفي أهليته وفي مصالح البلاد العليا

إن القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية تدعوكم أيها الرفاق أن تتمعنوا بأوضاع البلاد ومعاناة الشعب وبأوضاع القوات المسلحة وبأوضاعكم وبمسؤولياتكم الوطنية والحزبية وبالأخطار التي تهدد البلاد وان تتحملوا ما يوجبه الوطن عليكم من مسؤوليات وفي المقدمة استعادة الثقة بين الشعب وبين جيشه وإعادة الجيش إلى وضعه الطبيعي في أن يكون جيش الوطن حامياً للبلاد لا حامياً لسلطة انقطعت كل صلاتها مع الشعب

إن مسؤوليتكم الحزبية ان تقدموا المصالح الوطنية على أية مصالح أخرى مهما كان نوعها فعندما يضعف الوطن وتسقط البلاد لن يبقى لأحد مصلحة يتمسك بها أو يدافع عنها

تعلمون أيها الرفاق حجم الأضرار الكبرى التي ألحقها النظام بسلوكه وممارساته وكان من اخطر نتائجها انتشار الطائفية في كل الطوائف ونمو الاحتقان الطائفي مما يضع البلاد في أعلى درجات الخطورة غن مسؤوليتكم أيها الرفاق حماية الوحدة الوطنية واستعادة ثقة الشعب مما يساعد جماهيرنا على تحقيق الخلاص الوطني وبناء دولة ديمقراطية مدنية يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو الجنس او العرق ، دولة يكون الشعب فيها مصدر السلطة ويكون الجيش حامياً للوطن جاهزاً لتحرير الأراضي السورية المحتلة

طال الزمن أو قصر فإن هذا النظام مصيره السقوط وطبيعة الأوضاع في البلاد ومرحلة الخطورة السائدة تجعل التغيير حاجة وطنية ومسؤولية تحقيقه تقع على عاتق السوريين الذين يدركون خطورة الأوضاع القائمة في البلاد أين كانت مواقعهم السياسية أو الاجتماعية وأي كانت مكوناتهم الدينية أو المذهبية كما تقع على عاتق البعثيين الذين يدركون حجم الأخطار التي تهدد البلاد ولا سيما خطر الانقسام الوطني وما يمكن ان يحدثه من نتائج مدمرة

لقد حققت سورية استقلالها عبر وحدتها الوطنية وتعاضد كل مكونات الشعب السوري ومن المؤلم أن آباءنا وأجدادنا انتصروا على الطائفية في ظل الوجود الأجنبي وصانوا وحدة سورية أرضا وشعباً بينما نعيش الآن وبعد ما يزيد عن ستين عاماً عن جلاء الأجنبي

إن مسؤوليتكم أيها الرفاق البعثيون وقد نذرتم أنفسكم لتحقيق الوحدة العربية و أقستم اليمين على ذلك ان تعملوا من اجل صيانة الوحدة الوطنية وحمايتها وإزالة كل الأسباب التي أدت إلى نمو الطائفية والعرقية وبذلك تساهمون ف كتابة البلاد بل في صنع تاريخ المنطقة

أيها الرفاق البعثيون ضباطاً وصف ضباط وجنوداً إن سورية التي كانت دائماً معززة في الوحدة الوطنية وحاملة قضايا الأمة العربية تدعوكم اليوم لتحمل مسؤولياتكم الوطنية  والحزبية

تعلمون جيداً إن النظام القائم ليست له شرعيه حتى بالنسبة للدستور القائم في البلاد وما أوجبه من متطلبات وبالنسبة لما اقسم عليه المسؤولون من صيانة مصالح الشعب ففقد في ممارساته كل أسباب الشرعية الدستورية إن القيادة المؤقتة إذا توجه لكم هذا النداء فهي تنطلق من أن الحزب بمبادئه وقيمه ليست بينه وبين هذا النظام أية صلة فجعل مصالح الشريحة الحاكمة الذاتية عبر عزل الشعب وتزوير إرادته وممارسة القمع والاستيلاء على ما ورد الدولة وثرواتها بالفساد وهذا يتعارض مع مبادئ الحزب وقيمه

القيادة المؤقتة لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]