يستعد عبدالحليم خدام نائب الرئيس السابق المنشق عن النظام السوري والقيادي البارز في جبهة الخلاص لإطلاق قناته الفضائية التلفزيونية “سورية الجديدة” في مطلع آب (أغسطس) المقبل، بعد فترة طال انتظارها، وهي قناة يقول مطلقوها بأنها ستكون مساحة حرة تلتقي فيها مختلف الأطياف السياسية السورية في الحكومة والمعارضة.وقد أثار تكليف مدير مكتب جبهة الخلاص الوطني السابق في الولايات المتحدة الأمريكية بشار السبيعي لغطا كثيرا في صفوف المعارضة السورية، باعتبار المواقف التي أعلنها سابقا من كثير من القضايا الحساسة لا سيما منها المتعلقة بالموقف من الأديان ودورها في الحياة السياسية والانسانية.
فقد أكد رجل الأعمال ونجل نائب الرئيس السوري السابق جهاد خدام في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن اختيار بشار السبيعي جاء بناء على معايير مهنية بحتة، على اعتبار أنه خريج الجامعات الأمريكية في الاخراج السينمائي والتلفزيوني، وأنه ليبرالي منفتح، وقد عمل مديرا لمكتب جبهة الخلاص في الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عين في هذا المنصب بمعايير مهنية بحتة، على حد تعبيره.
ودعا خدام إلى التريث في إطلاق الأحكام المسبقة على التلفزيون المرتقب، وقال: “التلفزيون المرتقب سيعكس وجهة نظر المعارضة وسيكون مفتوحا أمام الجميع دون استثناء بما في ذلك رموز النظام الحاكم، وستكون المحطة بتمويل سوري 100 في المائة من طرف مجموعة من رجال الأعمال السوريين دون تدخل خارجي لأي جهة خارجية، وستنطلق شارة القناة في الفاتح من آب (أغسطس) المقبل وتنطلق رسميا على الهواء يوم 7 أو 8 آب (أغسطس) المقبل”.
وفي دمشق رفض رئيس تحرير صحيفة البعث السورية الياس مراد في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” التعليق على إطلاق قناة تلفزيونية جديدة مقربة من خدام، ولا عن تعيين بشار السبيعي، وقال: “هذا أمر سابق لأوانه، وعموما ليست هذه هي القناة الفضائية الأولى الموجهة إلى سورية ولا ضدها، وعلينا أن ننتظر لنرى من سيشاهدها”.
لكن سكرتير حزب يكيتي الكردي السوري حسن صالح أعرب عن ترحيبه بالقناة ووصفها بأنها ستكون نقلة نوعية في المشهدين الإعلامي والسياسي في سورية، وقال: “أي قناة معارضة تبث تكون لصالح المعارضة ولصالح مسألة الديمقراطية وفضح النظام، والمهم هو أن تكون منبرا حرا وتكشف عورات النظام. أما الشكوك المتعلقة باستمرار تمسك عبد الحليم خدام بحزب البعث فنحن ننتظر ما يمكن أن تكشف عنه القناة ومواقفها التي نعتقد أنها ستكون في صالح حل قضايا الأكراد وفق القانون الدولي في إطار الوحدة الوطنية”.
وفي العاصمة البريطانية لندن رحبت جماعة الإخوان المسلمين أحد الأعمدة الرئيسة في جبهة الخلاص الوطني المعارضة بقناة “سورية الجديدة”، وأكد المتحدث باسم الجماعة الدكتور زهير سالم في تصريحات خاصة لـ “قدس برس” أن القناة تمثل منعطفا تاريخيا مهما في المشهد السياسي لسوري الحديث والمعاصر، وقال: “نحن نرحب بالقناة ونتمنى لها أن تكون نافذة تعبر عن جميع شرائح المجتمع السوري وتخدم المشروع الوطني في التغيير، ونحن لا نحكم على أي قناة أو أي شخص إلا بعد أن نرى ماذا يمكن أن يقدمه، وللمعلومة فإنه لا توجد قناة واحدة موجهة ضد سورية كما تحدث الياس مراد”.
وأوضح سالم أن القناة التلفزيونية المرتقبة لن تكون ناطقة باسم جبهة الخلاص الوطني ولا تحت إشرافها، وقال: “القناة مؤسسة خاصة، وليس لها ارتباط رسمي بجبهة الخلاص، وإذا كان أحد أطراف جبهة الخلاص يشرف على القناة بصفته الشخصية فإنها لا تعمل بتوجيه سياسي من جبهة الخلاص، وإنما هي قناة مستقلة ويمكن للجميع أن يستفيد منها. أما بالنسبة لتعيين بشار السبيعي مديرا عما للقناة فنحن نميز بين شخصين بالنسبة له: بشار السبيعي كفرد حر فيما يؤمن به، وبين بشار السبيعي كشخصية عامة، وستظهر مواقفه من خلال هذه القناة فإذا جاءت مواقفه متناسقة مع متطلعات الشعب السوري، أما إذا ظهرت أشياء لا سمح الله غير ذلك فنحن نتمنى لبشار السبيعي أن يدرك أن دمشق وحلب وحماة هي غير الولايات الأمريكية، وأن هناك أمة في سورية لها معاييرها المختلفة عن المعايير الأمريكية”، على حد تعبيره.