أكد نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام أن الرئيس بشار الأسد لن يستمر في السلطة، معتبراً أن أمامه خياران: إما الهروب وإما السحل في الشارع من قبل الثوار كما جرى مع الزعيم الليبي المقتول معمر القذافي
وكشف خدام في حديث الى صحيفة “السياسة” الكويتية أن غالبية العلويين تؤيد سقوط النظام، إلا أنها تخشى الانضمام للثورة خشية تعرضها للانتقام. وأضاف ان “العلويين في سوريا خائفون ومذعورون من بطش بشار ومن انتقام الثورة، فالأكثرية العلوية تريد سقوط بشار لكنها لم تعلن ذلك حتى الآن خوفاً من ردة فعله العنيفة”، مشيراً إلى أنه “من المعروف في سورية أنه لو كتب شخصان، واحد من الطائفة السنية وآخر من الطائفة العلوية مقالاً صحافياً مماثلاً ينتقدان فيه النظام, فإن عقوبة العلوي أشد، لأنه في نظر النظام يجب أن يكون ولاؤه أعمى, لكننا نتواصل مع الكثير من الطائفة العلوية الكريمة حالياً ونحضهم على الخروج إلى العلن وكسر حاجز الخوف”.
واعتبر خدام أن الرئيس الراحل حافظ الأسد كان “أعقل” من ابنه بشار، مضيفاً ان “حافظ الأسد كان يعبد حافظ الأسد, واستعمل أدوات لحماية هذا المعبد من أبناء طائفته، إذ أن 90 في المئة من طلاب الكليات العسكرية هم من أبناء الطائفة العلوية، ويتم اختيارهم من قبل كبار الضباط الذين ينتمون إلى العشائر، وكل ضابط يقدم لائحة خاصة من أبناء عشيرته
وندد بالانتقادات اللاذعة الموجة من قبل النظام السوري إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مشيراً إلى أن الأخير “لايملك القرار في الجامعة العربية بل هو أمينها العام، ويعلن فقط القرار النهائي المتخذ بالإجماع من قبل أعضاء الجامعة”.
وسأل “إذا كان النظام السوري اعتبر أن كل الوزراء الذين شاركوا في اتخاذ قرار تجميد عضوية سورية في الجامعة العربية, هم عملاء لأميركا، إذاً لماذا يطالب بعقد قمة عربية طارئة؟ أليس هؤلاء الوزراء يمثلون الدول الأعضاء التي يطالبها بعقد قمة”؟ وأكد أن “الأسد من أبرز أصحاب الفرص الضائعة منذ توليه السلطة بعد وفاة والده, وهو أضاع فرصة ذهبية في تغيير نظام موروث مليء بالفساد أفقر الشعب السوري
واضاف ان “بشار الأسد لن يستمر في السلطة ومصيره إما الهروب وإما السحل في الشارع من قبل الثوار كالقذافي, لأن النظام السوري الحالي هو الذي خلق في سورية جو احتقان طائفي خطير ومرير, إذ أن السنة يشكلون 90 في المئة من الشعب، فيما الطائفة العلوية تشكل 5 في المئة أو 6 في المئة, فكيف يمكن لهذا الجزء الصغير، الذي لا يمثل أكثرية ولا أقلية كبيرة؟ أن يتسلم زمام الحكم”؟
وعن معلوماته بشأن تورط نظام دمشق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري، كشف خدام أنه “في أحد اجتماعات القيادة، قال بشار نحن نتعرض إلى هجمة أميركية – فرنسية بمساعدة من رفيق الحريري الذي بدأ بتكتيل طائفته (السنة) ضدنا (العلويون). وبعد انتهاء الاجتماع اتصلت ببشار وقلت له: هل تدرك معنى كلامك؟ إذا تم تدوال هذا الكلام بين الناس فسيكون خطيراً جداً. وأبلغت الحريري وقتها على الفور عن طريق الوزير (اللبناني) الأسبق محسن دلول، وطلبت منه أن يغادر لبنان ويعلن استقالته في المطار، لكنه لم يفعل، وقبل أسبوع من اغتياله تناولت الغداء معه وقلت له لماذا لم تسمع نصيحتي؟ فأجابني أن ماهر الأسد أرسل مع عوني الكعكي رسالة ود ومحبة، فقلت له هذه رسالة تطمين فقط لا غير”.
“.
“.