اكد عبد الحليم خدام، النائب السابق للرئيس السورى، أن الحكومة الانتقالية التى شكلها الائتلاف الوطنى السورى المعارض، منذ أيام، برئاسة غسان هيتو، هى «خطوة لن تنجح».
وعلل خدام، لدى استضافته فى برنامج «الشارع العربى» مع زينة يازجى على شاشة تليفزيون دبى والذى يعاد بثه الخامسة مساء اليوم، سبب فشل الحكومة الانتقالية، بكون قوى المعارضة، لم تأخذ بعين الاعتبار، على حد تعبيره، أن الداخل السورى، ممثلا فى «الذين يقاتلون»، هو الذى يجب أن يقرر صيغة الحكم وصيغة الحكومة، وليس من خرجوا من سوريا منذ عقود، متسائلا ومستغربا: «من أعطاهم الوصاية التى تخولهم مهمة القيام بتشكيل حكومة؟!».
واشترط النائب السابق للرئيس السورى، شرعية أى عمل من قبيل تشكيل حكومة، بأن تكون منبثقة عن مصدرين، الأول هو انتخابات من المعلوم أنها ليست ممكنة فى هذه الظروف، أما الثانى فهو مؤتمر وطنى شامل، يجسد الوحدة الوطنية، من خلال جمع كل أطراف المعارضة، على أن تحظى معارضة الداخل بنسبة تمثيل مقدراها 85 بالمائة، باعتبار «أن الداخل هو من يتحمل عبء الدماء والدمار».
وعبر خدام عن ثقته بأن التدخل العسكرى أمر سيحدث، فى سوريا ما دام استمر الوضع على ما هو عليه سيتحول السوريون، من القتال كثوار لأجل حريتهم، إلى ساحة التطرف، بما «سيدفع كل قوى التطرف فى العالمين العربى والإسلامى لتأتى إلى سوريا بغرض الجهاد». مشددا على أن الخطوة الوحيدة التى من شأنها إيقاف نزيف الدم، وإنقاذ الشعب السورى، وتمكينه من تقرير مصيره، هى القيام بتدخل عسكرى عربى ودولى خارج نطاق مجلس الأمن، كما أكد أن سقوطا سريعا للنظام لا يمكن أن يمر إلا عبر ذلك التدخل، غير أنه لم يستبعد إمكانية إسقاط نظام الأسد على يد المجهود الثورى الجارى، وإن كان ذلك سيتطلب، حسبه، سنوات طويلة من الحرب، فى ضوء «ما يتوفر لديه من قوة عسكرية كبيرة». وعن إمكانية تقسيم سوريا ومنطقة الشرق الأوسط على خلفية الأزمة السورية، قال خدام إن الغرب، ولاعتبارات بترولية ليس من مصلحته تقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات طائفية، لأن أى تقسيم، كما قال، سيخل بالأمن فى منطقة تعتبر خزانا نفطيا بالنسبة للعالم الغربى كله، كما أن تقسيم سوريا أمر مرفوض بالنسبة للغالبية الساحقة من السوريين.
وأشار إلى أن من يسعى إلى تقسيم البلاد هو نظام الأسد، فيما نفى إمكانية نجاح النظام إياه فى المساعى التى قال إنه يبذلها من أجل جر البلاد نحو صراع طائفى أوحرب أهلية، واصفا إياه بأنه مجرد آلة عسكرية لا حاضنة شعبية لها.