أكد النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي يعيش في منفاه الباريسي لمجلة “لو نوفيل اوبسرفاتور” أن أشخاصاً مقربين من
الرئيس السوري بشار الأسد سرقوا أكثر من 20 مليار دولار في لبنان وسوريا.
وقال للمجلة الفرنسية إنه “في الأوساط الرئاسية، تتجاوز الأموالة المسروقة في لبنان وسوريا 20 مليار دولار”. وأضاف أن الرئيس اللبناني اميل لحود كان “قال لبشار إن رئيساً آخر (غيره) سيفتح بالضرورة ملفات بنك المدينة أو ملف تحويل أموال صدام حسين الى لبنان“.
وأشار خدام الذي يواصل حملته الإعلامية على النظام السوري منذ كانون الأول الماضي، الى “تورط لحود والأجهزة الأمنية” اللبنانية والسورية “في الفساد في لبنان”.
وحول موضوع اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أكد أنه نصح الحريري مراراً بمغادرة لبنان. وقال “قبل عشرة أيام من اغتياله، التقيت الحريري في بيروت وقلت له: قدم استقالتك وغادر الى الخارج، فأجابني: لدي انتخابات، لا أستطيع”. وأضاف خدام “كانت الانتخابات تقترب والحريري القريب من المعارضة يكرر أن “لبنان لا يمكن أن يحكم ضد سوريا لكنه لا يُحكم منها”، تلك الجملة هي التي قتلته”.
وفي ما يأتي نص المقابلة:
ما الذي جعلك تقول إن دمشق متورطة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري؟
ـ صيف 2004، وقبل شهرين من تمديد ولاية الرئيس اللبناني (اميل) لحود، كان لي حوار مع الرئيس بشار (الأسد) عند الساعة التاسعة صباحاً. بدا لي متوتراً قائلاً: اتصلت بالحريري عند الساعة السابعة والنصف من هذا الصباح. إنه يتآمر ضدنا. لقد قلت له إننا لم نعمل على ايصاله الى رئاسة الوزراء كي يعمل على تعيين رئيس لبناني معادٍ لنا!. ناهيك بعلاقاته مع فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية! نفى الحريري، لكن بشار قال له: انتبه! أنا أقرر من سيكون رئيس لبنان، من يعارض قراري، سأسحقه!.
قلت للرئيس بشار: الحريري حليف، تعلم كم خدم سوريا. لكن ليس بخدمتك! عندها قال لي بشار أن أدعو الحريري الى دمشق، لإصلاح الأمر. في الحقيقة عندما خرج الحريري من اللقاء مع بشار، كان متوتراً جداً ونزف من أنفه. فأوصلته شخصياً الى مكتبي لمعالجته.
مثال آخر: في تشرين الأول 2004، كنت في اجتماع لرئاسة الحزب لمناقشة القرار 1559، قال الرئيس الأسد: هذا القرار هو من عمل (الرئيس الفرنسي جاك) شيراك والحريري والأميركيين. السيد الحريري يحشد حوله طائفته السنية ويتآمر ضد سوريا. إنها مسألة خطيرة.
هذا هو المناخ. لقد قلت للحريري مرات عدة أن يغادر لبنان. وقبل عشرة أيام من اغتياله، التقيت به في بيروت وقلت له: استقل وغادر الى الخارج، أجابني: لدينا انتخابات، لا أستطيع.
ما هو السبب الأساسي لاغتيال الحريري؟
ـ عندما أراد الرئيس بشار التمديد عامين للحود، عارض الحريري كما جميع اللبنانيين والشعب السوري والعرب… العالم بأجمعه كان ضد هذا القرار! لكن لحود والأجهزة الأمنية اللبنانية تورطوا مع الأجهزة الأمنية السورية في الفساد في لبنان. وفي قلب هذا الفساد، يوجد الرئيس بشار وشقيقه ماهر وصهره آصف شوكت. قال لحود لبشار إن رئيساً آخر (غيره) سيفتح بالضرورة ملفات بنك المدينة أو ملف تحويل أموال صدام حسين الى لبنان. الانتخابات تقترب والحريري، القريب من المعارضة، يكرر: لبنان لا يمكن أن يُحكم ضد سوريا… ولا من سوريا. هذه الجملة الأخيرة هي التي قتلته.
كانت القضية إذن لتغطية الفساد؟
ـ المبالغ التي سرقت في لبنان وسوريا من جانب أوساط الرئاسة، تتخطى الـ20 مليار دولار.
انتحار الرئيس السابق للأجهزة الأمنية السورية في لبنان غازي كنعان، يلفه الغموض…
ـ اعتقد أنهم دفعوه للانتحار. إنهم من دون شك، هددوه بالمحاكمة والسجن وتهشيمه. كان من المفترض أن يمثل أمام لجنة التحقيق (الدولية) خارج سوريا، لقد خافوا دون شك أن يتكلم، ولا يعود إلى سوريا أبداً.
ما هو وضع الحكم في سوريا حالياً؟
ـ سيسقط، فشل بشار في كل المجالات. الأزمة الاقتصادية تتفاقم، الفقر والبطالة يتزيدان، الحريات العامة تتراجع، الشرطة ناشطة، وتكفي جملة واحدة كي تصبح في السجن.
من يقود سوريا، بشار؟ أم بشار تحت إشراف الحرس القديم؟
ـ لم يبقَ من الذين عاصروا والده إلا أنا، لكنه لا يسمع شيئاً! سريع الغضب، حاد، ويتصرف قبل أن يفكر، هو وحده يقرر.
ما هو وضع المعارضة؟
ـ الرأي العام ينشط ضد النظام، لكن المعارضة تحت الضغط لم تتمكن من التعبير علناً. حتى داخل حزب البعث، ستتخذ مجموعة بعد رحيلي، طريق المعارضة. ما يهمني، هو انقاذ سوريا عبر هدفين: تخليصها من النظام الحالي وإقامة نظام ديموقراطي. ويجب أن تبقى العملية سرية. لا أرغب بتسهيل عمل أجهزة الأمن السورية.
هل ستشكل حكومة في المنفى؟
ـ ولماذا لا؟ هذا ما سيتم مناقشته مع بعض الشخصيات السورية.
ما هو المكان الذي ستخصصه لـ”الاخوان المسلمين”؟
ـ يشكل “الاخوان المسلمون” الموجودون تاريخياً، حزباً إسلامياً سورياً. ولهم الحق كما “البعث” بالمشاركة في الحياة السياسية…
هل تدعون الى تظاهرات في الشارع؟ الى ثورة بيضاء؟
ـ بشار سيسقط. سيعمل الشعب على إسقاطه! أنا ضد الانقلابات العسكرية. ومع نزول الشعب السوري الى الشوارع، أنا على يقين أن العسكر لن يتحرك. وضع بشار هش.