رويترز – دمشق عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري الذي قدم استقالته مفسحا المجال أمام دماء جديدة من الساسة الشبان كان يعتبر في الثمانينات خليفة محتملا للرئيس الراحل حافظ الاسد. لكن خدام وهو من أقدم القادة السياسيين في سوريا استمر في مساندة بشار الاسد الذي تولى السلطة في عام 2000 بعد وفاة والده وساعده على تعزيز قبضته على السلطة
وقال أعضاء في حزب البعث السوري: ان خدام وهو محام قدم أول أمس استقالته مفسحا المجال أمام جيل جديد من الساسة. ويأتي ذلك في الوقت الذي يدرس فيه حزب البعث اجراء اصلاحات
وفي الايام التي أعقبت وفاة حافظ الاسد أشرف خدام على خطوات نقل سلس للسلطة لبشار. ويقول دبلوماسيون: ان مساندة خدام كانت مهمة في تعزيز قبضة بشار على السلطة, وتولى خدام منصب وزير الخارجية لمدة 14 عاما قبل أن يصبح نائبا للرئيس في عام 1984 وقام بدور في صياغة السياسة السورية في لبنان حيث أبقت سوريا على وجود عسكري دام 29 عاما
وأجبرت سوريا هذا العام على الإذعان لمطلب الامم المتحدة بسحب قواتها من لبنان بعد مقتل رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري الذي كان صديقا مقربا لخدام
وتلقي شخصيات لبنانية معارضة اللوم على سوريا وحلفائها في اغتيال الحريري
وهرع خدام الى لبنان لتقديم واجب العزاء لأسرة الحريري فيما وصفه بعض المحللين السياسيين بأنه محاولة لتبرئة ساحة سوريا
وتحدث بتأثر عن صداقته للحريري في حديث نادر من نوعه أدلى به للتلفزيون اللبناني, وقال انه دعي للغداء في منزل الحريري قبل بضعة أيام من اغتياله
وفي أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق الذي عارضته دمشق بشدة اجتمع خدام مع جماعات قبلية وثقافية عراقية في محاولة لتقوية الروابط مع الجار الشرقي لسوريا فور مغادرة القوات التي تقودها الولايات المتحدة
لكن مساعيه قوضها بدرجة كبيرة اتهام واشنطن لسوريا بالسماح لمقاتلين مناهضين للولايات المتحدة بعبور الحدود إلى العراق لمقاتلة القوات الأمريكية هناك
وبدأ خدام حياته السياسية كمحافظ للقنيطرة ثم حماة ثم دمشق بعد وصول حزب البعث العربي الاشتراكي الى السلطة عام 1963
وكان هذا يعد صعودا سريعا لرجل انضم للحزب في سن 17 عاما وفي غضون بضع سنوات انتخب امينا لمكتب الحزب في دمشق ثم عضوا في القيادة القطرية. وخدام مسلم سني من أسرة من الطبقة المتوسطة من بلدة بانياس وتولى أول منصب وزاري كوزير للاقتصاد والتجارة في حكومة شكلها رئيس الدولة نور الدين الاتاسي عام 1969
وفي عام 1970 اندلع صراع على السلطة داخل حزب البعث وكان على خدام اتخاذ قرار بشأن ما اذا كان سينحاز لحافظ الاسد وزير الدفاع في ذلك الوقت
وخدمه بعد نظره السياسي كثيرا فاقترب من الاسد الذي تولى السلطة في انقلاب سلمي خاطف واعتقل معارضيه الاساسيين ومنهم الاتاسي. وبعد خمسة أيام عين خدام وزيرا للخارجية في حكومة الاسد الجديدة التي شكلت قبل انتخابه رئيسا في العام التالي
وكانت مهمة خدام الرئيسية هي اخراج سوريا من عزلتها السياسية التي نتجت عن سياساتها الراديكالية التي وضعت الحكام العرب المحافظين على المحك. وتمكن من تطبيع العلاقات مع أغلب الدول العربية
واعترفت سوريا بقرار الامم المتحدة رقم 242 الذي يمثل قبولا ضمنيا لحق اسرائيل في الوجود. وكانت الحكومة السابقة قد رفضت القرار الذي اتخذ بعد حرب عام 1967 بين العرب واسرائيل لكن حكومة الاسد جمدته بعد ضم اسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1981
وظهرت مهارات خدام الدبلوماسية كذلك في مفاوضات بعد حرب عام 1973 أدت الى اتفاق فض اشتباك مع اسرائيل. وولد خدام عام 1933 وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في بلدته بانياس ثم درس القانون بجامعة دمشق. وهو قاريء نهم في السياسة