أشار نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام إلى ان “الأوضاع في سوريا بعد تولي الرئيس السوري بشار الأسد الحكم لم تعد تطاق أبداً”، لافتاً إلى انه “لم يكن مطمئنا لتداعيات هذه الاستقالة، إلا أن هذه الهواجس سرعان ما تبددت بلقاء الأسد الذي طلب منه التوسط مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك”، معرباً عن “ندمه الشديد على مسيرته السياسية مع الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد”، مؤكدا أنه “اتفق مع حافظ الأسد طوال السنين الماضية لأنه كان يتطلع إلى بناء سوريا الديمقراطية تحترم الحريات والعدالة، فتحول الأمر وصار هناك محسوبية وفساد”
وفي تصريحات خاصة لصحيفة “عكاظ” السعودية، رأى ان “الرئيس السوري بشار الأسد هو قاتل رئيس الحكومة اللبناني الراحل رفيق الحريري، ولا يمكن أن تقوم جهة أمنية بعمل مماثل من دون اللجوء لرأي الأسد، كما انه ليس هناك من له مصلحة بقتل الحريري غير الأسد”، مضيفاً: “قبل مقتل الحريري بأسبوع كان هناك اجتماع بقيادات الحزب لبحث موضوع تنظيمي داخلي ليس له علاقة بالسياسة الخارجية، فجأة قال بشار الأسد “إن الحريري متآمر علينا، هو وشيراك والأميركيين.. والحريري عدونا اللدود”، فذهل أعضاء القيادة من هذا الكلام وسألته حينذاك: “لماذا هذا الكلام الآن وما الفائدة منه؟”، لم يجب وإلتزم الصمت”
كما أشار إلى انه “حاول تنبيه الحريري لأنه يعرف كيف يفكر الأسد، ففي اليوم التالي بعث رسالة له قائلاً “ضب أغراضك واترك لبنان”، بعدها بيومين تعرض النائب مروان حمادة لمحاولة اغتيال، فقام بزيارته في المستشفى وذهب بعدها إلى منزل رفيق الحريري وتناول الغداء معه في بيته”، قائلاً: “قلت له حينها “يجب أن تغادر لبنان في الغد باكرا لأنهم سيقتلونك”، فرد علي وقال: “لكن ماهر الأسد اتصل بي وقال أنت صديقنا والمقرب منا”، فأجبته: “هم فعلوا هكذا حتى يعطوك الأمان ويطمئنوك”، لم يسمع كلامي وصدق كلامهم، وفي ثالث يوم تم إغتياله”
ورأى خدام ان “حافظ الأسد كان عنده عقل يفكر ويحسب ولا ينزلق، ولا يقدم على شيء إلا إذا تأكد أنه سينتصر فيه، ولا يتخذ القرارات العشوائية، أما ابنه بشار فهو سريع الانزلاق ولا يفكر في العواقب، وبينه وبين والده فرق كبير”