وصف نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام القمة العربية التي استضافتها دمشق خلال الأيام الثلاثة الماضية بأنها لم تكن عربية واعتبر أنها كانت بلا مضمون وفاشلة بكل المعايير.
وأضاف خدام في مقابلة مع وكالة “آكي” الإيطالية للأنباء “لم تكن القمة عربية نظراً لأن قسماً كبيراً من الدول العربية شاركت بمستوى منخفض لأسباب سياسية تتصل بعدد من القضايا في المنطقة وعلى خلفية موقف النظام في دمشق من هذه القضايا”.
وقال خدام الذي يعد من مؤسسي وقياديي جبهة الخلاص السورية المعارضة “بتقديري لم تكن القمة ذات مضمون فاليوم الأول عج بالخطابات، أما جلسات اليوم الثاني المغلقة فلم تدم أكثر من بضع ساعات”، موضحا أن القضايا الرئيسية التي تنعكس على مستقبل المنطقة مثل الصراع العربي الإسرائيلي والعراق ولبنان والوضع في دارفور والجنوب السوداني واستراتيجية إيران الإقليمية لم تطرح على طاولة النقاش، حسب تعبيره.
ونقلت “آكي” عن خدام قوله إن “القمة بكل المعايير فاشلة من حيث المضمون والشكل لكن بالنسبة لبشار الأسد والنظام في سوريا فهي تعد ناجحة لأنهم غير عابئين بحل القضايا المطروحة بل بمجرد عقد القمة وذلك كي يثبت النظام في دمشق أنه غير معزول وحتى يتمكن من توظيف الحدث داخلياً حيث الظروف معقدة للغاية”.
وتوقع عبد الخليم خدام أن تبذل السعودية ومصر واليمن وسائر الدول التي شاركت بتمثيل منخفض في قمة دمشق، قصارى جهدها من أجل الوصول لحل الأزمة اللبنانية.
“بوابة أميركية عبر إسرائيل”
من جهة ثانية، علق خدام على الأنباء التي أشارت إلى تبادل رسائل بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت والرئيس السوري بشار الأسد، قائلا ” بشار الأسد يريد دخول البوابة الأميركية عبر البوابة الإسرائيلية، لكنه يعرف تماماً كما يدرك الإسرائيليون أنه غير قادر على إنجاز السلام الذي تنشده إسرائيل وهذا ينسحب على أولمرت أيضاً العاجز عن تحقيق سلام يمنح الغطاء السياسي لبشار الأسد”.
المحكمة الدولية
وفيما يتعلق بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، اعتبر نائب الرئيس السوري السابق أن ما ورد في تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية يشير إلى أن جهة سياسية تقف وراء اغتيال الحريري وكافة الاغتيالات الأخرى في لبنان.
وتوقع خدام أن يكشف التقرير الذي سيقدمه المدعي العام إلى المحكمة الدولية كافة أسماء المتورطين بالعملية، معتبرا أن “المسألة باتت واضحة تماماً وهو ما يبرر ذعر النظام السوري”.
خدام: الأسد منع شوكت من السفر
من جهة أخرى، اتهم خدام الرئيس السوري بمنع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية آصف شوكت من السفر خارج البلاد.
وقال إن آصف شوكت، وهو صهر الرئيس بشار الأسد، اختفى عن الأنظار، وأضاف “نتوقع أن يصيبه ما أصاب غازي كنعان”.
جدير بالذكر أن غازي كنعان الذي شغل منصب وزير الداخلية في سوريا بالإضافة إلى ترأسه شعبة المخابرات السورية في لبنان، كان قد انتحر في مكتبه بدمشق عام 2005.