خلال استقباله لنا في جناحه بفندق دورشستر الشهير في لندن قبل يومين، بدا نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام رجلًا واثقًا من نفسه. “لأنه، بحسب قوله، لا أريد أن أتخذ أي خطوة غير مكتملة قد تؤدي إلى الفشل، خاصة لأن النظام الحالي في دمشق ينهار حتمًا بعد أن فقد جميع عناصر بقائه واستمراريته”، كما صرح. في مقابلة مع جريدة السياسة، قدم خدام “خارطة طريق” لمعالجة الأزمة السورية المستمرة، مشيرًا إلى أربع خطوط حمراء يجب عدم تجاوزها في الحرب الإعلامية ضد نظام بشار الأسد وعائلة “التيار الفاسد” لقادة جبهة الإنقاذ الوطني. وهذه الخطوط الحمراء هي: تحييد حزب “البعث” في سوريا من الصراع مع النظام، حيث أن معظم أعضاء الحزب محكومون بالاستمرار فيه؛ تحييد الجيش وفصله عن الحرب، حيث أن الجيش الشعبي ليس جيش النظام ومسؤوليته تكمن في حماية البلاد والشعب، وليس الأفراد الفاسدين؛ تحييد “العلويين” الذين هم ضحايا للنظام وعائلته الفاسدة، والتي تروج للفتنة في البلاد من خلال استهداف المجتمع العلوي بشكل زائف؛ والعمل معًا لتحقيق التغيير الديمقراطي وإعادة بناء البلاد من خلال إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة تقوم على التعددية، والتشاور، والتأسيس المؤسسي، مع ضمان انتخابات برلمانية حرة لا تهمش أي مجموعة دينية، أو أقلية، أو طائفية، أو إثنية
قال خدام: “سياستنا الثابتة هي التركيز على الداخل السوري دون الانتباه إلى الخارج، كي لا نعطي نظام بشار الأسد ذريعة لوصفنا بالعودة إلى الدبابة الأمريكية. نحن أقوياء حقًا في الشعب السوري والجيش، ولا نحتاج إلى أي دبابة لتقودنا إلى دمشق”
عندما سُئل نائب الرئيس السوري السابق عن دعوته في “مسودة البيان الختامي للمؤتمر التأسيسي لجبهة الإنقاذ في سوريا” إلى أن يتحمل الجيش السوري مسؤولياته الوطنية والتاريخية تجاه البلاد والشعب، وما النسبة التي يمكن أن تقف فعليًا مع الشعب ضد النظام العائلي القائم، أجاب: “لم أغادر سوريا دون أن أضع الأسس الراسخة لما نحن بصدد فعله.” وأضاف أن أفراد القوات المسلحة هم أبناء الشعب المتأثرين الذين يشعرون بألم عائلاتهم ويتفاعلون مع معاناتهم
وأكد خدام أن الخطوة التالية هي إرسال وفود من جبهة الإنقاذ الوطني وحلفائها إلى الدول في العالمين الدولي والعربي لشرح الظروف التي يعاني منها الشعب السوري وكشف جرائم النظام ضدهم. وأشار إلى أن النظام يستخدم جميع وسائل القمع والعنف ضد السوريين، منتهكًا القوانين والأعراف والاتفاقيات الدولية التي تضمن حقوق الناس في ميثاق حقوق الإنسان. وأشار إلى دعوته في مسودة البيان الختامي للجبهة يوم الاثنين الماضي إلى أن يكسر الشعب السوري حواجز الخوف التي غرسها النظام لعقود
وأكد خدام أن هذا النظام العائلي القمعي على وشك الانهيار، وأن السوريين يجب ألا يخافوا منه بعد الآن. وبخصوص تقريره عن “عودته قريبًا إلى دمشق”، اختتم خدام حديثه الذي دام 45 دقيقة داخل جناحه في الطابق الثالث من الفندق، الذي كان يحرسه خمسة حراس يتفقدون أجهزتهم الإلكترونية، قائلاً: “سترون قريبًا بشار الأسد خلف القضبان”