أطلق نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام سلسلة أحاديث – قنابل في اتجاه الفريق الحاكم في دمشق، كاشفاً بعض أسرار مرحلة اتخاذ القرار السوري بتمديد ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود، في حين علقت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على التحركات الديبلوماسية بين مصر والسعودية وفرنسا في شأن سورية ولبنان. وفي تطور لافت نقل عن عبد الحليم خدام انه كان يسعى لاسقاط حكومة الرئيس بشار الاسد من خلال انتفاضة شعبية
وابلغ خدام صحيفة الشرق الاوسط من منزله في باريس انه كان يحشد احزاب المعارضة السورية لخلق الجو المناسب كي يسقط الشعب السوري النظام
خدام على قناة فرنسية
وبعد أقل من أسبوع من حديثه-القنبلة إلى قناة “العربية” الفضائية في دبي، ظهر خدام على شاشة قناة “فرانس 3” الفرنسية العامة. وقال رداً على سؤال عن مستقبل الرئيس بشار الأسد ان عليه “ان يرحل… الى البيت … الى السجن… المهم هو انقاذ سوريا من هذا النظام”. وأضاف ان “الذين يقفون وراء الاغتيالات الاخيرة في لبنان سيستمرون في القتل لأن هدفهم هو اشاعة الفوضى في هذا البلد”. ولاحظ ان حياته باتت “في خطر”، الا أنه “غير خائف”.
وفي “الأسوشييتدبرس”
وأجرت وكالة “الأسوشييتد برس” اتصالاً من بيروت بخدام في مقر إقامته في باريس. وسألته هل يدعم تغيير النظام في سورية، فأجاب: “نعم”، لكنه أضاف انه لن يقود جهود إطاحة الأسد. وأكد ان هذا الأمر “آخر اهتماماتي، ما يهمني هو ان يستعيد شعب سورية حريته وقدرته على تقرير مصيره”. واعتبر ان “أخطاء” الأسد أضعفت النظام السوري بما لا يمكن إصلاحه، إذ “لم يعد يستطيع إصلاح نفسه وأصبح مثل سيارة من طراز عام 1916 … أنا مقتنع أن النظام ارتكب أخطاء كبرى ضد سورية ولبنان وعليه ان يتحمل مسؤولياته امام الشعب السوري. أعتقد أن لا فرصة للنظام للاستمرار على المدى الطويل”. وكرر اتهام الأسد بأنه مسؤول شخصياً من خلال قراراته وتصرفاته عن عزل سورية، وقد “أضعف النظام نفسه نتيجة رؤيته الخاطئة والأخطاء على الجبهتين الداخلية والدولية… الرئيس بشار الأسد اتخذ قرارات فادحة، في شكل أحادي وضد نصائحنا”، منها التمديد للرئيس اللبناني اميل لحود. ونفى ان يكون قرر الانشقاق عن النظام بتشجيع من المملكة العربية السعودية او اي بلد آخر.
والشرق الاوسط
اكد النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام الذي اعلن مؤخرا انشقاقه عن النظام السوري، في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط نشرتها اليوم انه يعمل على “انضاج الظروف” من اجل ان “ينزل السوريون الى الشارع” لاسقاط النظام. وقال خدام ردا على سؤال ان “الشعب السوري هو الذي سيسقط النظام (…) انا لا أسعى الى التغيير عبر انقلاب عسكري (…) لكن اعمل لانضاج الظروف من اجل ان ينزل السوريون الى الشارع ويتخذوا ما يجب اتخاذه من اجل اسقاط النظام وهذا الامر يسير بشكل جدي”. واضاف ان “هناك تيارا ينمو في البلد سريعا. المعارضة تنمو بسرعة (…) كانت المشكلة انه لم يكن هناك شخص ذو وزن يمكن ان يقف بوجه النظام”.
وتابع ان “المعارضة السورية تعرف مواقفي وانا كنت على اتصال بها حتى يوم كنت في سورية. المقابلة زادت من ثقة المعارضة بنفسها وستلتحم مع بعضها البعض بكل أطرافها وأنا أسعى الى ذلك”.
… و”الحياة”
وفي حديث آخر إلى جريدة “الحياة” تنشره كاملاً غداً (راجع جريدة الجرائد) ، أكد خدام ان الرئيس بشار الأسد قال في أحد اجتماعات حزب البعث ان “رفيق الحريري طبخ القرار 1559 مع الرئيس جاك شيراك، وان الحريري يتآمر على سورية”.
وروى انه قبل صدور القرار 1559، بيوم طلب الرئيس الأسد من وزير الخارجية فاروق الشرع الاتصال بنظيره الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، ومطالبته بمساعدة اسبانيا مع الدول الغربية لوقف صدور هذا القرار، وابلاغه أن سورية مستعدة للتخلي عن الرئيس اللبناني اميل لحود. وذكر ان موراتينوس عرض الموضوع على رئيس حكومة اسبانيا خوسيه لويس ثاباتيرو الذي طلب منه ان يبلغ نظيره السوري بأنه يرغب بأن يتصل به الاسد مباشرة وقد حصل ذلك. فطلب الأسد من ثاباتيرو التدخل وأبلغه الاستعداد للتخلي عن لحود اذا تخلت الدول الغربية عن قرار مجلس الأمن الذي كان على وشك الصدور.
واضاف خدام ان ثاباتيرو اتصل من جانبه بالرئيس جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر ورئيس الحكومة البريطانية توني بلير وربما قد يكون اتصل بالولايات المتحدة، وان الغرب وافق على عدم عقد جلسة مجلس الأمن اذا تخلت سورية عن التمديد للحود.
وذكر خدام ان موراتينوس اتصل بالشرع ليبلغه نجاح المسعى، وأن مجلس الأمن لن ينعقد، على ان يعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إلغاء الجلسة النيابية التي كانت مخصصة لتعديل الدستور فأجابه الشرع “تكلم أنت مع السيد بري”. ففوجئ موراتينوس بهذا الكلام، وأجاب “أنتم قمتم بمبادرة وطلبتم المساعدة منا ونجحنا في اقناع الدول الأخرى فعليكم ان تتصلوا ببري” فرد الشرع قائلاً: “اتصلوا أنتم”. وفعلاً اتصل وزير الخارجية الاسباني برئيس مجلس النواب اللبناني فأجابه: “نحن دولة مستقلة ذات سيادة، ولا نتأثر بالضغوط السورية”. فصدر القرار 1559.