قال عبد الحليم خدام، النائب الأسبق للرئيس السورى من باريس، إن النظام السورى لم يعد قادرا على الاستمرار الآن، وهو مستمر بفعل القمع والقتل، فالنظام السورى سوف يسقط خلال أشهر قليلة، مدللا على ذلك بأن الجيش السورى بدأ يتفكك ويشعر بالتعب، والضباط الموالين له يتساءلون إلى أين يأخذنا بشار الأسد وأخوه ماهر وأسرته؟
ولفت خدام، خلال حواره من باريس مع الإعلاميين شريف عامر ولبنى عسل ببرنامج “الحياة اليوم” ويذاع على قناة “الحياة 1″، إلى أن نظام الأسد يحاول الظهور بمظهر القوة، ولكنه خائف ومصيره مصير الطغاة فى كل دول العالم، وبالنسبة للشعب السورى، فهو قادر على الاستمرار والتحدى بقوة الصمود والتضحية من جانب القوة الثورية السورية.
وأضاف خدام، أن الوضع فى سوريا يزداد من السيئ إلى الأسوأ بسقوط عشرات الشهداء، والنظام السورى ما زال مستمرا فى القتل، وبالتالى الوضع فى سوريا الآن يتجه إلى مرحلة الخطر؛ والشعب السورى يتعرض للإبادة الكاملة تحت مرآى ومسمع من أشقائنا من دول العرب والمجتمع الدولي، وليس هناك قرية فى سوريا أو منشأة إلا وتتعرض للقتل والقصف والاعتقال والتشويه ولا يتحرك أحد لإنقاذها.
وأشار خدام، إلى أن طلب إرسال قوات عربية إلى سوريا يذكرنا بالوضع فى لبنان أيام الحرب الأهلية، والمقصود منه استمرار سيل الدماء؛ ويعطى نتائج سلبية، منها إعطاء النظام مزيدا من الفرص والتدبير والمكيدة لقتل الأبرياء والمدنيين السوريين، موضحا أن الأزمة السورية لن تحل إلا بتدخل دولى.
وشدد خدام، على أن الوضع المأساوى فى سوريا يحتاج إلى الضغط على الدول الكبرى، حتى تتخذ قرارا دوليا، والاقتراح بتدخل عربى مرفوض شكلا وموضوعا، وبالتالى فالدول الكبرى عندما ترى الجامعة العربية مترددة وغير قادرة على اتخاذ قرار لن تتدخل لحل الأزمة.
ولفت خدام، إلى أن بشار الأسد قال لأحد أصدقائه من الوزراء اللبنانيين، إنه سيشعل فتنة طائفية وحربا أهلية، ولن يتردد فى استعمال القوة إذا استمر الضغط عليه، موضحا أنه يجب على الدكتور نبيل العربى والمسئولين العرب ألا تكون مسئوليتهم لا تتوقف على حد الاجتماعات والتصريحات، والمسئولية تتطلب التوجه إلى المجتمع الدولى على غرار الوضع الليبى.
وتساءل خدام، هل من الضرورى أن يصبح الشعب السورى حقل تجارب للجامعة العربية؟ فيجب على الجامعة العربية ممارسة الضغوط على الدول الكبرى لتشكيل ائتلاف دولى يتحرك عسكريا لحل الأزمة السورية، لأن الشعب السورى يواجه ثانى أكبر جيش فى المنطقة، حيث يواجه التحالف الإيرانى الروسى وقوة أخرى تساعد القوة الطاغية فى سوريا، واستمرار تحالفه مع إيران يملكه قوة تدبير هائلة فى تدمير الشعب السورى.
ونوه خدام، إلى أن الطائفة العلوية ليست جميعها مؤيدة لبشار الأسد، بالإضافة إلى أنها قوة ضعيفة لا تمثل 2% من سكان سوريا، ولا تستطيع أن تواجه الأكثرية إذا تورطت فى هذه الهزلية؛ وهم يعارضون بشدة أى محاولة لفتنة طائفية، لأنهم يدركون خطورة ذلك، وليس لصالح الشعب السورى، وإنما العلويين أنفسهم، مضيفا أن المشكلة ليست فى بشار الأسد وحده إنما المشكلة فى نظام يحكم سوريا والشعب السورى بالحديد والنار منذ عشرات السنين.
ولفت خدام، إلى أنه لا المعارضة السورية ولا المجلس الوطنى السورى فى الخارج يمتلك قرارا بحل الأزمة، وإنما يملكه الشعب السورى وحده، لأن الثورة السورية شعبية ولم تطلقها المعارضة ولا الأحزاب، معلنا أنه لا يفكر فى أى منصب سياسى، وأنه ترك العمل السياسى منذ 2005، وأنه على تواصل دائم مع الداخل السورى، معلنا عودته إلى سوريا عند بداية سقوط النظام.