خدام والشهابي في بيروت لاجراء مباحثات مع الحكومة اللبنانية

الناشر: الديار AL Diyar

تاريخ نشر المقال: 1991-05-12

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

وصول وفد سوري رسمي عالي المستوى ضم نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس اركان الجيش السوري العماد حكمت الشهابي، وقد قاما بمفاوضات طويلة مع الحكم اللبناني اسفرت عن انهاء صيغة العلاقات الطبيعية بين لبنان وسوريا حيث تقرر اقرار تلك الصيغة في اول جلسة لمجلس الوزراء ثم في مجلس النواب على ان يوقعها الرئيسان اللبناني والسوري قبل نهاية الشهر الحالي، ويبرمان معاهدة تاريخية هي الاولى من نوعها منذ الاستقلال بعد ان مضت خمسون سنة على علاقات غير مستقرة بين البلدين.

سجلت المباحثات الرفيعة، اللبنانية – السورية التي جرت امس في المقر الرئاسي بين رئيس الجمهورية الياس الهراوي ورئيس المجلس النيابي حسين الحسيني ورئيس مجلس الوزراء عمر كرامي من جهة، ونائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام ورئيس اركان الجيش السوري اللواء حكمت الشهابي ورئيس رفع الاستطلاع في القوات السورية العاملة في لبنان من جهة ثانية، خطوات متقدمة جدا، ان لم يكن نهائية، على صعيد موضوعي العلاقات المميزة بين البلدين، وتعيين النواب وتطبيق ما تبقى من بنود اتفاق الطائف، والاتفاق حول التحركات الجارية في المنطقة وكيفية مواجهة هذه التحركات وانعكاساتها على البلدين.
وقد جاءت زيارة الوفد السوري المفاجئة الى بيروت في وقت كانت المؤشرات السياسية تدل في اتجاه احتمال انعقاد قمة لبنانية سورية في القريب لبحث المواضيع المطروحة على الساحتين اللبنانية والاقليمية، واعتبرت المصادر السياسية والمراقبة ان المباحثات التي جرت الغت من الحسبان انعقاد القمة المذكورة في المدى المنظور وذلك بانتظار انجاز الملفات المطروحة وخصوصا لجهة تطبيق بنود الطائف المتعلقة بالعلاقات والتعيينات واللامركزية وترجمت ما تم الاتفاق عليه خلال المرحلة المقبلة.
وتازامنت هذه المباحثات مع انجاز خطوتين متقدمتين: موضوع ارسال الجيش الى الجنوب حيث تم امس ارسال قوة من اللواء السادس الى المنطقة استعدادا للانتشار في مناطق عمل القوات الدولية. تمهيدا لتنفيذ القرار 425، والتقدم الذي احرزته مفاوضات السيد محسن ابراهيم في تونس مع منظمة التحرير الفلسطينية والاتفاق على عقد لقاء مباشر في القاهرة على هامش مؤتمر وزراء الخارجية العرب، بين الجانبين اللبناني والفلسطيني.
وقد استمرت المباحثات اللبنانية – السورية اربع ساعات اكد في نهايتها نائب الرئيس السوري السيد خدام خلال حديثه الى الصحافيين وجود اتفاق في التحليل والرؤيا والاستنتاج، حيال البحث الذي تناول التحركات القائمة في المنطقة ومصالحنا المشتركة في هذه التحركات، وحيال الخطوات التي قطعتها الحكومة اللبنانية في برنامجها لتنفيذ الميثاق الوطني بما في ذلك البرنامج.
ودعا السيد خدام العرب جميعا الى شد ازر الدولة اللبنانية وان يمارسوا كل الاتصالات والجهود لتأمين كل الاتصالات والجهود التي من شأنها ان تساعد في تنفيذ القرار 425 وتحقيق الانسحاب الاسرائيلي، لأن ذلك يشكل خطوة مهمة في تعزيز مسيرة بسط سلطة الدولة، مؤكدا قيام سوريا بالاتصالات لبحث الوسائل التي تساعد في الوصول الى تنفيذ هذا القرار. وردا على سؤال حول العلاقات المميزة وما اذا كانت مدار بحث في اللقاء قال: ان المناقشات تصب في العلاقات القائمة بين البلدي، والتي ادت الى اطلاع الدولة اللبنانية على الاتصالات والتحركات، والاتفاق على التصورات التي يمكن ان نعمل بها معا واعتبر انه من الطبيعي القول اننا ناقشنا بصورة من الصور بعض التصورات حول كيفية تنفيذ البنود المتعلقة بالعلاقات السورية اللبنانية والواردة في ميثاق الوفاق الوطني.
وعن موضوع الرهائن الاجنبية تمنى خدام اطلاق اللبنانيين المحتجزين لدى السلطات الاسرائيلية، والذين تطالب بهم جهات المحتجزين في لبنان ووصف الظروف المتعلقة بهذا الموضوع بأنها ايجابية، واعتبر زيارة وزير الخارجية السوفياتية الى لبنان بأنها مهمة وهي تعبير جديد عن الدعم الدولي للدولة اللبنانية ولمسيرة الوفاق الوطني.
ومن جهته كشف الرئيس عمر كرامي بعد اللقاء بأنه كان هناك نقاش لبعض الامور المتعلقة بالعلاقات المميزة، وانه جرى توضيح لكثير من النقاط وتم الاتفاق على كل شيء وردا على موقف بكركي الاخير من هذا الموضوع قال كرامي: لكل واحد رأيه، نحن في بلدة ديموقراطي ولكن في النتيجة اننا جئنا كحكومة لننفذ كل اتفاق الطائف… الذي لا يجوز استنخار اي بندقية لئلا تتعطل كل المسيرة… ولان بت هذا الموضوع يؤدي الى استتباب الامن والاستقرار والهدوء في كل المجالات… ونظرا الى ان للبنان مصلحة في ذلك اكثر من سوريا.
وفي معلومات الديار وفق مصادر المقر الرئاسي ان البحث تركز بين الوفدين السوري والرؤساء الثلاثة وبشكل اساسي حول موضوع العلاقات المميزة، حيث تم عرضها بندا بندا وفق المشروع الذي اعدته اللجنة الوزارية، وقد شرح نائب الرئيس السوري موقف دمشق بالتفصيل من كل نقطة واردة فيه. وحسب هذه المصادر فإن الملاحظات السورية ستعرض في الاجتماع الذي ستعقده لجنة العلاقات المميزة عند الساعة الخامسة من بعد ظهر غد الخميس في القصر الحكومي.
ونقل مرجع نيابي عن اللقاء ان نائب الرئيس السوري سأل عن موقف بكركي الاخير من موضوع العلاقات المميزة، وحصل من الرؤساء الثلاثة على تأكيد من قبل اركان الدولة ان مسيرة تنفيذ الطائف سائرة من دون عوائق. فأبدى السيد خدام اعتقاده بأن الاجواء السائدة في المرحلة الراهنة مؤاتية جدا لمتابعة السير بثبات نحو تحقيق كامل بنود اتفاق الطائف.
كما تطرق البحث الى موضوع التعيينات النيابية بشكل عابر، دون الدخول في الاسماء، كما اكد المرجع النيابي حيث ابدى الوفد السوري رغبته في ان تأخذ هذه الخطوة الوقت اللازم لها، وكما تقتضيه الدورة الروتينية من تقديم طلبات ترشيح واستمزاج الآراء قبل اتخاذ القرار في مجلس الوزراء باصدار هذه التعيينات، وكأن هناك شبه تصور الى ان هذه الخطوة قد لا تتم قبل منتصف شهر حزيران المقبل، فتتم بهدوء وبعد ان تكون الاتصالات والاستشارات قد استوفت مضمونها، واشار المرجع المذكور الى ان خطوة التعيينات قد تترافق مع انجاز ملفي اللامركزية الادارية، والعلاقات اللبنانية – السورية، حيث يتم تمثيل كافة الاتجاهات السياسية والاجتماعية البارزة في ضوء المتغيرات الجارية في المجلس النيابي الجديد.
وعلمت الديار انه تم تبني وجهة نظر الحكم خلال اللقاء بأفضلية اقرار العلاقات المميزةف ي مجلس النواب من قبل المجلس الحالي، اي قبل تعيين النواب الجدد، ورأي الحكم في هذا المجال هو ضرورة الفصل بين الموضوعين، لجهة عدم تفسير خطوة تعيين النواب بأنها لمصلحة سوريا من حيث الحصول على اجماع نيابي يتوفر لها في المجلس الجديد وتفتقد اليه في المجلس الحالي. ووفقا لذلك فإنه من المتوقع ان يبلغ الرئيس كرامي اللجنة الوزارية غدا الملاحظات السورية حول العلاقات، ويتم تعديل نص المشروع ويقر في جلسات مجلس الوزراء المقبلة تحت عنوان معاهدة العلاقات المميزة بين لبنان سووريا ومن ثم يحيل المشروع الى المجلس النيابي لدرسه واقراره، الامر الذي لا يستغرق حتى اواخر الشهر الجاري على ابعد تقدير. ووصفت مصادر وزارية مطلعة المعاهدة بأنها اكثر من تنسيق واقل من تكامل، بحيث انها ستتناول كافة المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والعسكرية.
كما تم البحث خلال اللقاء في موضوع استيعاب عناصر الميليشيات في الدولة، من ناحية المبدأ، وتم تبادل بعض الافكار من دون الدخول في التفاصيل.
وكانت المباحثات بين الوفد السوري والرؤساء الثلاثة قد بدأت عند الساعة الثانية عشرة الا ربعا من قبل ظهر امس، وتخللها عند الساعة الثالثة والربع غداء عمل فانتهت على اثره عند الساعة الرابعة والدقيقة العاشرة.
وذكرت المعلومات ان هذه الزيارة تم التحضير لها من قبل المسؤولين اللبنانيين وخصوصا زيارات الوزراء دلول والمر وبويز الاخيرة الى دمشق.
وفي الاتصالات المتوقعة، علمت الديار ان العاصمة السورية ستشهد خلال الايام المقبلة حركة زيارات مكثفة لمسؤولين لبنانيين، يأتي في مقدمهم الوزير نبيه بري الذي سيزور دمشق مطلع الاسبوع للتشاور مع المسؤولين السوريين في المواضيع المطروحة ومنها موضوع التعيينات النيابية، كما توجه الى دمشق امس الوزير مروان حمادة حيث سيلتقي السيد عبد الحليم خدام كما سيزورها اليوم الوزير محسن دلول.

Facebook
Twitter
LinkedIn
WhatsApp

مقالات حديثة


مذكرات ووثائق خدام ..عرفات يستسلم ويغادر بيروت… ومبعوث ريغان يزور دمشق سرا ويلتقي الأسد (5 من 5)

2024-05-25

تنفيذ الخطة الأميركية… هكذا أسدل الستار على الوجود الفلسطيني في العاصمة اللبنانية المجلة بعد مفاوضات على وقف النار في بيروت ومفاوضات دبلوماسية في عواصم عربية وفي نيويورك، تبلورت الخطة الأميركية وحُلحلت “عقدها” بين أوراق وزير الخارجية السوري عبد الحليم خدام نص الخطة الأميركية لـ”رحيل قيادة ومكاتب ومقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية” من بيروت، وهي كالآتي 1 […]

مذكرات ووثائق خدام ..أول رسالة خطية من عرفات للأسد… والرئيس السوري يحذره: أنا لست الرئيس سركيس أو الملك حسين (4 من 5)

2024-05-24

خدام يكذّب رئيس “منظمة التحرير” ويقول إن إسرائيل تريد “تحويل المقاومة الفلسطينية من مشكلة لإسرائيل إلى مشكلة لسوريا” المجلة في 7 أغسطس/آب، أرسل رئيس “منظمة التحرير الفلسطينية” ياسر عرفات أول رسالة إلى الأسد بعد حملات إعلامية وعسكرية بينهما، هذا نصها: “السيد الرئيس حافظ الأسد، كما تعلمون سيادتكم، بناء على قرارات جدة، جرت بيننا وبين الحكومة […]

مذكرات ووثائق خدام ..”رسالة طمأنة” من بشير الجميل الطامح لرئاسة لبنان الى الأسد… و”عقد” أمام خطة المبعوث الأميركي (3 من 5)

2024-05-23

استمرت المفاوضات بين عرفات والإسرائيليين عبر المبعوث الأميركي والرئيس الوزان إلى أن تم التوصل إلى اتفاق في مطلع أغسطس 1982 المجلة تفاصيل رسالة من بشير الجميل، عدو سوريا اللدود، إلى الأسد لطمأنة دمشق خلال سعيه إلى الرئاسة، إضافة إلى تفاصيل خطة حبيب لإخراج عرفات ومقاتليه إضافة إلى التقارير التي كان يرسلها رئيس جهاز الاستخبارات السورية […]