رسالة بتاريخ 4 ديسمبر 1983 من نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية للجمهورية العربية السورية موجهة إلى رئيس مجلس الأمن
دمشق، 4 ديسمبر 1983
سيدي،
يشرفني أن أنقل إليكم ما يلي:
كخطوة إضافية نحو التصعيد العسكري، قصفت القوات الجوية الأمريكية مواقعنا في شمال مطمراة في لبنان هذا الصباح، مما أسفر عن مقتل جندي واحد وإصابة 10 آخرين، بعضهم بإصابات خطيرة.
توضح هذه العمليات العدوانية بجلاء أهداف السياسة الأمريكية، وخطط ودور قواتها في لبنان وفي البحر الأبيض المتوسط، في تقويض استقلال وسلامة الأراضي للدول في المنطقة، وبذلك تتنصل من مسؤوليتها الخاصة بموجب ميثاق الأمم المتحدة، كعضو دائم في مجلس الأمن، من أجل السلام والأمن. وجاءت هذه الغارة الجوية بعد غارة إسرائيلية أمس ضد بعض المدن والقرى في لبنان، مما يكشف مرة أخرى عن طبيعة التعاون المشترك بين الولايات المتحدة وإسرائيل الذي تم الاتفاق عليه خلال زيارة إسحاق شامير الأخيرة إلى واشنطن، برفقة وزير دفاعه.
تشكل هذه الإجراءات العسكرية من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل تطورًا خطيرًا في الوضع في المنطقة، وتهديدًا للسلام والأمن الدوليين، وانتقالًا إلى مرحلة جديدة في سياسة الولايات المتحدة في المنطقة والعالم، بحيث يواجه كل من المنطقة والعالم وضعًا خطيرًا ومعقدًا، سيكون له آثار سلبية على جميع شعوب الأرض وأمنها.
عند إرسال هذه الرسالة إليكم، والتي أود أن يتم توزيعها على الدول الأعضاء، أطلب منكم اتخاذ التدابير المناسبة لوقف السياسات العدائية التي تنتهجها الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان والشرق الأوسط.
تفضلوا بقبول فائق الاحترام.
(التوقيع) عبد الحليم خدام
نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية
للجمهورية العربية السورية
فخامة السفير ماكس فان ديرستول رئيس مجلس الأمن