اكد نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام ان العلاقات بين الكويت وسوريا “عميقة وجذرية ونحرص في البلدين دائما على تعزيزها في مختلف المجالات”
وقال خدام خلال استقالبه هنا اليوم وفد جميعة الصحافيين الكويتية برئاسة امين سر الجمعية عدنان الراشد “انني اهنيء الشيخ صباح الاحمد الصباح بتكليفه تشكيل حكومة جديدة في دولة الكويت الشقيقة ونتمنى له التوفيق في خدمة الكويت وقضايا الامة العربية التي منحها منذ عقود الاهتمام الكبير من جهده وحكمته لنصرتها في مختلف المحافل العربية والاقليمية والدولية”
واضاف “اننا نكن كل الاحترام للشيخ صباح الذي تربطنا به علاقة صداقة واخوة ومحبة عميقة”
واكد خدام ان العلاقات الكويتية السورية في المجالات كافة ستزداد عمقا ورسوخا من خلال التعاون بين المسؤولين الكويتيين والسوريين وبتوجيهات من الحكومتين في البلدين
واستعرض خدام الاوضاع على الساحة العربية والمسألة العراقية وتطورات الصراع العربي الاسرائيلي وعملية السلام في المنطقة
وحول الوضع العربي قال خدام ان “هذا الوضع بحاجة الى معالجة بما يعزز قدرات العرب على النهوض وحماية مصالحهم وان الثغرات في الوضع العربي من شأنها التهيئة لنشوء انعكاسات سلبية جديدة عليه ولذلك علينا اجراء مراجعة جديدة وعميقة لهذا الوضع في اطار برنامج متكامل واضح يتقف الجميع والعمل على تنفيذه”
واستذكر خدام الوضع العربي الذي كان قائما قبل غزو النظام العراقي المنهار لدولة الكويت وقال “لو كان هذا الوضع جيدا لما تجرأ صدام حسين على غزو الكويت ولقد تحركت سوريا منذ اللحظات الاولى للغزو بالاتصال مع العديد من الاشقاء العرب والوقوف الى جانب الكويت”
وفي موضوع العراق قال خدام “كنا نريد اسقاط نظام صدام ولكننا لا نريد للعراق ان يسقط” محذرا من تفكك العراق اذ قال “اذا اصاب العراق اي تفكك فان ذلك سينعكس على العديد من الدول الاسلامية”
وتابع ان “المشكلة في العراق هي بناء دولة وفرض الامن والاستقرار فيه” منبها الى ان العراق مرشح لعدم الاستقرار لفترة طويلة على المستوى السياسي فالمجلس الذي تم تشكيله يضم العديد من الاشخاص الذين لا يعرفون العراق بحكم غيابهم الطويل خارجه وكذلك غير معروفين لدى العراقيين وان الدول لا تبنى من الخارج وكذلك القيادات لا تاتي من الخارج”
ودعا خدام الى حل عربي للوضع في العراق اذ قال ان “عراق المستقبل مشكلة كبيرة فالوضع الراهن في هذا البلد لا يدعو الى الشعور بانه سيخرج قريبا من ازمته وتركيبته لن تقود العراق للخروج من ازمته”
واكد ان معالجة الوضع في العراق هو جزء من معالجة الوضع العربي العام فحرب تشرين عام 1973 كان القرار فيها للعرب وقرار احلال السلم في العراق ممكن ان يكون قرار عربي عبر عقد اجتماع يتم خلاله الاتفاق على صيغة وافكار لاخراج هذا البلد من ازمته وهذا ليس قضية خلافية بين العرب لان العالم العربي مسؤول عن اخراج العراق من ازمته التي يمر بها حاليا مشيرا الى ان الحل العربي سيعيد الثقة للعراقيين ويمنع تفكيك العراق
وجرى خلال الاجتماع مناقشة الصراع العربي الاسرائيلي والحاجة الى تضامن عربي يعزز الموقف العربي لضمان تحقيق السلام العادل والشامل على اساس قرارات الشرعية الدولية
وفي هذا الصدد قال خدام “هناك تقصير عربي في تنفيذ قرارات القمم العربية حيال هذا الموضوع فقد تبنت قمة بيروت العربية العام الماضي مبادرة سمو ولي العهد السعودي الامير عبد الله بن عبد العزيز وبادرت اسرائيل لاجهاضها عبر ممارساتها في الاراضي الفلسطينية والان بطرح موضوع الحل النهائي للقضية الفلسطينية عام 2005 باقامة دولة فلسطينية في اشارة الى خريطة الطريق” وتساءل “هل تم تحديد هذه الدولة من قبل اللجنة الرباعية وهل حددت مصير اللاجئين الفلسطينيين او موضوع القدس”
وقال “اننا لا ندعو الى الحرب ونعمل من اجل السلام العادل والشامل في المنطقة” مؤكدا ان مصالح الولايات المتحدة الامريكية الحقيقية هي مع العرب
وأكد دور الاعلام والصحافة في معالجة الوضع العربي وقال ان “على الاعلام ان يركز على تغيير جدي في البنى السياسية والاقتصادية والثقافية والتطلع الى عالم عربي جديد لان الهوة كلما زادت لا يستطيع بلد عربي ان يردم هذه الهوة لوحده”
واستذكر خدام واقعة احداث الصامتة عام 1973 عندما ذهب الى العراق للوساطة ومن ثم زار الكويت والتقى امير دولة الكويت الراحل الشيخ صباح السالم اذ ابدى جاهزية الكويت للحل عبر تنفيذ الاتفاق الموقع عام 1963 بين العراق والكويت عندما كان احمد حسين البكر رئيسا لوزراء العراق الامر الذي رفضته بغداد على لسان البكر في اشارة الى اطماع النظام العراقي السابق بالكويت.(