فادت مصادر في دمشق ان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام بدأ اليوم السبت زيارة تستغرق 24 ساعة الى طهران لبحث عملية السلام في الشرق الاوسط وجماعات المعارضة الفلسطينية والتطورات في العراق. وقالت المصادر ان خدام التقى الرئيس الايراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني وسلمه رسالة من الرئيس السوري حافظ الاسد. وركز اجتماعه مع رفسنجاني على محادثات السلام في الشرق الأوسط، وخاصة بين سوريا وإسرائيل. ولا تزال الدولتان في طريق مسدود بشأن مرتفعات الجولان، وهي الهضبة الاستراتيجية التي احتلتها إسرائيل من سوريا في عام 1967. وقد طالبت سوريا بانسحاب إسرائيلي من الجولان، في حين رفضت إسرائيل المشاركة في الانسحاب حتى توضح دمشق رؤيتها للمستقبل. الحياة الطبيعية. التقارير. وقالت المصادر إن المفاوضات السورية الإيرانية تناولت أيضا قضية الجماعات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقرا لها، بما في ذلك حركتا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، اللتين تعارضان اتفاق السلام الإسرائيلي الفلسطيني.
شتكت إسرائيل والولايات المتحدة مؤخراً من أن سوريا تؤوي الزعيم الروحي لحماس، زاعمين أنه أعطى الأمر بتفجير حافلة في إسرائيل في 21 أغسطس/آب، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 107 آخرين. وصدر بيان لحركة حماس أعلنت فيه مسؤوليتها عن الهجوم في دمشق. وقالت حركتا حماس والجهاد الإسلامي، اللتان أعلنتا مسؤوليتهما عن عدة هجمات انتحارية في إسرائيل والأراضي المحتلة، إنهما تعملان من داخل الأراضي المحتلة. ونفت سوريا أي صلة لها بالتفجيرات. وقالت المصادر ان خدام ورفسنجاني بحثا ايضا التطورات في العراق حيث اهتزت الحكومة بسبب انشقاق اثنين من كبار مساعديه فضلا عن التأثير المتبقي للعقوبات الاقتصادية التي فرضتها الامم المتحدة بعد غزو العراق للكويت عام 1990.
وتصاعدت حدة التوتر في العراق بعد انشقاق اثنين من المتعاونين العسكريين الرئيسيين للرئيس العراقي صدام حسين وزوجتيهما، وكلاهما ابنتا الرئيس، إلى الأردن في 8 أغسطس/آب. وقالت المصادر إن المحادثات بين خدام ورفسنجاني كانت ذات أهمية خاصة لأنها سبقت اجتماعا سيعقد الخميس بين مسؤولين سوريين وإيرانيين وأتراك من المقرر أن يعقد في مدينة أصفهان الإيرانية. وكان من المقرر أن يركز هذا الاجتماع على التطورات في العراق. وهذه الدول الثلاث تقع على حدود العراق وتعقد مفاوضات مرتين سنويا لمراقبة تطورات الوضع في ذلك البلد. وأحد اهتماماتهم الرئيسية يتعلق بوحدة العراق في مواجهة المبادرات الانفصالية من قطاعات معينة من الأقلية الكردية في الشمال والمجتمع الشيعي المسلم في الجنوب.