ضمن حوار هاتفي أجرته معه (آكي)، أكّد عبد الحليم خدام، النائب السابق المنشق للرئيس السوري أحد مؤسسي جبهة الخلاص الوطني المعارضة، أن الجبهة “تعمل على شرح وجهات نظرها في الساحتين العربية والدولية”، وأنه “تم لقاء وفد من الجبهة مع مسؤولين أميركيين في البيت الأبيض” في هذا الإطار.
وحول الخشية من أن اللقاء سيفتح المجال أمام تأويلات في الداخل السوري (بما فيها قوى المعارضة) حول علاقة الجبهة بالولايات المتحدة والغرب عموماً، قال خدام “ليس لدينا أي قلق من أي تفسيرات سلبية قد يروج لها النظام، لأن شعبنا يدرك أهداف الجبهة وكفاحها من أجل خلاصها”.
واستطرد “وإذا كان اتصالات مسؤولين أميركيين حالة سلبية لماذا كان ولا يزال بشار الأسد يبحث عن السبل والوسائل للحوار مع الأمريكيين؟ هل حواره عمل وطني وحوار المعارضة عمل مشبوه؟”.
وأكد رفضه لهذا المنطق، وأنه “ليست لدينا عقدة في الحوار مع الأمريكيين أو مع المجتمع الدولي، لأننا واثقون من أن هذه الحوارات تصب في مصلحة سورية ومن أجل مستقبل شعبها”.
وشدد خدام على أن “الجبهة ستتابع اتصالاتها مع الدول سواء في الأمريكيتين أو في أوروبا أو في آسيا أو في أفريقيا لشرح معاناة الشعب السوري، كما أننا نرحب بتفهم أي دولة أجنبية أو عربية شرقية كانت أم غربية لأهداف الجبهة”.
ونفى خدام معرفته بوجود مبادرة أميركية خاصة بالنظام السوري، وقال “لقد شرحنا قضية سورية أمام الأميركيين وابدوا تفهماً كبيراً، ولا ننتظر شيئاً من الأميركيين أو من غيرهم”. وأضاف “نريد فقط أن يفهم العالم، والرأي العام العالمي معاناة الشعب السوري، وحجم الضغوط التي يتعرض لها، وخطورة استمرار هذا النظام على الأمن والاستقرار في المنطقة”.
واتهم خدام النظام السوري بأنه “يعمل لانهيار لبنان من خلال تأجيج الصراعات الطائفية”، وأشار، بهذا الشأن، إلى الأنباء التي تحدثت مؤخراً عن لقاء بينه وبين مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني، ونفاها قباني فيما بعد.
وعلق خدام قائلاً “هذا جزء من حملة التشويش التي يطلقها النظام لإثارة النعرات الطائفية في لبنان”. وجدد خدام اتهامه للنظام السوري بالقمع والفساد وقال “يعيش الشعب السوري في ظل نظام قمعي فاسد حوّل سورية إلى سجن كبير ونشر الفساد وأفقر البلاد وأضعفها، مستقدماً أجهزة الدولة ومؤسساتها في عملية نشر الفساد والقمع لحمايته”.
وأضاف “إلى جانب كل ذلك فقد سلك النظام سلوكاً عزل سورية في الساحتين العربية والدولية مما أثر سلبياً على مصالحها”.وشدد على أن المعارضة السورية المتمثلة في (جبهة الخلاص الوطني) “تعمل من أجل تخليص سورية وإنقاذها ليستعيد الشعب السوري حيويته وقدراته بالنهوض والتقدم وممارسة دوره في الساحتين العربية والدولية”.
وكان وفد من جبهة الخلاص ضم حسام الديري وعمار عبد الحميد، وبناء على دعوة من الجانب الأمريكي، قام الخميس الماضي بلقاء عدد من المسؤولين الأمريكيين من بينهم مايكل دوران المدير المسؤول عن شمال إفريقيا والشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي، وركز الحوار حول حتمية التغيير الديمقراطي في سورية وضرورة دعم المجتمع الدولي والإدارة الأمريكية لقوى المعارضة في سورية.
ويأتي هذا اللقاء مع الجبهة التي تأسست في حزيران/يونيو الماضي، ويتزعمها خدام وعلي صدر الدين البيانوني، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية، وضمت أحزاباً سورية معارضة في الخارج.