في تنازل كبير وافقت سوريا يوم الاربعاء على السماح لدول عربية اخرى بارسال قوات حفظ سلام الى لبنان لموازنة القوة السورية التي انخرطت لمدة خمس سنوات في اشتباكات متقطعة مع الميليشيات المسيحية التي تساعدها اسرائيل.
أعلن وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام هذا القرار في ختام اجتماع لجنة الجامعة العربية المكلفة بصياغة التسوية السلمية في لبنان الذي استمر يومين.
كما أيدت اللجنة طلب سوريا بأن تقوم ميليشيا الكتائب المسيحية اللبنانية بقطع علاقاتها مع إسرائيل، وهي علاقة وصفها خدام بأنها "خيانة".
وذكر راديو بيروت أن خدام صرح للصحفيين بأن سوريا ترحب بمشاركة وحدات من الدول الأخرى في قوة الردع العربية التي يبلغ قوامها 30 ألف جندي، وهي حاليا قوة سورية بالكامل مفوضة من قبل الجامعة العربية للحفاظ على السلام في لبنان. وأدت اشتباكاتها مع الكتائبيين إلى اتهامات بأن القوة أصبحت جزءا آخر من الحرب الأهلية التي أرسلتها إلى لبنان لتنتهي عام 1976.
ونقل عن خدام قوله ايضا ان اللجنة اتفقت على ضرورة قطع الكتائب علاقاتها مع اسرائيل التي تدخلت في القتال في نيسان/ابريل الماضي واسقطت مروحيتين سوريتين فوق وسط لبنان.
ومع ذلك، لم يكن من المؤكد بأي حال من الأحوال أن توصية اللجنة ستلقى ترحيباً من قبل الكتائبيين، الذين طالبوا سوريا بحزمة من الضمانات الأمنية مقابل وقف مساعداتها الإسرائيلية.
وسوريا بدورها رفضت هذه الشروط. وقبل لقاء الاربعاء قال خدام للصحافيين: "نرفض أي شروط لإنهاء الارتباط مع إسرائيل. الخيانة لا تتوقف على شروط".