– اهابت سوريا اليوم بالسكرتير العام للامم المتحدة كوفي عنان وبمجلس الامن ليدينا بقوة القرار الذي اتخذته اسرائيل الاسبوع الماضي لانشاء تسع مستوطنات جديدة في هضبة الجولان المحتلة وبزيادة عدد سكان المستوطنات الزراعية هناك بنسب 50 في المائة. جاء الموقف السوري في رسالتين متماثلتين بعثت بهما سوريا الى عنان والى رئيس مجلس الامن ودعت من خلالهما كل اعضاء المجلس وخصوصا الدول “التي لها تأثير على اسرائيل” للضغط على الدولة العبرية للتراجع عن قراراتها الخطيرة “التي تهدد السلام في المنطقة خصوصا بعد المبادرات العربية لمعاودة الاقلاع بعملية السلام”. وشجبت سوريا في رسالتيها اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي في 29 ديسمبر الماضي والذي اعتبر فيه “ان الجولان جزء لا يتجزأ من اسرائيل”. واشارت الرسائل الى ان القرارات العدائية الاسرائيلية جاءت بعد اسابيع قليلة من المبادرة السورية لمعاودة مفاوضات السلام بين الدولتين ولتقديم المشروع السوري الى مجلس الامن الدولي بازالة اسلحة الدمار الشامل من منطقة الشرق الاوسط برمتها وبعد قرار مجلس الامن الذي يعتبر ان عدم انسحاب اسرائيل من الجولان يعرقل تقدم السلام في الشرق الاوسط. واعتبرت سوريا في الرسائل التي ارسلتها اليوم ان اصرار اسرائيل على المضي في سياساتها العدوانية دليل اخر على رغبتها في خلق وقائع جديدة على الارض وتشديد احتلالها لاراضي الاخرين . وكان نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قد اتهم اسرائيل يوم السبت الماضي “باجهاض” اي تحرك للسلام في الشرق الاوسط في رد اولي مباشر على مشروع اسرائيل لتوسيع الاستيطان في هضبة الجولان المحتل منذ عام 1967. وقال خدام للصحافيين ان “هذا جزء من سياسة اسرائيل في اجهاض اي توجه سلمي في المنطقة” مضيفا ان” هذا الاجراء وما يجري من ذبح للفلسطينيين يؤكد ان اسرائيل مستمرة في عدائها للسلام وتحقيق المشروع الصهيوني الذي يتعارض اصلا مع مصالح الامة العربية ومستقبلها”. وكانت لجنة وزارية اسرائيلية قررت الاربعاء الماضي زيادة عدد سكان المستوطنات الزراعية في هضبة الجولان بنسبة خمسين في المائة. وترتدي هضبة الجولان التي تحتل اسرائيل 1200 كيلومتر مربع منها اهمية استراتيجية بالنسبة لاسرائيل نظرا لاشرافها على الجليل وكذلك بالنسبة لسوريا لانها نقطة اساسية في الطريق الى دمشق.