كيف ستكون طبيعة العلاقة الجديدة بين دمشق وتل أبيب إذا أسفرت محادثات السلام عن اتفاق بين سوريا وإسرائيل؟
نحن ملتزمون بالعمل على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338. ويحدد مضمون هذه القرارات طبيعة السلام والعلاقات والقضايا الأخرى. نحن ملتزمون بكل متطلبات قرارات مجلس الأمن، وأي شيء يتجاوز هذه المتطلبات فهو أمر منفصل.
لنفترض أن محادثات السلام لا تؤدي إلى حل، وأن إسرائيل لا تنفذ قرارات الشرعية الدولية. ما هي الأدلة التي لدينا، وما هي الخيارات أمام سوريا؟
تأتي المحادثات في إطار عملية شاملة لتحقيق السلام والانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة واستعادة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وإذا فشل هذا النهج فسنعمل على تهيئة الظروف اللازمة التي تمكننا من استعادة حقوقنا في الأرض، سواء كانت سورية أو فلسطينية أو لبنانية أو أردنية. وسنعمل، كما ذكرت سابقاً، على المستوى السوري والعربي والدولي على تهيئة هذه الظروف.
طالما أن هناك أي شبر من الأرض محتلة، وطالما أن الشعب الفلسطيني يعاني من الظلم والاحتلال، فإن الصراع لا يمكن أن يتوقف حتى لو استمر قرناً أو قرنين أو ثلاثة أو أربعة قرون.
خيار الحرب لا يزال قائما؟
نحن نناقش السلام حاليًا.
فهل ستستمر سورية في مقاطعة المفاوضات المتعددة الأطراف رغم الإجماع بين الدول المشاركة، وخاصة فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والترابط بين التقدم في الجهود الثنائية والمتعددة الأطراف؟
إننا لا نرى الأساس المنطقي وراء المشاركة في المفاوضات المتعددة الأطراف. كيف يمكن مناقشة العلاقات الإقليمية مع استمرار العدوان والاحتلال؟ فكيف يمكن لسورية أن تعالج القضايا الإقليمية مثل المياه والبيئة بينما تظل أراضيها محتلة؟ ويبدو أن التعددية تشكل تنازلاً لإسرائيل، وتهدف إلى إضعاف الموقف العربي في عملية السلام. وبطبيعة الحال، نحن نعارض مثل هذا الموقف. نحن لا نميل إلى القفز إلى الاستنتاجات قبل تناول الفرضية الأساسية، وهي ضرورة الانسحاب. وبدون الانسحاب، لا يمكن النظر في أي مسألة أخرى.
هل تقصد الانسحاب من الجولان أم الانسحاب من كل شبر من الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان؟
إن موقفنا يتمثل في الانسحاب الكامل من هضبة الجولان وكل شبر من الأراضي العربية المحتلة.
دعونا نواصل مناقشة العلاقات بين دمشق ومنظمة التحرير الفلسطينية. هل تتفق مع وصف العلاقات بين سوريا وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية بالمتذبذبة؟ فهل هناك أسباب للقلق لدى القيادة من اتفاق محتمل بين سوريا وإسرائيل على حساب الفلسطينيين؟ ما هو موقف سوريا من التفاوض مع الإسرائيليين؟
إن العلاقات بين سورية وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية طبيعية وراسخة. ومن المعروف أننا لا نتدخل في شؤون المنظمة الداخلية لا الآن ولا في المستقبل. إن منظمة التحرير الفلسطينية تتخذ قراراتها بنفسها وتتحمل مسؤوليتها أمام الشعب الفلسطيني. أما بالنسبة لأي مخاوف يعبر عنها بعض الأشخاص بشأن الموقف السوري، فأنا شخصياً أعتقد أن أي فلسطيني وثيق الصلة بالقضية الفلسطينية لن يشكك في موقف سوريا من المسار الفلسطيني الإسرائيلي في محادثات السلام في واشنطن. وقد تم إصدار العديد من البيانات مؤخرًا لمعالجة أي ثغرات ملحوظة في الفهم.
ولم تصدر أي تصريحات محددة بشأن المسار التفاوضي الفلسطيني. لكن هناك اتفاق عربي على أهمية التنسيق وتبادل المعلومات. الوفد الفلسطيني يخوض صراعا كبيرا مع الجانب الإسرائيلي، والوضع أبعد ما يكون عن السهولة. ولم ندلي بأي تصريحات تنتقد جهودهم.
وعلى أية حال، فإن سوريا ملتزمة التزاما عميقا بحقوق الشعبين الفلسطيني والسوري، لأننا جزء من أمة واحدة. ولا يملك أحد سلطة أن يملي على سوريا ما ينبغي أو لا ينبغي أن تفعله فيما يتعلق بالتزاماتها الوطنية. وسورية تدرك تماماً هذه الالتزامات ومسؤولياتها. وعلى كل من يريد تقديم اقتراحات أن يسلك طريق الحق لخدمة قضيته بفعالية.