محاولة الاغتيال التي تعرض لها السيد عبد الحليم خدام كانت خلال ال 48 ساعة الماضية الحدث الأهم على الصعيد السياسي وعليها وعلى ردود الفعل المتوقعة تركز الاهتمام اللبناني والعربي
وقد أثار الحادث موجة استنكار لبنانية وفلسطينية وعربية واسعة لكنه ترك تحسسا أكثر واقعية بمخططات إرهابية مازالت قيد التحضير والتنفيذ, ولابد من قمعها وتعريتها أمام الرأي العام العربي والعالمي قبل أن يصبح تحرير للسلام في لبنان ممكنا
والمصادر المقربة من دمشق أكدت أول أمس أن التحقيقات الأولية التي جرت حول المحاولة وضعت اليد على الخطوط الأساسية بالنسبة للفاعلين والمحرضين
هذا في الوقت التي نقلت فيه إذاعة بغداد خبرا مفاده أن منظمة حزيران الأسود التي كانت وراء عملية سمير أميس وعملية فندق انتركونتيننتال في عمان أعلنت مسؤوليتها عن هذه العملية وقالت الإذاعة أن المنظمة أصدرت بيانها في مدريد
دراجة ومسدس
كيف حدثت المحاولة وماهي ردود الفعل الأولى ؟
المعلومات التي تجمعت من الذين زاروا دمشق الأمس وأجروا اتصالات مباشرة مع المسؤولين السوريين
تفيد أن الوزير خدام كان يقود سيارته المرسيدس السوداء في الثانية والربع من بعد ظهر أمس الأول الأربعاء (أي عطلة عيد الأضحى ) عندما تعرض للرصاص , كان على مسافة حوالي عشرة كيلومترات من دمشق والى جانبه زوجته أم جمال على طريق دمر في الضاحية الجنوبية للعاصمة السورية.
الجناة كانوا يتربصون به في الطريق ويترقبون أن تخلوا ليقدموا على الجريمة وقد واكبه اثنان على دراجة نارية وتحينا الفرصة لاطلاق النار اقتربت الدراجة حتى مسافة ثلاثة أو أربعة أمتار وشهر أحد راكبيها مسدسه وهو من عيار 9 ملم وأطلق الرصاص باتجاه رأس الوزير خدام من الوراء , فانحرفت الرصاصة الأولى عن الرأس وأصابت سنادة الرأس فيما انحرفت الرصاصة الثانية وأصابت الكتف اليمنى ونفذت من الذراع اليمنى , وتجاوزت الدراجة سيارة المرسيدس ثم استدار حامل المسدس ومن مسافة متر واحد أو مترين وأطلق الرصاص مرة أخرى باتجاه رأس الوزير خدام بقصد الاجهاز عليه , فأصاب يده اليسرى من الأمام , حدث كل ذلك في أقل من دقيقتين , ثم وصلت سيارة ركاب عادية في اللحظة التي استطاع فيها الوزير وهو بكامل وعيه أن يتمالك أعصابه ويوقف سيارته التي انجرفت عن الطريق ومع توقف المرسيدس انطلقت زوجة الوزير خدام بسرعة توقف السيارة الأولى القادمة فكانت أن صدمتها وأصيبت بدورها برضوض , وتكاثرت السيارات فيما فر الجانيان على الدراجة التي كانا يستقلانها ونقل الوزير خدام وزوجته الى مشفى المواساة الحكومي في دمشق وأخضع لأكثر من عملية جراحية فتبين أن الإصابات التي تلقاها مباشرة لكن نتائجها سليمة مبدئيا ولن تترك عطلا في الشرايين والعظام .وفي المستشفى قال خدام لزائريه أنه استطاع بجهد غير عادي أن يسيطر على سيارته بعد اصابته بكلتا يديه
وظل محافظا على وعيه وأوضح أن النزهة التي قام بها مع زوجته هي نزهة يومية وقد شعر أن الرصاصات التي وجهت اليه كنت بقصد قتله