قال النائب السابق للرئيس السوري عبد الحليم خدام أن الرئيس بشار الأسد أصدر قراراً بمنع صهره ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية آصف شوكت من السفر وان الاخير اختفى عن الانظار وأضاف في مقابلة هاتفية “نتوقع أن يصيبه ما أصاب غازي كنعان” في إشارة إلى وزير الداخلية السوري السابق والرئيس السابق لشعبة المخابرات السورية في لبنان (من 1982 حتى ما بعد 2001) والذي انتحر في مكتبه بدمشق في تشرين الأول/أكتوبر قبل ثلاثة أعوام.
وحول تداعيات القمة العربية اعتبر خدام الذي يعد من مؤسسي وقياديي جبهة الخلاص المعارضة “لم تكن القمة عربية نظراً لان قسماً كبيراً من الدول العربية شاركت بمستوى منخفض لأسباب سياسية تتصل بعدد من القضايا في المنطقة وعلى خلفية موقف النظام في دمشق من هذه القضايا” وأضاف “كان شعار القمة التضامن العربي ولهذا فمن حقنا التساؤل عن مدعاة امتناع دول مركزية عربية في المنطقة عن الحضور بمستوى عال”.
وأردف “بتقديري لم تكن القمة ذات مضمون فاليوم الاول عج بالخطابات أما جلسات اليوم الثاني المغلقة فلم تدم اكثر من بضع ساعات” واستطرد “أما القضايا الرئيسية التي تنعكس على مستقبل المنطقة لم تطرح على طاولة النقاش ولاسيما الصراع العربي الاسرائيلي والعراق ولبنان والوضع في دارفور والجنوب السوداني ثم استراتيجية ايران الاقليمية والمصالح الدولية في المنطقة” وتساءل “ما هي القضية التي كانت على جدول الأعمال واستطاعت القمة أن تصدر قراراً بشأنها بعيداً عن الخطاب الاعلامي الممجوج” وتابع “القمة بكل المعايير فاشلة من حيث المضمون والشكل لكن بالنسبة لبشار الاسد والنظام في سوريا فهي تعد ناجحة لأنهم غير عابئين بحل القضايا المطروحة بل بمجرد عقد القمة وذلك كي يثبت النظام في دمشق أنه غير معزول وحتى يتمكن من توظيف الحدث داخلياً حيث الظروف معقدة للغاية”.
وعن تصوره بشأن التحرك الذي ستقوم به الدول العربية التي خفضت تمثليها في القمة العربية بدمشق ولاسيما على الصعيد اللبناني، قال خدام “برأيي ان المملكة العربية السعودية ومصر واليمن وسائر الدول التي شاركت بتمثيل منخفض ستبذل قصارى جهدها من اجل الوصول لحل الازمة اللبنانية لكن لا استطيع توقع مواقف اخرى تخرج عن هذا الاطار” وأضاف “العرب جميعاً لا ينظرون فقط إلى المسألة اللبنانية رغم كونها ساحة اختبار للصراعات الدائرة إلى كافة القضايا الأخرى العالقة”.
وفي رد على سؤال عن هوية الشبكة الاجرامية التي تحدث عنها رئيس لجنة التحقيق الدولية الكندي دانيال بيلمار في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري، قال النائب السابق للرئيس السوري “من الواضح ان بيلمار كان يشير إلى الجهة التي يتهمها اللبنانيون بأنها وراء الاغتيال وهو يقول ان كل الاغتيالات كانت تقترف من جانب ذات الجهة فإذا هذه الجهة سياسية الطابع” وأضاف “على أية حال فالتقرير ما هو سوى تلخيص واعتقد ان المدعي العام عندما سيتقدم للمحكمة الدولية سيكشف كل الأسماء وأرى ان المسألة باتت واضحة تماماً وهو ما يبرر ذعر النظام السوري” وأردف “عندما يجري الحديث عن الوضع في لبنان تقول المعارضة نريد المشاركة في السلطة على الرغم انها كانت اصلاً شريكاً في السلطة على اساس اتفاق التحالف الرباعي عام 2005 الذي أفرز حكومة السنيورة حتى اطلق عليها خلال حرب تموز وصف الحكومة المقاومة” واستطرد “لكن عندما حرك ملف المحكمة الدولية وعرض المشروع على الحكومة اللبنانية لاقراره استقال وزراء حركة أمل وحزب الله رغم كونهم شركاء في الحكم” وتابع “لقد استقالوا بفعل توجيه جاءهم من دمشق ونذكر في هذا السياق تصريحات المسؤولين في دمشق ومفادها ان الوضع في لبنان سينفجر إذا ما سارت المحكمة قدماً” حسب تعبيره.
وحول الانباء التي ترددت عن تبادل رسائل بين رئيس الوزراء الاسرائيلي اولمرت والرئيس السوري بشار الأسد قال خدام ” بشار الأسد يريد دخول البوابة الأمريكية عبر البوابة الإسرائيلية، لكنه يعرف تماماً كما يدرك الإسرائيليون أنه غير قادر على انجاز السلام الذي تنشده إسرائيل وهذا ينسحب على اولمرت أيضاً العاجز عن تحقيق سلام يمنح الغطاء السياسي لبشار الأسد”. وأضاف “فأولمرت يلعب بالورقة السورية للضغط على الفلسطينيين فضلاً عن مصلحة اسرائيل في ابقاء الانفتاح على الاسد فالنظام في سوريا أفقر البلاد وأضعفها وضعضع الوحدة والوطنية بالاضافة إلى احتلال الجولان منذ 41 عاماً وهذه هي الحالة النموذجية بالنسبة للدولة العبرية ولا أدل على ذلك من التصريح الشهير لبيغن عن سوريا الذي أكد أن الخطر يأتي من الشمال” وخلص إلى القول”فلا إسرائيل جادة في سعيها إلى السلام ولا الأسد قادر على تبني خطوات نحو السلام المبني على المبادرات والشرعية” الدولية..