طلب وزير الخارجية السوري اليوم الثلاثاء من الرئيس اللبناني امين الجميل الغاء الاتفاق الامني مع اسرائيل اذا كان يريد السلام في بلاده، بحسب ما افاد مصدر رسمي
تم توضيح الشروط السورية وسط تقارير عن تقدم في المحادثات بين زعماء الفصائل المسيحية والمسلمة في لبنان الذين اجتمعوا لمناقشة السلام للمرة الأولى منذ الحرب الأهلية عام 1975
اجتمعت المجموعات لمدة خمس ساعات تقريبًا في جلستين وشكلت لجنة لصياغة قرار لاعتماده يوم الأربعاء حول نوع الدولة التي يجب أن يسعى لبنان إلى أن يكون عليها
“هل هي قاعدة أمريكية؟” قاعدة سوفيتية؟ دولة عربية؟ دولة مستقلة؟ سأل الزعيم الإسلامي الدرزي وليد جنبلاط
وقال متحدث باسم الحكومة التي يقودها المسيحيون إن المناقشات المسائية “سارت بشكل أفضل من المتوقع” لأن “الناس بدأوا يتحدثون مع بعضهم البعض، وبدأوا في الدفء”
وقال نبيه بري، زعيم ميليشيا أمل الشيعية، إن المحادثات تسير “على نحو أفضل” لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل
وكان الجميل التقى في وقت سابق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام لمدة ساعتين في جناح علوي في فندق انتركونتيننتال. وقال مسؤول لبناني رفيع المستوى إن الأمور لم تسير على ما يرام على الإطلاق
وقد طغت تلك المناقشة على محادثات السلام إلى حد كبير لأنه من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق بين الطوائف المتحاربة دون موافقة سورية ضمنية، حيث أن دمشق تزود جيوش المعارضة الإسلامية بالمال والأسلحة والذخيرة
وقال أحد الدبلوماسيين إن مستقبل لبنان يعتمد إلى حد كبير على إمكانية التوصل إلى أي تفاهم بين حكومة الجميل وسوريا
وقال مسؤولون لبنانيون إن الاجتماع كان أول اتصال رفيع المستوى بين الحكومتين منذ الغزو الإسرائيلي للبنان العام الماضي
وقال مسؤول لبناني إن خدام أعلن أن المصالحة بين الفصائل السياسية والدينية المتحاربة في لبنان لن تكون ممكنة إلا إذا ألغى الجميل اتفاق 17 مايو أيار لسحب القوات مع إسرائيل
وقال خدام، إن سوريا تريد الاحتفاظ “بالنفوذ” في وادي البقاع الشرقي في لبنان، حيث تنشر 30 ألف جندي
ولطالما اعتبرت دمشق المنطقة جزءاً من “سوريا الكبرى” وحيوية للدفاع عن دمشق، التي تقع على مسافة قريبة من القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان
وبحسب ما ورد أثار الجميل إمكانية سفره إلى دمشق للقاء الرئيس السوري حافظ الأسد
وفي المحادثات بين الزعماء المتنافسين طالبت جبهة الإنقاذ الوطني الموالية لسوريا بإلغاء المعاهدة الإسرائيلية وإنهاء نظام الحكم القائم منذ 40 عاما والذي يتطلب أن يكون الرئيس مسيحيا ورئيس الوزراء مسلما سنيا. ورئيس البرلمان شيعي
ودعا إلى انتخاب مباشر للرئيس وإنشاء برلمان من مجلسين، بدلا من تقسيم جميع المناصب التشريعية والجيش على أساس نسبة 6-5 لصالح المسيحيين
واستند هذا التوزيع إلى تعداد عام 1932، ولكن يقال الآن أن المسلمين يشكلون 60 بالمائة من سكان لبنان
ويرأس الجبهة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط والرئيس السابق سليمان فرنجية ورشيد كرامي