سؤال – يرى المراقبون أن المعارضة السورية في الخارج …
ج 1 – المعارضة السورية في الخارج كما في الداخل مكونة من تيارات وأحزاب وشخصيات لكل منها منبته الثقافي والسياسي ولكن ما يجمعها هو حاجة سورية إلى التغيير وبناء نظام ديمقراطي مدني يتساوى فيه السوريون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو العرق أو الجنس في دولة مصدر السلطة فيها الشعب ويمارسها عبر المؤسسات الدستورية المنتخبة .
ومن الطبيعي أن تبرز بين الوقت والآخر تباينات في وجهات النظر حول بعض القضايا التي تطرأ في الساحة السياسية سواء كانت داخلية أو عربية أو دولية بسبب الخلفية الفكرية والسياسية لكل من مكونات المعارضة وهذا أمر طبيعي لا سيما أننا جميعاً نركز على حق الاختلاف حول قضايا لا تمس ميثاق جبهة الخلاص الوطني في سورية .
خلال العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة أعلنت جماعة الإخوان المسلمين تجميد أنشطتها المعارضة للنظام السوري وقد أدى هذا الإعلان إلى خلاف في وجهات النظر بين الجماعة وبين بقية أطراف الجبهة التي رأت في بيان الإخوان المسلمين خروجاً على ميثاق الجبهة وقد نوقش الموضوع بالأمانة العامة وتقرر عرضه على المجلس الوطني في وقت قريب لاتخاذ القرار الملائم الذي يراه .
حسب معلوماتي أن جماعة الإخوان المسلمين لم تعلن أنها أجرت مصالحة مع النظام .
من الصعب عقد صفقة بين جماعة الإخوان المسلمين والنظام لأسباب تتعلق بكل منهما فالنظام لايستطيع أن يقبل المصالحة التي تجيز للإخوان العمل السياسي بأية صورة كانت وقد أعلن قبوله منذ فترة السماح لأفراد بالعودة إلى سورية بعد موافقة أمنية ، ومن جهة ثانية فإن جماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع أن تقبل بمثل هذا العرض .
لست وحيداً في جبهة الخلاص الوطني والتي تكونت كما أشرت من قوى وتيارات وأحزاب وشخصيات وطنية موجودة في الداخل كما في الخارج وفي هذه المناسبة أشير أن حواراً يجري مع بعض أطراف المعارضة للانتساب للجبهة كما أن حواراً سيجري مع أطراف أخرى بهدف توحيد وتنسيق عمل المعارضة السورية في الداخل وفي الخارج .
ليس هناك ما يقلقني حول مستقبل الجبهة أو حول مستقبل المعارضة رغم العقبات القائمة في مسيرتها نحو تحقيق أهدافها
سؤال – هناك أجواء انفتاح عربي وغربي على دمشق .
ج 2 – أنا لا أنظر إلى هذه المسألة بصورة ساذجة ومعزولة عن الأوضاع الدولية والإقليمية والصراع القائم بين مصالح قوى دولية وإقليمية في المنطقة .
دعني أقول في المنطقة الآن ثلاث إستراتجيات وهي إستراتجية الولايات المتحدة الأميركية المدعومة من الغرب ، وإستراتجية إسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وإستراتجية إيران وتصارع هذه الاستراتجيات فوق ارض العرب وحول مصالحهم في الوقت الذي لم يستطع العرب أن يتفقوا على إستراتجية تضمن أمنهم واستقرارهم وسيادتهم ومصالحهم .
يجب قراءة وتحليل الاستراتجيات الثلاثة عندئذٍ نستطيع أن نحدد الوضع ونقرأ بموضوعية كل عمل أو حركة .
1 – تهدف إستراتجية الولايات المتحدة الأميركية المدعومة من الغرب إلى حماية مصالحها ومصالح الغرب في المنطقة وقد وضعت أسس هذه الإستراتجية بعد الحرب العالمية الثانية وظهور الحرب الباردة وبروز دور النفط العربي والموقع الاستراتجي الهام للمنطقة ونستطيع قراءة ذلك في خطاب الاتحاد الذي وجهه الرئيس الأميركي ترومن عام 1951 إلى مجلس الشيوخ حول الإستراتجية الكونية للولايات المتحدة الأميركية وورد فيه عن الشرق الأوسط مايلي ( إن بلدان الشرق الأوسط هي في الغالب أقل تقدماً في الصناعة من بلاد أوربا على أن لها أهمية كبيرة لسلامة العالم الحر بأجمعه إن هذه المنطقة هي مركز حيوي للمواصلات البرية والبحرية والجوية بين أوربا وأسيا وأفريقيا وفي بلاد الشرق الأوسط يوجد نصف احتياطي العالم من الزيت وليس هناك في العالم منطقة أكثر تعرضاً للضغط السوفيتي من الشرق الأوسط وأن الكرملين لم يترك أي فرصة إلا واصطاد في الماء العكر كما يتبين لنا بحوارات ما بعد الحرب فالحرب الأهلية في اليونان والضغط من اجل الحصول على امتيازات في مضيق الدردنيل وتبني حزب تودة في إيران وتأليب الطوائف بعضها على بعض في الدول العربية وإسرائيل وهذه جميعها تشير إلى خطة موضوعة لتوسيع السيطرة السوفيتية على هذه المنطقة الحيوية ) .
وفي مكان آخر يقول : ( وفي الدول العربية وإسرائيل تقضي الضرورة بدرس إقليمي سريع لمشاكل التطور الاقتصادي وهذا مفتقر إليه لتخفيف حدة التوتر القائمة ولاسيما بالعمل على توطين اللاجئين أما البرنامج المعد للدول العربية فيوسع إنتاج الطعام المفتقر إليه عن طريق تحسين الموارد المائية وأما برنامج إسرائيل فيساعدها على صياغة اقتصادها في هذه الفترة العصيبة لتطورها القومي ) .
صحيح أن الاتحاد السوفيتي لم يعد موجوداً وأن الشيوعية قد اختفت ولكن الصحيح أيضاً أمران الأول بدء نهوض روسيا لتستعيد موقعها كدولة عظمى قد لا يحدث ذلك في السنوات الخمسة القادمة ولكنه بالتأكيد سيحدث وجميعنا يتابع تطور النهوض الروسي لا سيما في بنيتها الداخلية والعسكرية والاقتصادية كما في ممارسة سياساتها الخارجية ، والأمر الثاني الذي حدث في المنطقة هو بروز إيران قوة إقليمية كبيرة وذات طموح يتجاوز حدودها الوطنية وكل ذلك يجعل المنطقة في قلب الاهتمامات الأميركية خاصة والغربية عامة وكلنا نذكر التحالف الذي أقامته الولايات المتحدة الأميركية في عام 1990 لإخراج العراق من الكويت لأن النظام العراقي تجاوز الخطوط الحمر .
والعامل الآخر ذات الصلة الوثيقة بإستراتجية الولايات المتحدة أياً يكون رئيسها ضمان أمن إسرائيل وحمايتها ودعمها .
2- في الحديث عن إستراتجية إسرائيل يجب التمييز بين الأهداف التاريخية للحركة الصهيونية والطامحة إلى بناء دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات وبين أهداف الدولة الإسرائيلية في المرحلة التي بدأت بعد تأسيسها .
في هذه المرحلة تهدف إستراتجية إسرائيل إلى توسيع مساحتها الجغرافية على حساب الأرض الفلسطينية والجولان عبر سياسة الاستيطان كما تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من فلسطين كما تركز على تنمية قوتها العلمية والعسكرية والتي تشكل أداتها في تحقيق أهدافها ومن الأمور المركزية في إستراتجية إسرائيل تفكيك الوحدة الوطنية الفلسطينية لتصبح قضية فلسطين خارج الاهتمام الفلسطيني والعربي والدولي كما تركز على تفكيك العلاقات العربية والعمل على تصديع الوحدة الوطنية في كل دولة عربية لآن ذلك يشكل إحدى ضماناتها الإقليمية .
ومن الجدير بالذكرإن السلام الذي تقبل به إسرائيل هو الذي يضمن لها تحقيق هذه الأهداف .
3 – الأمم ذات التاريخ العريق المليء بالانتصارات والازدهار والتقدم تستحضر تاريخها ، منها من يعيش في ذكريات التاريخ ووقائعه في حالة من الخمول فيتحول الماضي بأحداثه إلى ظاهرة من ظواهر أحلام اليقظة فيبحث عن انتصارات وهمية فيحول الهزائم الواقعة إلى انتصارات إعلامية .
ومن الأمم من يستحضر تاريخيه ويتابع مسيرته ويبني عليه ومن هذه الأمم الأمة الإيرانية .
في آذار عام 1979 انتصرت الثورة الإسلامية في إيران واستحضرت التاريخ لتتابع مسيرته وبنت إستراتجيتها على دعامتين متكاملتين وهما الدين والقومية .
الهدف المركزي لإستراتجية الثورة الإيرانية بناء دولة كبرى قوية يمتد نفوذها من البحر الأبيض المتوسط إلى أفغانستان وامتداداً إلى الجمهوريات الأسيوية في وسط آسيا واعتمدت في العمل على تحقيق إستراتجيتها على مايلي :
1 – الهوية الدينية للنظام للربط بين النظام وبين مجتمع متدين ونجحت في إنعاش العصبية المذهبية لدى قطاعات واسعة من المسلمين الشيعة وأصبحت إيران مرجعيتهم السياسية .
2 – من الملفت أن قيادة الثورة الإسلامية في إيران مكونة من رجال الدين ولكنهم يختلفون عن غيرهم في المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي باعتمادهم العلم وسيلة أساسية في تحقيق أهدافهم وبذلك نجحت إيران في تحقيق نهضة علمية متقدمة مكنتها من صنع وسائل القدرة العسكرية ومتطلبات الحياة المدنية ونجحت في صنع التكنولوجيا وتطويرها وليس فقط في استخدامها .
3 – تبنت القيادة الإيرانية القضايا الأساسية التي تشد اهتمام المسلمين والرأي العام العربي وفي مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية وقد قامت بعملية رمزية عبر تسليم السفارة الإسرائيلية في طهران إلى منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلى تبني نهج يدعوا إلى تحرير فلسطين كاملة .
وقد ساعدها في تنمية وجودها في الساحة الفلسطينية تشكيل حزب الله الذي تمكن من تحقيق انتصارات على إسرائيل وشكل جسر عبور لإيران إلى الساحة الفلسطينية كما إلى الساحة اللبنانية كما أن تحالفها مع النظام السوري ساعدها بإقامة علاقات وثيقة مع عدد من المنظمات الفلسطينية وفي مقدمتها حركتا حماس والجهاد الإسلامي وتعززت تلك العلاقات وتحولت إلى تحالف وثيق بين هذه الفصائل الفلسطينية وبين إيران .
4 – ركزت طهران على النظام السوري بعد تورطه في لبنان وتشكيل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق المرحوم رفيق الحريري وتمكنت من احتواء النظام الذي أصبح مدركاً أن إيران بحكم مالها من نفوذ في أجهزته الأمنية والعسكرية وفي مؤسسات الدولة بالإضافة إلى ارتباط حزب الله بها تشكل حماية له ولنظامه .
5 – نجحت القيادة الإيرانية بعد إجازتها للأحزاب الإسلامية الشيعية العراقية في التحالف مع عدوها الشيطان الأكبر الولايات المتحدة الأميركية وتغطية حربها على العراق وبذلك فقد نجحت ليس في الخلاص فقط من عدوها صدام حسين وإنما مما أحدثته الحرب في بنية العراق من تصدع سهل لها بناء نفوذ قوي في الساحة العراقية .
لقد ساعدت إيران الولايات المتحدة الأميركية في حربها على أفغانستان قبل حربها على العراق مستخدمة مثلاً شعبياً إيرانياً يقول إذا رأيت الأفعى لا تقتلها بيدك وإنما بيد عدوك وهكذا تخلصت من طالبان .
6 – تمكنت إيران من بناء قوة عسكرية لا يستهان بها وشكلت احد عناصر قوتها .
إذاً نحن أمام ثلاث إستراتجيات لكل منها أهدافها في غياب إستراتجية عربية وفي ظل تفكك عربي بدأ منذ تأسيس النظام العربي الحالي واعني الجامعة العربية .
هنا علينا أن نطرح الأسئلة التالية :
1 – هل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية جاهز للتخلي عن إستراتجيته في ضمان مصالحه في المنطقة سواء الاقتصادية أو الأمنية أو أمن إسرائيل ؟
2 – هل إيران مستعدة للتراجع عن أهدافها الإستراتجية والتخلي عنها وعن الوسائل التي تملكها لتحقيق هذه الأهداف ؟
هل إيران جاهزة للقبول بأن تصبح دولة لا يتجاوز نفوذها حدودها الجغرافية كأية دولة من دول المنطقة .
هنا لابد من الإشارة إلى أن إيران لم تتخلى عن أهدافها عندما كانت تتعرض للحرب التي شنها عليها النظام العراقي في حوار جرى مع الأمريكان لإنهاء عملية حصار السفارة الأميركية في طهران كما لم تتخلى عن أهدافها بعد خروجها من الحرب متعبة في حوارات جرت بصورة غير مباشرة مع الاميركان ولم تكن تملك هذا النفوذ الذي يمتد من لبنان إلى فلسطين وسورية والعراق وفي بعض دول الخليج كما لم تكن تملك تلك القدرة العسكرية والعلمية المتوفرة لديها الآن .
3 – هل الولايات المتحدة الأميركية قادرة على فرض المبادرة العربية على إسرائيل وبالتالي تحقيق الانسحاب الشامل من الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية بما فيها القدس وغزالة المستوطنات والقبول بتنفيذ القرار 149 المتعلقة باللاجئين الفلسطينيين ؟
وهل بمقدور الفلسطينيين القبول بأقل من ذلك وكذلك هل بمقدور الدولة السورية القبول بأقل من التحرير الكامل للأراضي السورية التي احتلت بحرب حزيران 1967 .
4 – هل النظام السوري مستعد للتخلي عن تحالفه مع إيران وهل يستطيع مواجهة نتائج هذا التخلي في ضوء حجم التأثير الإيراني في بنية النظام وفي الدور القوي لحزب الله ولأجهزة الأمن الإيراني في سورية .
هل هناك من يستطيع أن يعطيه ضمانة أن المحكمة الخاصة بلبنان لن تطاله ولن تطال نظامه وهل يستطيع الغرب أو بعض الحكومات العربية أن يضمن له العودة إلى لبنان واستمرار نظامه القمعي والفاسد ؟ .
أ – ببساطة أقول أن الولايات المتحدة الأميركية المدعومة من الغرب غير قادرة على تسليم المنطقة إلى إيران ووضع مصالحها تحت النفوذ الإيراني .
ب – لن تتخلى القيادة الإيرانية عن أهدافها وقد تناور وتعمل على كسب الوقت وأحداث ثغرات في جدار التحالف الغربي وتوترات في المنطقة تشغل الغرب عنها ولكنها لن تتخلى عن أهدافها والتي أصبحت تشكل العقيدة السياسية للدولة الإيرانية وإسقاط هذه العقيدة يعني إسقاط الدولة .
من قراءة هذه الوقائع فإن الساعين لإخراج النظام السوري من قبضة إيران سواء كانوا من الغرب أو من الشرق لم يفلحوا وسيبقى النظام إحدى الركائز الأساسية للقيادة الإيرانية .
إن خروجه عن ارتباطه بإيران سيشكل له خطراً كبيراً على نظامه من قبل اختراقات إيران المنية لنظامه وتغلغل أجهزتها في سورية بالإضافة إلى قوة حلفائها في الساحتين اللبنانية عبر حزب الله والفلسطينية عبر حركتي حماس والجهاد الإسلامي واللتين أصبحت لهما قوة كبيرة في الساحة الفلسطينية في سورية .
سيعطي بشار الأسد وعوداً للغرب كما للدول العربية وسيعطي إيران تضمينات معززة في الوقائع انه باقي في تحالفه معها .
لكل ما تقدم فلست قلقاً من أي حوار يجري مع النظام لأني على يقين أن هذا الحوار سيكون حوار الطرشان .
وبالنسبة إلى السؤال حول مساعدة الغرب للمعارضة السورية .
أريد أن أوضح أن المعارضة السورية لا تعول على الغرب في تحقيق التغيير في سورية لأن لمثل هذا التدخل ثمناً وطنياً كبيراً وهذا ما ترفضه المعارضة السورية وتجربة التغيير عبر التدخل الخارجي في العراق تجعل مثل هذا التدخل في سورية امراً مرفوضاً الأمر الآخر الذي أريد أن أوضحه هو أن المعارضة السورية لم تطلب المساعدة الخارجية في تحقيق التغيير وإنما طلبت رفع الغطاء عن النظام الذي يمارس أقسى الأساليب عنفاً ضد السوريين وأؤكد أن الغرب لم يقدم للمعارضة السورية أي شكل من أشكال الدعم رغم مايطرحه من شعارات حول الديمقراطية وحقوق الإنسان .
سؤال – كيف تنظرون إلى الرئيس الأميركي بارك اوباما الذي دشن جدار الحوار المباشر مع النظام السوري ؟
الجواب – شكل الرئيس اوباما ظاهرة استثنائية في الحياة السياسية الأميركية ذلك أن انتخابه كسر جدار التفرقة والتمييز في المجتمع الأميركي كما شكل انتخابه ارتياحاً لدى معظم شعوب العالم بعد مرحلة ثماني سنوات من إخفاقات الإدارة السابقة .
طرح الرئيس اوباما طموحات كبرى امام الرأي العام الأميركي وأمام العالم فهل هو قادر على تحقيقها ؟
لا شك أن أمامه صعوبات كبرى ، في الداخل الأزمة المالية وافرازاتها الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على مستوى الأمن القومي الأميركي ، أمامه ارث الرئيس جورج بوش في أفغانستان والباكستان والعراق وأمامه مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي كما أمامه الملف الإيراني وتأثيره في الإقليم وعلى المصالح الأميركية والغربية كما أن أمامه الأزمة الاقتصادية العالمية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار الدوليين وعلى مستقبل العالم خلال السنوات القادمة .
الحوار الذي أطلقه حول أفغانستان ومع النظام السوري والحوار المحتمل مع إيران حوارات استكشافية وأمامه عقبات كبرى ومجموعة مترابطة من المشاكل ونجاحه في حل كل مشكلة سيؤدي إلى ظهور مشكلة أخرى ومثال ذلك الانسحاب من العراق يحل مشكلة أميركية ولكنه سينتج مشكلة أخرى وهي هيمنة إيران على العراق والذي يشكل بوابة للهيمنة على المنطقة كلها كما أن أمام الرئيس اوباما مشكلة السلام بين إسرائيل والفلسطينيين بكل تعقيداتها .
من الواضح أن الرئيس الأميركي سيسلك سلوك الرئيس بيل كلينتون ولكن في ظروف أكثر تعقيداً .
علينا أن ننتظر الأشهر القادمة وليس من السهولة الحكم على الرئيس الأميركي قبل أن يخوض غمار التعامل مع مجموعة هذه الأزمات الكبرى .
سؤال : بالنسبة لملف المحكمة الخاصة بلبنان ماذا تفسرون قول الرئيس السوري أنه إذا تم تسييس المحكمة فسيدمر لبنان كله ؟
الجواب : جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري جريمة سياسية بطبيعتها والرئيس الحريري لم يقتل بسبب خلاف مع شخص أو مع شركة وإنما قتل بعد حملات سياسية وإعلامية مركزة عليه ، كان اغتياله بسبب خطه السياسي ، فالجريمة جريمة سياسية وبالتالي فمن الطبيعي أن يمثل امام القضاء السياسيون الذين أمروا وخططوا عملية الاغتيال .
إن تصريح رئيس النظام السوري الذي أشرت إليه في سؤالك يشكل تهديداً للبنانيين وللعرب وللمجتمع الدولي ومن جهة ثانية يعني أن رئيس النظام يتهم نفسه فمن هو القادر على تدمير لبنان غير دولة أو شبه دولة وليس أفراد فالأفراد غير قادرين على تدمير لبنان ، في قناعتي عبر متابعتي للأوضاع في لبنان ولتوتر العلاقات بين رئيس النظام السوري والمرحوم رفيق الحريري وما كان يطلق من تهديدات أن أصابع الاتهام تشير إلى النظام وفي كل الأحوال التحقيق قارب على الانتهاء والمحكمة بدأت والحقيقة ستظهر .
سؤال : حول تصريحات محي الدين اللاذقاني
الجواب : لا يستحق هذا المخلوق الرد عليه .
على ما يبدو انه لا يقرأ ولا يسمع ، في جميع مقابلاتي الإعلامية وتصريحاتي ركزت على مسألتين أساسيتين فساد النظام واستبداته وعرضت الوقائع وتحدثت عن الأشخاص .
أما القول أني مارست الفساد فسؤالي إذا كنت مارست الفساد أنا أو أقربائي أو أصدقائي فلماذا لم يكشف رئيس النظام السوري هذه الملفات للرأي العام في سورية ؟
سؤال – عند انشقاقك عن النظام عن من كنت تراهن …
الجواب – المسألة ليست مسألة رهان فالعمل الوطني ليس مقامرة، اتخذت قراري بالانشقاق بعد أن ترسخت القناعة لدي أن بشار الأسد لن يقدم على تحقيق الإصلاحات التي تحتاجها البلاد فلذلك قدمت استقالتي من مواقعي الحزبية والرسمية في الجلسة الأولى لمؤتمر الحزب الذي عقد بتاريخ الخامس من حزيران عام 2005 وحددت فيها أسباب استقالتي بعد ذلك خرجت من سورية وأعلنت انشقاقي عن النظام بتاريخ 31 – 12- 2005 وعملت على تشكيل جبهة الخلاص الوطني .