نظم زعماء المسلمين في لبنان مؤتمراً تحت رعاية سورية يهدف إلى إعادة الحياة إلى حكومة بيروت المشلولة وتضميد الجراح داخل مجتمعهم.
ويأتي الاجتماع في العاصمة السورية اليوم بعد محادثات جرت نهاية الاسبوع في دمشق بين الرئيس السوري حافظ الاسد ورئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي حول تحسين الوضع الامني في بيروت الغربية ذات الاغلبية المسلمة.
وناقش الزعيمان الاحد ايضا خطط "المصالحة الوطنية" في اشارة واضحة الى منح الاغلبية المسلمة مزيدا من السلطة في الحكومة اللبنانية.
وقالت إذاعة بيروت الحكومية إن الجلسة التي تستمر طوال اليوم ستحاول "تحقيق النظام والاستقرار في بيروت الغربية والاتفاق على رؤية وطنية بشأن صيغة أمنية وسياسية شاملة" للبنان.
ونقلت صحف بيروتية عن نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام قوله إن سوريا تسعى للتوصل إلى تسوية من جديد لأن "سوريا ستبذل كل الجهود الممكنة لإغلاق ملف الأزمة اللبنانية".
وبالإضافة إلى كرامي، وهو مسلم سني رئيس الوزراء المعين بمباركة سورية، سيحضر الاجتماع الزعيم الشيعي نبيه بري والزعيم الدرزي وليد جنبلاط ورئيس البرلمان اللبناني حسين الحسيني، وهو شيعي.
ومن المقرر أن يحضر المحادثات الزعيم الروحي الإسلامي في لبنان مفتي حسن خالد.
وقالت مصادر رسمية ان سوريا تريد صياغة اتفاق جديد بين الزعماء المسلمين يمهد الطريق لتسوية سياسية أوسع بين المسيحيين والمسلمين ويضع نهاية للقتال المستمر منذ عشر سنوات في لبنان.
وتشهد الطائفة المسلمة انقساما عميقا منذ أن سحقت ميليشيا أمل التي يتزعمها بري والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتزعمه جنبلاط حركة المرابطون السنية في قتال بالشوارع في أبريل نيسان وسيطرت على غرب بيروت.
وكانت سوريا، وسيط السلطة الرئيسي في لبنان، قد دعمت حكومة الوحدة الوطنية منذ تشكيلها في أبريل من العام الماضي. لكن الخلافات الداخلية أدت إلى انقسام في الحكومة ولم يتمكن مجلس الوزراء من الاجتماع بشكل كامل منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
عشية اللقاء، قال كرامي إن جهود الرئيس ريغان لإغلاق مطار بيروت بعد اختطاف رحلة TWA رقم 847 كانت تهدف إلى "الانتقام" من لبنان لمعارضته الخطط الأمريكية في الشرق الأوسط.
كما هاجم كرامي "المصالح الإسرائيلية التي تريد احتلال لبنان" و"المؤامرة التي تستهدف المنطقة برمتها".
وقال للصحفيين "كل هذه الأمور تدفعنا نحو دمشق." وأضاف: "نعتقد أن الهدف ليس لبنان فقط، بل الهدف هو منع سوريا من القيام بدورها الفعال لمساعدة لبنان على استعادة حياته الطبيعية والقيام بواجبه الوطني".