نقلت وكالة أنباء تاس الرسمية عن الزعيم السوفيتي ميخائيل جورباتشوف قوله أثناء اجتماعه مع نائب الرئيس السوري إن الاتحاد السوفيتي يدعم بقوة الجهود السورية لكسب وطن للفلسطينيين.
وأشاد تقرير "تاس" عن لقاء الأربعاء بين غورباتشوف ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام بكفاح سوريا من أجل الفلسطينيين ووصف السياسة الخارجية الأمريكية بـ"المغامرة" و"الإمبريالية".
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن جورباتشوف قوله لخدام إن "السياسة الإمبراطورية المغامرة محفوفة بعواقب خطيرة للغاية على المجتمع الدولي من الدول والشعوب وتستحق الرد الأكثر حسما".
وقالت تاس إن خدام، الذي لقي ترحيبا أكبر في موسكو من نظيره الليبي، تعهد بأن بلاده لن ترهبها التهديدات العسكرية الأمريكية وستواصل كفاحها من أجل وطن فلسطيني.
وعلى عكس تحذيره يوم الثلاثاء للرجل الثاني في القيادة الليبية، عبد السلام جلود، من أن تمتنع طرابلس عن الأعمال الإرهابية التي يمكن أن تؤدي إلى هجوم أمريكي، فقد أعرب جورباتشوف عن دعمه الكامل لسوريا.
جاءت "زيارات العمل" لجلود وخدام، بدعوة من الحكومة السوفيتية، بعد ستة أسابيع من قيام الطائرات الحربية الأمريكية بضرب ليبيا في 15 أبريل انتقامًا لدورها المزعوم في تفجير ملهى ليلي في برلين الغربية يرتاده الجنود الأمريكيون.
والتقى جلود الأربعاء بوزير الدفاع السوفييتي سيرغي سوكولوف ورئيس الوزراء نيكولاي ريجكوف. قالت الرواية السوفيتية عن اجتماع جالود-ريزكوف إن الاثنين "تبادلا الآراء" حول خطوات تعزيز الدفاعات الليبية ضد الضغوط الأمريكية.
وتكهن دبلوماسيون غربيون بأن موسكو قد تستخدم سوريا - التي لديها خبرة في الأسلحة السوفيتية - في تدريب القوات الليبية. لكنهم لم يتوقعوا زيادة في الالتزام العسكري السوفييتي تجاه ليبيا.
وتناول لقاء الكرملين بين خدام وغورباتشوف القدرات العسكرية السورية وحضره كل من رئيس الأركان السوفييتي سيرغي أخرومييف ورئيس الأركان العامة السورية حكمت الشهابي.
وقال تقرير تاس إن المناقشة جرت "في ضوء التهديدات المتصاعدة من الإمبريالية الأمريكية وإسرائيل ضد سوريا".
وقال تاس إن المناقشة شملت الحاجة إلى وحدة منظمة التحرير الفلسطينية، التي ساعدت سوريا في تقسيمها، و"الآثار السلبية" للحرب الإيرانية العراقية، التي تدعم فيها سوريا والاتحاد السوفيتي أطرافا مختلفة.
الرئيس السوفيتي أندريه جروميكو، في حفل عشاء على شرف خدام، وصف السياسة الأمريكية بأنها "إرهاب غير قانوني دوليًا وترعاه الدولة".
وقالت تاس إن غورباتشوف بعث بمذكرة عبر خدام إلى الرئيس السوري حافظ الأسد، يتمنى فيها "للشعب السوري النجاح في نضاله النشط والشجاع من أجل القضية العادلة لبلاده والعالم العربي".
وقالت تاس إن الاتحاد السوفيتي هو أكبر مورد للأسلحة لسوريا، وإن محادثات الكرملين ركزت على "تعزيز القدرات الدفاعية لسوريا" في مواجهة التهديدات الأمريكية.