إتهم نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله بتلقي تعليمات من دمشق لخلق فوضى في لبنان تطوي ملف التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. ورأت “جبهة الخلاص الوطني” السورية المعارضة ان الأسد يقوم بـ”مساومات لحماية نظامه وحمايته من الإحالة على المحكمة ذات الطابع الدولي في الجرائم التي ارتكبها في لبنان”
وعلّق خدام على استقالة وزراء “حزب الله” وحركة “امل” من الحكومة اللبنانية، خلال اجتماع الدورة الرابعة لجبهة الخلاص في بروكسل امس، وقال: “اعتقد ان هذه الاستقالة جزء من امر عمليات اعطاه بشار الاسد من اجل خلق فوضى في لبنان تطوي ملف التحقيق في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتعطّل تشكيل المحكمة الدولية. هذا الامر بدأ بشكل عملي عندما قام حزب الله بتعليمات اعطيت لحسن نصرالله في دمشق من قبل احد كبار ضباط الامن القريبين من بشار الاسد للبدء في هذا المخطط عبر عملية خطف الجنود، لأن الذي اعطى الامر يعرف جيداً ان ردة فعل اسرائيل هي الحرب في لبنان، يعرف ذلك لأن التجربة العملية في غزة كانت واضحة”
واعتبرت الأمانة العامة لجبهة الخلاص، التي أسسها خدام والمراقب العام لجماعة الأخوان المسلمين علي صدر الدين البيانوني، في البيان الختامي لدورتها الرابعة، انها “تداولت ما يرد من أنباء عن مساومات يجريها رئيس النظام السوري مع بعض الجهات الأجنبية من أجل الحفاظ على نظامه وحمايته من الإحالة إلى المحكمة ذات الطابع الدولي في الجرائم المتعددة التي ارتكبها في لبنان، متاجراً بذلك بقضايا الأمة الرئيسية، الجولان وفلسطين ولبنان والعراق”، وأنها “ترى في عبث النظام السوري على الارض اللبنانية محاولة لضرب القوى اللبنانية ببعضها في محاولة يائسة لاستعادة هيمنة النظام السوري على لبنان وللتغطية على دوره في الجرائم، بما فيها جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”
وأكدت الجبهة “ان الامانة العامة لجبهة الخلاص من موقع تقديرها لتاريخ حزب الله ولتاريخه النضالي، تربأ بهذا الحزب ان ينغمس في لعبة بشار الاسد، التي من شأنها تدمير الوحدة الوطنية في لبنان”، ودعت “جميع الاطراف اللبنانيين الى تجنب الوقوع في هذه الهاوية، التي دعا اليها بشار الاسد لأن الفتنة ستكون محرقة للبنان ولسوريا”، مشيرة الى انها “حصلت على تقارير من محافظات مختلفة داخل الوطن حول نشاطات مريبة للسفير الإيراني في دمشق، وتلقت العديد من شكاوى المواطنين بخصوص جهود تبذل لتجنيد مواطنين سوريين في خدمة المشروع الإيراني في المنطقة”، واصفة تلك الإنشطة بأنها “تفتيتية وتشكل خطراً على وحدة الأمة”.وحذرت الأسد من “مغبة اللعب بالنار الطائفية في محاولة مكشوفة لتغيير هوية الشعب السوري القومية والمذهبية مما لم يعد يخفى على أحد”، ومن ان “دفع الأموال وبناء المؤسسات والحسينيات وتوزيع الكتب والمطبوعات وأشرطة الكاسيت، يهدد مباشرة الوحدة الوطنية في سوريا في وقت أحوج ما يكون فيه المجتمع السوري إلى التلاحم والإنصهار”
ودعت الجبهة الشعوب والنخب العربية إلى التبصر بحقيقة مواقف هذا النظام وسياساته التي وصفتها بـ”القمعية التي لا تتناسب أبداً مع خطاب الممانعة والصمود الذي يدعيه والى تحمل مسؤولياتها تجاه الأوضاع الإنسانية والسياسية على الساحة السورية”، واكدت ان التغيير لن يكون لاستبدال حاكم بحاكم أو فئة بفئة، وإنما لبناء نظام وطني ديموقراطي، وستطرح برامجها للحوار على الرأي العام لاعتماد الحلول الأمثل لمشكلات الوطن على الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية”
وجاء في البيان الختامي ايضاً ان الجبهة “باشرت في الإعداد العملي لأدوات التغيير الوطني المنشود بإحكام الاتصال مع القوى الداخلية، ووضع البرامج ومد جسور الحوار مع الدول العربية والأجنبية والمؤسسات الإنسانية لبناء العلاقات وشرح أبعاد معاناة شعبنا لتقطع على النظام الطريق لتخويف الآخرين من أن بديله سيكون الفوضى أو الحرب الأهلية”، و”دعت كافة المواطنين الى تعزيز وحدتهم الوطنية استعداداً ليوم قريب يتحمل فيه السوريون مسؤولياتهم في تغيير النظام القمعي وبناء دولتهم الديموقراطية المتحررة من الخوف والظلم والاستبداد والفساد”