تكتسي الزيارة التي يقوم بها دولة السيد عبدالحليم خدام نائب الرئيس السوري للدوحة صباح اليوم علي قدر كبير من الأهمية سواء علي صعيد العلاقات الثنائية بين قطر وسوريا أو علي صعيد الملفات السياسية التي ستطرح علي أجندة مباحثات الضيف الكبير بالدوحة
ومن المقرر ان يصل خدام الي مطار الدوحة الدولي في نحو الساعة العاشرة من صباح اليوم ووفق معلومات الراية فانه سيتوجه مباشرة الي الديوان الأميري. ليلتقي مع حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي والذي من المنتظر ان ينقل رسالة موجهة الي سموه من فخامة الرئيس السوري بشار الأسد ثم يعقد جلسة المباحثات الرسمية مع سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولي العهد
وفي تصريحات ل الراية لفت سعادة السيد هاجم ابراهيم السفير السوري النشط بالدوحة ان الهدف المحوري من زيارة دولة السيد عبدالحليم خدام يتمثل في تمتين وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدوحة ودمشق والتي أسست لها بقوة الزيارات المتبادلة بين سمو الأمير المفدي وفخامة الرئيس بشار الأسد والتي اضحت واحدة من أهم ملامح التطور في هذه العلاقات
موضحا ان مباحثات نائب الرئيس السوري في هذا السياق مع كبار المسؤولين القطريين ستولي اهمية لتفعيل تنفيذ الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تبلغ اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات التعاون الاقتصادي وحماية وتشجيع الاستثمار وتجنب الازدواج الضريبي والتعاون الصحي والثقافي والتعليمي وكذلك في مجال تنظيم العمالة بين البلدين بالاضافة الي مذكرة تفاهم للتنسيق السياسي بين وزارتي الخارجية القطرية والسورية
ولا شك ان زيارة خدام للدوحة تأتي في اطار تحرك دمشق الراهن باتجاه تفعيل عملية السلام علي المسار السوري وهنا سألت الراية سعادة السفير هاجم ابراهيم عن الحيز الذي سيستغرقه هذا الملف في مباحثات نائب الرئيس بالدوحة فأكد ان هذا الملف سيحظي بالاهمية بالطبع خاصة في ظل ماتحظي به المواقف السورية من دعم ومساندة قطرية وهو ماعبر عنه سمو الأمير غير مرة في خطاباته الرسمية وتصريحاته في الآونة الأخيرة فهو باستمرار يؤكد علي الحقوق العربية المشروعة في فلسطين والجولان ومزارع شبعا اللبنانية موضحا ان دولة نائب الرئيس سيطرح علي القيادة القطرية تصور دمشق لامكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وفق المحددات الوطنية والقومية لافتا الي ان سوريا تبنت السلام كخيار استراتيجي منذ نحو 12 عاما.. وهي بذلك راغبة في تحقيقه بيد ان الطرف المناهض لذلك يتمثل في الحكومة الإسرائيلية التي ماتفتأ تضع العراقيل والمعوقات
ووفق معلومات ل الراية فان الموقف السوري عكس ماتحاول أطراف معينة الترويج له مايتجسد في امكانية استئناف المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي من النقطة التي توقفت عندها قبل سنوات وذلك وفق الثوابت المتمثلة في السلام العادل والشامل في المنطقة والقائم علي تطبيق قرارات الشرعية الدولية لاسيما القرارين ،42 و338 وانسحاب إسرائيل من كامل الاراضي العربية المحتلة بما في ذلك استئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في يناير من العام 2000م
وتندرج مناقشة التطورات الخاصة بالمسار السوري خلال مباحثات خدام بالدوحة في سياق القضية المركزية العربية وهي قضية فلسطين حسب تعبير السفير هاجم وخاصة في ظل تداعيات رحيل عرفات والانتخابات التي ستجري في التاسع من يناير القادم لاختيار قيادة فلسطينية جديدة
ولن يغيب الملف العراقي عن أجندة مباحثات خدام في الدوحة بحكم أن سوريا دولة جوار مهمة للعراق.. وفي هذا السياق فان الجانبين سيجريان تقويما لنتائج مؤتمر شرم الشيخ الأخير ولقاء وزراء داخلية دول الجوار الذي عقد مؤخرا بطهران. ونظرا لأهمية الزيارة فإن السيد خدام سيلقي محاضرة عن الوضع العربي الراهن في جامعة قطر في العاشرة من صباح غد الاثنين بقاعة ابن خلدون